رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

فرنسا وإيطاليا وألمانيا يتنافسون على التوصل لاتفاقيات مع بريطانيا بعد البريكست

بريطانيا
بريطانيا

ذكرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن كلا من فرنسا وإيطاليا وألمانيا يحاول التوصل إلى اتفاقيات ثنائية مع بريطانيا في أعقاب خروجها من الاتحاد الأوروبي "بريكست"، وذلك بعد أن قالت بريطانيا إنها غير مهتمة بتوثيق التعاون مع الاتحاد الأوروبي على صعيدي الأمن ​​والسياسة الخارجية.

وأوضحت الصحيفة في سياق تقرير لها اليوم الإثنين: أن المناقشات التي تجري خلف الكواليس على مستوى السفراء والوزراء تتناقض مع خطاب سلبي يصدر عن الحكومة البريطانية في داونينج ستريت حول نهجها تجاه الاتحاد الأوروبي ، لافتة إلى أن المناقشات كانت تركز على التعاون الدفاعي لكنها الآن تذهب إلى نطاق أوسع، ومن شأنها أن تمثل أول الدلائل على أن المملكة المتحدة قادرة على إقامة علاقات ثنائية إيجابية مع شركائها الأوروبيين.


وأشار التقرير إلى استعداد بوريس جونسون رئيس الوزراء البريطاني الأسبوع الماضي لاستضافة رئيس الوزراء المجري كأول زعيم أوروبي يزور "داونينج ستريت" الذي اعتُبر بمثابة انتكاسة لعملية تطبيع تدريجي للعلاقات البريطانية الأوروبية، إذ يُنظر إلى فيكتور أوربان على أنه مصدر اضطراب في الاتحاد الأوروبي. 

كما رفضت المملكة المتحدة أحد الجوانب الخارجية والأمنية عندما كانت تتفاوض على البريكست مع الاتحاد الأوروبي في ديسمبر، ما دفع الدول الأوروبية إلى تحسين العلاقات الثنائية.


لكن وزير الخارجية الفرنسي، جان إيف لودريان، خلال زيارته الأخيرة إلى المملكة المتحدة لحضور قمة وزراء خارجية مجموعة السبع، وافق أيضًا على خطط لإحياء الاجتماع السنوي بين وزراء دفاع وخارجية فرنسا وبريطانيا قبل الصيف، وكان آخر اجتماع من هذا القبيل قد عقد في بريتاني قبل عامين، ولم يُكن هناك لقاء في العام الماضي نتيجة لفيروس كورونا والبريكست.


وعلى الرغم من الخلاف الأخير بين الصيادين الفرنسيين وصيادي جزر القنال، لم يستبعد الفرنسيون عقد قمة بين جونسون والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون هذا العام، بحسب التقرير.


وحافظت فرنسا وبريطانيا على علاقات دفاعية وثيقة منذ توقيع اتفاقية لانكستر هاوس قبل 10 سنوات.


وبشأن إيطاليا، ذكر التقرير أن السفارة الإيطالية في المملكة المتحدة تأمل أيضًا أن تتوصل روما إلى تفاهم أو معاهدة مصغرة مع المملكة المتحدة هذا العام.


وقال نائب وزير الدفاع الإيطالي، جورجيو مولي: إن المراجعة الخارجية والأمنية المتكاملة التي أجرتها المملكة المتحدة مؤخرًا أظهرت "استعدادًا لإبقاء مستوى الالتزام البريطاني تجاه الأمن في أوروبا عالياً".


ولاستئناف التعاون، قال: إنه من الضروري "ترسيخ سياسة صناعية قادرة على التعامل مع المنافسة الدولية العدوانية والقاسية في كثير من الأحيان، وعلى وجه الخصوص، المنافسة الصينية، من خلال الكفاءة والمعرفة والقدرة والابتكار التكنولوجي".


وينظر مولي في سبل يمكن من خلالها تكييف التشريعات المحلية الإيطالية بحيث يمكن التعامل مع التبادل التجاري الدفاعي البريطاني مع إيطاليا على أنه تبادل تجاري مع شريك متشابه في التفكير وليس مجرد شريك ثالث.

ومن الناحية التاريخية، فقد تعاونت إيطاليا وبريطانيا بشكل وثيق في الإنتاج الدفاعي، الذي شمل المنتجات الكبيرة مثل طائرات الهليكوبتر الثقيلة (إي إتش 101).


وبصفتها رئيسًا لمجموعة العشرين، تحاول إيطاليا أيضًا تنسيق عملها بشأن تغير المناخ مع بريطانيا، التي تترأس قمة الأمم المتحدة الـ 26 في جلاسكو ، كما أصبح التعاون مع بريطانيا في السياسة الخارجية أكثر سهولة بتعيين ماريو دراجي رئيسًا لوزراء إيطاليا، وعلى الرغم من أنه مؤيد قوي للاتحاد الأوروبي، إلا أنه أكثر تشككًا في العلاقات مع روسيا والصين، وهو ما تفضله أحيانًا الأحزاب الشعبوية الإيطالية، على حد قول "الجارديان".


أما فيما يتعلق بألمانيا، فيقول التقرير إنها تعمل مع بريطانيا منذ شهور على بيان مشترك حول التعاون البريطاني الألماني، ما يؤكد القيم المشتركة بين البلدين على الرغم من البريكست.


وأشار إلى أن السفير الألماني لدى المملكة المتحدة، أندرياس ميكايليس، منفتح تمامًا على الاعتراف في هذه المرحلة بأن التركيز يجب أن يكون على بناء علاقة ثنائية أقوى مع بريطانيا، بدلاً من أن تكون بريطانيا في أيدي الاتحاد الأوروبي، كما يقول إنها ستكون شريكًا مثاليًا لتحالف عميق مع ألمانيا.


ولفت التقرير إلى أنه لا تزال هناك مناقشات حول ما إذا كانت المملكة بريطانيا سترى تعاونها الرئيسي مع أوروبا في مجال السياسة الخارجية يحدث من خلال حلف شمال الأطلسي الناتو أم مجموعة السبع أم في إطار ما يعرف بـ"الدول الأوروبية الثلاث" أم من خلال شيء مخصص لأوروبا تحديدًا.


ولسنوات عديدة، جرى استخدام مجموعة الدول الأوروبية الثلاث، ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، كأداة لتنسيق السياسة بشأن إيران.


وفي قمة الناتو، عقد جونسون اجتماعاً لمجموعة الدول الأوروبية الثلاث، بالإضافة إلى تركيا لمناقشة الوضع في شمال سوريا، قائلاً إنه يود أن يرى المجموعة تقوم بتنسيق أكبر في المستقبل.


لكن بالنسبة لألمانيا، فإن أي توسيع كبير لهذه المجموعة قد يخاطر بتقويض الاتحاد الأوروبي، ودور ألمانيا التاريخي كمدافع عن مصالح الدول الأصغر، ومن الواضح أن مجموعة الدول الأوروبية الثلاث تقصي لاعبين كبار آخرين مثل إيطاليا وبولندا وهولندا، على حد قول الصحيفة.