رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شعب الكنيسة الكلدانية في مصر يحتفل بالإثنين الثاني من صوم الرسل

الاب بولس ساتي
الاب بولس ساتي

تنظم الكنيسة الكلدانية بمصر، اليوم، احتفالاتها بالإثنين الثاني من صوم الرسل.

 

ويقرأ المسيحيون الكلدان في مصر عدة قراءات روحية على مدار اليوم وخلال القداس الإلهي، منها سفر أعمال الرسل 31-23:4، إنجيل القدّيس لوقا 11-1:5.

 

 وبدأت الكنيسة الكلدانية في مصر والعالم اجمع صوم الرسل، الذي يحل عقب الخماسين المقدسة مباشرة.

 

وقال الشماس الكلداني الشماس نوري إيشوع مندو، في تصريحات له على خلفية الصوم:"إن من يطالع الكتاب المقدس، بعهديه القديم والجديد، يجد أن الصوم كان جارياً في جميع مراحل مسيرة البشر الخلاصية عبر الأجيال. فالباحث في الكتاب المقدس يستقي من تعاليمه بأن الصوم عمل مُرضٍ لله ومدعاة لخيرات عظيمة لبنى البشر. فهو ممارسة تقوية الغاية منها التوبة ونيل الغفران من الله، وهو دعوة للمؤمن للرجوع عن الخطايا والآثام، لكي ينتقل من الشر إلى الخير، ومن الموت إلى وفرة الحياة. ويعتبر التقليد الكتابي الصوم ‏السلاح الذي به يقاوم المؤمن أعداءه: العالم والجسد والشيطان".

 

وأضاف: "ومنذ نشأة الكنيسة الأولى، كان للصوم نفس المكانة هذه. فنرى فترات من الصوم في مختلف التقاليد والطقوس الخاصة بالكنائس العديدة التي نشأت. ومن بين الكنائس الأولى والأصيلة التي اعتمدت الصوم واهتمت به في صلاتها ومسيرتها الروحية، كنيستنا المشرقية، الكلدانية والآثورية. فجعلت للصوم أزمنة مهمة. فزمن الصوم في فكرنا المشرقي، أسوة بباقي المدارس اللاهوية والروحية، هو فرصة للعودة إلى الذات وإلى ‏الآخر، أي إلى الله والانسان".

 

والكنيسة الكلدانية الكاثوليكية هي كنيسة تنتمي إلى المذهب الشرقي للكاثوليكية، الذي يضم كنائس مستقلة من أصل شرقي والتي تحتفظ بشعائرها وتقاليدها ولكن تعترف بسلطة بابا روما.

 

والكنيسة الكلدانية ليس لها علاقة مباشرة بشعب بابل القديم أو الكلدان فالكنيسة نشأت في القرن الخامس عشر ميلادي نتيجة انشقاق حصل في كنيسة المشرق والتي انقسمت بدورها عام 1964 إلى كنيسة المشرق القديمة وكنيسة المشرق الآشورية، حيث اعتنق أتباع هذا الانشقاق مذهب الكثلكة وقد حملت هذا الاسم أي الكلدانية ليتم تمييز أتباعها عن أتباع كنيسة المشرق القديمة الذين لم يتغيروا للكثلكة.

 

لغة الشعائر التقليدية للكنيسة الكلدانية هي السريانية باللهجة الشرقية، وهي من سلالة الآرامية لغة السيد المسيح، ومعظم كلدانيي العراق يتحدثون بلغتهم السريانية، ويقطن أتباع الكنيسة الكلدانية الكاثوليكية اليوم في العراق، تركيا، سوريا ولبنان، بالإضافة لمهاجرين في أوروبا وأمريكا وأستراليا.

 

وعن الكنيسة الكلدانية بمصر قال الأب بولس ساتي المدبر البطريركي للكنيسة الكلدانية في مصر في تصريح خاص لـ“الدستور”: الكنيسة الكلدانية تعتبر من أقدم الكنائس بصورة عامة، وتُسمى كنيسة المشرق، وسُميت بذلك لكونها كانت تقع شرق الإمبراطورية الرومانية، مع مراعاة أن العراق "بلاد ما بين النهرين"، كانت تحت سُلطة الفرس "ايران" حينما انتشرت بها المسيحية، ومن حينها انتشرت في بلدان مُتعددة، من سواحل اليابان وحتى جزيرة قبرص.

 

وأضاف: "وصل الكلدان إلى مصر، في القرن الثامن عشر؛ وكان انتقال العراقيين إلى مصر، لا سيما التُجار والمستثمرين منهم، سببًا قويًا لانتقال الكنيسة إليها، والمُتابع للتاريخ يلحظ أن التوافد على مصر كان قويًا على مراحل أولها فترة الازدهار الاقتصادي بمصر، على يد مُحمد علي الكبير، مؤسس مصر الحديثة، ثم أتت حقبة الحرب العالمية الأولى، وتوابعها، حيث أتى العديد من الكلدانيين إلى مصر".

 

وتابع: وهنا يجب أن نُشير إلى أنه بدء من الجيل الرابع لأولئك المستقرين بمصر من الكلدان، فهم مصريين حقًا وليسوا أجانب، فالكنائس الشرقية بشكل عام "مُصرت" في مصر، بسبب الزواج والمُصاهرة.