رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثة بـ«المصري للدراسات»: مصر تمتلك خبرة متفردة في الوساطة بين فلسطين وإسرائيل

لقاء رئيس المخابرات
لقاء رئيس المخابرات المصرية بالرئيس الفلسطيني

قالت هبة شكري، الباحثة بالمركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، إن زيارة وزير الخارجية الإسرائيلي جابي أشكنازي إلى القاهرة، والتي تُعد الأولى من نوعها منذ 13 ‏عامًا في إطار محاولات تثبيت وقف إطلاق النار الذي تم التوصل إليه بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية ‏بوساطة مصرية، بحثت سبل التوصل إلى اتفاق حول إعادة إعمار قطاع ‏غزة، والذي تربطه إسرائيل بإعادة أسراها لدى حماس، فضلاً عن سبل إحياء مسار السلام.‏‎

وأضافت شكري في تصريحاتها لـ«الدستور»، أن زيارة إشكنازي في الوقت الذي يزور فيه الوفد الأمني المصري تل أبيب والأراضي الفلسطينية، تؤكد على أن ‏التحرك المصري يتم بشكل متعدد المستويات، سواء على الصعيد الدبلوماسي أو السياسي أو الأمني، ما ‏يثبت رغبتها في التوصل لتهدئة حقيقية. وواقعياً، ولم تكتف مصر بإنجاز التوصل لوقف إطلاق النار فحسب، بل ‏استمرت الجهود المصرية بعد بدء الهدنة، فتوالت الاتصالات المصرية المكثفة بين الجانبين الفلسطيني و ‏الإسرائيلي، لبحث المستجدات المتعلقة بالتهدئة في قطاع غزة والقدس والضفة، وتنسيق الجهود الساعية ‏لإعادة الإعمار في قطاع غزة.‏

وأكدت أنه تزامنا مع وصول أشكنازي للقاهرة، أجرى مدير جهاز المخابرات المصري اللوء عباس كامل، زيارة إلى ‏تل أبيب للتفاوض حول عدد من الملفات، وأكد على تمسك مصر بملف تثبيت وقف إطلاق النار وإعادة إعمار ‏غزة، تلى ذلك، لقاء رئيس المخابرات المصري مع الرئيس الفلسطيني "محمود ‏عباس"، حيث أعلن الجانبان، المصري و الفلسطيني، موافقتهما على عقد مجموعة اجتماعات مع الأمناء ‏العامين للفصائل الفلسطينية بالقاهره في إطار جهود مصر الداعمة لتوحيد الموقف الفلسطيني ودفعها لعملية ‏السلام.

وأشارت أنه في رسالة للرئيس الفلسطيني، أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، على أن القضية الفلسطينية ستبقى ‏على رأس اهتمامات الدولة المصرية، مؤكداَ حرص مصر على مقدرات الشعب الفلسطيني ودعم قضيته، كما ‏وجه الوفد الأمني بدفع جهود إنهاء الانقسام الفلسطيني، وشدد على أهمية اتخاذ كل ما يلزم من إجراءات ‏لضمان عدم تكرار التصعيد بين إسرائيل وفلسطين.‏

وتابعت الباحثة أن كل ذلك يأتي في سياق التحركات الحثيثة والجهود المستمرة التي تقوم بها مصر في سبيل التوصل لتهدئة ‏شاملة بعد نجاحها في التوسط لوقف إطلاق النار بين إسرائيل  الفصائل الفلسطينية، وتؤكد تلك التحركات على ‏تمسُّك مصر بثوابتها تجاه القضية الفلسطينية، وسعيها الدائم لتحريك عملية السلام إيماناً منها بأن استقرار ‏المنطقة مرهون بوجود مسلك سياسي يعتمد على إطلاق عملية سلام شامل تقضي بإقامة دولة فلسطينية ‏مستقلة على حدود 1967.‏

وأؤكدت أنه مما لاشك فيه، أن التحركات المصرية خلال العدوان الأخير على غزة أكدت على أهمية الدور المصري ‏كوسيط فعال لا بديل له، نظراً لامتلاكها العديد من المقومات الفريدة التي تتميز بها، منها خبرتها السابقة في ‏هذا الملف ولكونها تحظى بقبول الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني، ويرجع ذلك لتأكدهما من إيجابية الدور ‏المصري ونزاهته وابتعاده عن المزايدات السياسية، فليس هناك شكوك حول نزاهة الوساطة المصرية ‏واستهدافها وقف العنف ومنع التصعيد في الأراضي الفلسطينية بغرض حماية الفلسطينيين، والحيلولة دون ‏استمرار حالة عدم الاستقرار في المنطقة‎.‎

ولفتت إلي أن التحركات الأخيرة هي خير دليل على مكانة مصر ودورها المحوري في المنطقة؛ فقدرتها ‏على التأثير على كلا الطرفين الإسرائيلي و الفلسطيني، وعقد لقاءات متزامنة لبحث سبل تثبيت الهدنة ودفع ‏سبل تعزيز الاستقرار في الأراضي الفلسطينية يعكس الدور المصري الداعم للقضية الفلسطينية، فقد ‏استطاعت مصر من خلال سياستها المتزنة الحفاظ على علاقات جيدة مع كافة الأطراف، ونجحت في كسب ‏ثقتهم، وهو ما انعكس على تفردها بدور مميز لا يمكن أن تتسم به أي من الدول الأخرى، سواء على ‏المستوى الإقليمي أو الدولي.

 وأضافت أن تحريك مصر للقضية الفلسطينية على المستوى الدولي ‏يحمل أهمية خاصة، ويسهم في تعزيز الحشد الدولي في سبيل إنهاء معاناة الشعب الفلسطيني ومطالبته بدعم ‏جهود مصر لتسوية القضية الفلسطينية سلمياً، كما يؤكد على تمسك مصر بموقفها الثابت تجاه القضية ‏الفلسطينية.‏

واختتمت تصريحاتها أنه في كل الأحوال، ستظل مصر اللاعب الرئيسي في الملف الفلسطيني الإسرائيلي، وستظل الداعم الأبرز للشعب ‏الفلسطيني الشقيق لحين حصوله على كافة حقوقه المشروعة وستبذل قصارى جهدها في سبيل التوصل إلى ‏سلام شامل وعادل في المنطقة جوهره الدولة الفلسطينية المستقلة.‏