رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

خبراء: مصر تتوج جهودها لدعم القضية الفلسطينية بالدعوة لمؤتمر السلام

السيسي
السيسي

استطاعت مصر إثبات للعالم كافة، قدرتها على أنها ذات دبلوماسية قديرة على حل النزاعات، فقد نجحت في التوصل إلى هدنة في غزة الشهر الحالي، ما جعلها محط الأنظار على الصعيد الدبلوماسي.

الدعوة لمؤتمر السلام 

وتتحدث الأوساط الدولية والسياسية في الوقت الحالي، عن دعوة مصر لمؤتمر دولي لدعم السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لتثبيت قرار وقف اطلاق النار، والبدء في خطوات إعادة الإعمار.

في هذا السياق، قالت الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن المؤتمر يأتي في إطار النشاط الدبلوماسي والأمني المكثف للقاهرة لتثبيت وقف إطلاق النار بين إسرائيل والفصائل، وبحث خطوات إعادة إعمار قطاع غزة.

وأضافت بكر في تصريحات لـ"الدستور":" كما أنها استكمالا لسبل إحياء عملية السلام، وإمكانية تكثيف الجهود لعملية تبادل الأسرى بين إسرائيل والفلسطينيين".

وتابعت: "فمصر كانت وستظل تحمل القضية الفلسطينية في قلب سياستها الخارجية إيمانا منها بحق الشعب الفلسطيني، وبأهمية الحل العادل للقضية الفلسطينية لاستقرار المنطقة".

حرص القاهرة على التسوية

كما اعتبر الباحث السياسي بشير عبد الفتاح، أن دعوة القاهرة لإقامة مؤتمر دولي للسلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تعكس مدى حرص القاهرة على اسئناف عملية التسوية فيما يخص المسار الفلسطيني الاسرائيلي، على اعتبار اقامة الدولة الفلسطينية على اتفاقية حدود 67 وعاصمته القدس الشرقية.

واستكمل عبد الفتاح في تصريحات لـ"الدستور": "الدعوة للمؤتمر أفضل وسيلة لمنع التوترات في الأراضي المحتلة"، لافتا إلى أن القاهرة ترى أن وقف اطلاق النار حلول مؤقتة، وليست استراتيجية ونهائية، لذلك لابد من المجتمع الدولي أن يدعم التحركات المصرية من أجل إقامة الدولة الفلسطينية باعتبارها ضمانة للاستقرار، ليس فقط في الإقليم وانما على مستوى العالم اجمع.

وأردف: "كما أن الأمر يعكس مدى دعم القاهرة لحقوق الفلسطينيين، وحرصها على السلام والاستقرار في المنطقة ككل".

هدنة غزة تتوج جهود مصر

وأفادت وكالة رويترز بأن الجهود الأخيرة جلبت للقاهرة إقرارًا بأهميتها، وكذلك تحقيق تقدم على صعيد هدف سياستها الخارجية الرئيسي المتمثل في التوصل لاتفاق لإدارة سد النهضة الإثيوبي الذي ترى القاهرة إنه يشكل مصدر تهديد كبير لإمداداتها من مياه النيل.

وبينما توسطت القاهرة خلال جولات العنف السابقة بين إسرائيل والفلسطينيين بفضل علاقتها بكلا الطرفين، يقول المحللون والدبلوماسيون إن جهودها كانت أكثر بروزًا في الوقت الراهن، مقارنة بما كان عليه الحال خلال السنوات العديدة الماضية.

ومن المقرر أن يبدأ رئيس حماس إسماعيل هنية زيارة إلى القاهرة بهدف تعميق الهدنة التي صمدت أسبوعا كاملا بفضل المباحثات المكوكية التي أجراها المسئولون الأمنيون المصريون مع إسرائيل وحماس.

وقال مسئول بحماس لوكالة رويترز: "بذلت مصر والرئيس عبد الفتاح السيسي  جهودا أكبر، وكانت هذه الجهود واضحة خلال حرب ال11 يوما".

زخم شعبي فلسطيني 

الدور الذي قامت به مصر اكتسب زخم شعبي بين أهالي غزة، حيث شهد القطاع انتشارًا لافتا لصور الرئيس، حسبما أظهرت لقطات مصورة جرى تناقلها عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وأكدت صحتها شبكة CNN في غزة.

وعٌلقت صور الرئيس المصري في أماكن متفرقة ومواقع بارزة من قطاع غزة، مصحوبة بمقتطفات من تصريحات سابقة للسيسي عن القضية الفلسطينية.

من بين هذه العبارات المنسوبة للسيسي، قوله "القضية الفلسطينية على رأس أولويات الدولة المصرية"، وأخرى تقول: "سأظل داعمًا ومساندًا للقضية الفلسطينية بالفعل قبل القول".

ويشار إلى أنها ليست المرة الأولى التي تشهد فيها غزة تعليق لافتات للرئيس المصري.

الجهود المصرية

منذ اليوم الأول لاندلاع المواجهات بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل، كان الدور المصري حاضرا بقوة سعيا للتهدئة، حتى تمكنت القاهرة من إنجازها وأعلن الجانبان الموافقة على مقترح التهدئة المصري ودخلت حيز التنفيذ.

وشملت الجهود المصرية في الأزمة الراهنة أكثر من محور، أولها اتفاق الطرفين على وقف إطلاق النار ثم تثبيته، والوصول إلى تفاهمات لإبقاء الأوضاع هادئة لأطول فترة ممكنة، بما يُسهم في فعالية التحركات التي ستقوم بها الدولة المصرية في الفترة المقبلة، بداية من المشاركة في إعادة إعمار غزة، وصولاً إلى حشد دولي باتجاه حل الدولتين، واستثمار وجود إدارة أميركية مقتنعة به وحالة "توازن الرعب" لدى الطرفين.

وتحركت القاهرة على أكثر من مستوى، حيث أرسلت في بداية الأزمة وفدا أمنيا ودبلوماسيا إلى غزة وتل أبيب لإجراء مباحثات مع الجانبين ومتابعة تطور الأوضاع على الأرض.

وتبنى الرئيس السيسي طرح الأزمة في قمة بباريس جمعته بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، وأطلق من هناك مبادرة لتخصيص نصف مليار دولار لإعمار غزة ووجه بفتح المستشفيات المصرية ومعبر رفح لنقل المصابين الفلسطينيين للعلاج داخل مصر.

ولم تقتصر التحركات المصرية على إرسال وفود للتباحث مع طرفي الصراع، لكن هناك اتصالات جرت في الغرف المغلقة وقادت للتفاهمات، وبعضها أعلن للعالم، بداية من مباحثات الرئيس عبدالفتاح السيسي في باريس، حتى جهود موظفي وزارة الخارجية أو "جهاز الاتصال المصري" مع الجانبين على مدار أيام الأزمة.