المستفيدون من خدمات الصحة المجانية يتحدثون لـ«الدستور»

شعرت «وردة» 37 عامًا، بآلام  شديدة في عينيها استمرت معها عدة أسابيع، ولم تسمح لها أحوالها المادية بالذهاب لطبيب عيون فزوجها الذي يعمل سائق وأبنائها الخمسة أولى بكل جنيه ستدفعه عند الطبيب، لتسمع في صباح أحد الأيام المسجد القريب منها يعلن عن قافلة طبية متواجدة في بلدتها بالدقهلية بها كل التخصصات والكشف مجاني، فقررت الذهاب للاطمئنان على عينها.

في صباح اليوم التالي كانت وردة أمام القافلة الطبية الموجودة في الوحدة الصحية، وبعد دقائق كشف عليها الطبيب لي وصرف لها بعض القطرات المجانية التي ستساعدها في التحسن، وردة كانت واحدة من  ضمن 5 آلاف و840 مواطناً بالدقهلية، استفادوا من القوافل الطبية التي ترسلها وزارة الصحة، ضمن 146 قافلة طبية مجانية تم تنفيذها على مستوى الجمهورية خلال شهر إبريل الماضى، فقط قدمت الخدمة الطبية والعلاج لـ170 ألف و138 مواطن.

«الدستور» تواصلت مع بعض المستفيدين من هذه القوافل وبعض المسئولين عنها للوقوف على أهمية الخدمة التي يقدموها للمواطنين في المناطق الأكثر احتياجًا.

الكشف المبكر 

نورا عبد الله 30 عامًا،  إحدى المستفيدات من القوافل الطبية، قالت «أهمية القوافل الطبية لا يكمن فقط في توقيع الكشف الطبي على المرضى ولكنها توفر الكشف المبكر لبعض المرضى منها الكشف المبكر عن سرطان الثدي، وتابعت«علمت بوجود قافلة طبية للكشف المبكر عن سرطان الثدي فأقنعت والدتي بالذهاب إليها للاطوئمنان على أنفسنا، وبالفعل ذهبا وتم تحويل أمي لعمل أشعة بعد الشك في وجود كتله صغيرة في صدرها".

وتابعت «وبالفعل ذهبت أنا وأمي لعمل آشعة للتأكد من طبيعة الكتلة الموجودة بها دون أن ندفع جنيهًا واحدًا، واطمئننا علي حالتها واتضح أنه التهاب في بعض الغدد في الثدي وليس تكتل سرطاني».

يومين بكل محافظة 

إبراهيم جاد الحق رئيس قطاع القوافل الطبية بمحافظات كفر الشيخ ودمياط والدقهلية السابق، قال إن القوافل الطبية الغر ضمنها توفير الرعاية الطبية للمواطنين في المناطق التي تعاني من نقص فيها، موضحًا « تعاني بعض القرى من نقص الإمكانيات الطبية وبعض الوحدات الصحية لا يكون بها طبيب، والقوافل هي المنقذ لحياة سكان القرى والتي توفر لهم تخصصات طبية في كل المجالات».

وأوضح أن القوافل لا يكون تواجدها في القرى موسمي أو كل فترات طويلة بل تتواجد إسبوعيًا، موضحًا«القافلة تزور ثلاث محافظات إسبوعيًا بواقع يومين في كل محافظة ، وتصل عدد القرى التي يتم زيارتها ما يقرب من ٣٦ قرية،وتقدم القافلة ما يقرب من ١٤٠ صنف دوائي من أفضل شركات الأدوية ولأمراض مختلفة، والتي يتم صرفها للمريض مجانًا».

وأضاف: «دور القافلة لم يقتصر فقط على توقيع الكشف على المرضى وصرف العلاج المجاني، وإنما كنا نعقد ندوات تثقيفية حول طبيعة الأمراض المعدية، تنظيم الأسرة، بالإضافة إلى علاج على نفقة الدولة للمرضى الذين يثبت إصابتهم بأمراض مزمنة وليس لهم تأمين صحي».

وخلال القوافل التي تم تنظيمها في إبريل الماضي تم توقيع الكشف الطبي على 13 الف و816 مواطناً بمحافظة أسوان، و12الف و675 مواطناً بأسيوط، و8 الاف و198 مواطناً بالأسكندرية، و2002 مواطناً بالأسماعيلية، و1830مواطناً بالأقصر، و1307مواطن بالبحر الأحمر، و13الف و616مواطناً بالبحيرة، و11 ألف و535 مواطناً بمحافظة الجيزة، و5 الآف و840 مواطناً بالدقهلية، و1209مواطناً بالسويس، و6 الآف و726 مواطناً بالشرقية، و4الآف و938مواطناً بالغربية، و5 الاف و631مواطناً بالفيوم، و10 الاف و8 مواطنين بالقاهرة، حسب وفاء الصادق، المدير العام للقوافل الطبية بوزارة الصحة.

علاج مجاني 

زينب عوض مشرفة تمريض بالقوافل التي تجوب القرى الأكثر فقرًا قالت إن القوافل الطبية ساعدت الكثير من سكان الناطق الفقيرة الذين اكتشوا إصابتهم بأمراض مزمنة مصادفة أثناء الكشف في هذه القوافل، وتابعت« دور القافلة لا يعتمد فقط على الكشف المجاني ولكن نوفر أيضًا أدوية مجانية وإذا كان المريض في حاجة إلى جراحة عاجلة نحوله إلى أقرب مستشفى ليجريها بالمجان».

وعن دور التمريض قالت: "كل طبيب يكون معه فرد تمريض لقياس الضغط للمرضى والحرارة وتدوين بياناتهم ومتابعة جميع تعليمات الطبيب طوال فترة التعامل مع المرضى"، مشيرة أن السيارة المتنقلة تكون مجهزة بكل ما يلزم الطبيب لتوقيع الكشف على المريض بدءًا من جهاز قياس الضغط وسرير الكشف والمنظفات والأدوية، وتقف هذه العيادة المتنقله في محيظ الوحدة الصحية، ويساعدنا مجلس المدينة في كل قرية بتعريف الناس بوجود القافلة، ونجد إقبال شديد منهم طوال أيام تواجدنا".