قصة حب تحول عامل هندي لأبرز مروجي «الساري» في أسوان (فيديو)
يسخر عدد كبير منا من المجهود الجبار الذي يتم بذله خلال قصص الحب بالأفلام الهندية ومدى الصعوبات التي يضحي بها البطل من أجل الحصول على قلب الفتاة التي يعجب بها ويحلم أن يجمع بينهما القدر، حيث أنه من الممكن أن يغير مقر عمله وحياته كلها من أجل عيش حياته معاها، يعتقد العديد مننا أنها مجرد حكايات يسردها المخرجين للحصول على نسبة مشاهدات عالية لا أكثر، ولكنها غير موجودة على الواقع.
ولكن جاءت قصة نجاح الكابلز ''عبد القادر ومايسة'' الزوج هندي الجنسية وزوجته من زهرة صعيد مصر '' أسوان''، حتى تثبت للعالم أجمع أن ليس هناك أي سلطة على القلوب تمنع الجمع بين حبيبين طالما ارد الله ذلك، بجانب أن هذه القصة لعبت دورها في تحقيق نجاح هائل لهما في حياتهم المهنية، حيث أنه بمساندتها ودعمها له استطاعت تحويله من عامل في مجال الرخام، لأشهر بائع أزياء هندية على مستوى محافظة أسوان، وعدة محافظات مجاوره أيضًا.
بدأت قصة كفاحهم في محافظة أسوان، منذ 10 أعوام ماضية بتأسيس مشروع صغير لتأجير الأزياء الهندية الأصلية، حيث أن جاءت لهم الفكرة بعد انبهار زوجته بالأشكال الرائعة للسواري الهندية خلال زيارتها الأولى للهند.
مع الأزمة الكبرى لتفشي فيروس كورونا بالهند وظهور سلالات جديدة أشد خطورة، التقت '' الدستور'' بمؤسسي مشروع تأجير الأزياء الهندية بأنواعها، ليحكوا عن قصتهم، وهل أثرت الأزمة على حركة البيع والشراء من عدمه:
- بداية قصة الحب وتوافده إلى مدينة أسوان
يقول عبد القادر حيدر على، البالغ من العمر 36 عامًا، إنه هندي الجنسية من كالكوتا، ولكنه ترك بلده وكان يعمل عامل رخام في المملكه العربية السعودية، وأثناء تواجده هناك تعرف على زوجته مايسه خلال تأديتها برفقة أسرتها لمناسك العمرة، وطلب الزواج منها، وكان لابد أن يغير مقر عمله ولتحق بأخر داخل مصر، وليكون بجانبها جاء إلى أسوان.
وأضاف لـ'' الدستور'' أنه توافد إلى أسوان مند 10 سنوات، وكان في البداية كان يعمل نفس مهنته كعامل رخام في المحاجر بالمدينة الصناعية، لمدة تتراوح الـ8 أشهر، ولكن أثر هذا العمل على صدره، ما أدى إلى تركه له، واقترحت عليه زوجته تأسيس محال تجاري لتأجير السواري الهندية بأشكالها المميزه، وذلك من خلال جلب جميع البضائع من بلد المنشأ الهند، وتحديد أيام معينه لسفره بالتزامن مع زيارته لأسرته.
بينما قالت مايسة عوض عبده، إنها تبلغ من العمر 37 عامًا، وأنها بعد رؤية زوجها لها خلال تأديتها لمناسك العمرة برفقة أهلها، في البداية كان أهلها لم يقبلوا بالأمر، نظرًا لأنه جنسيته هندية واختلاف العادات والتقاليد بشكلاً كبيرًا، واستمر الرفض لمدة 3 سنوات متتالية، حتى وافقو على الزواج، ولكن كان شرطهم الأساسي أن يجد عملاً أخر داخل جمهورية مصر العربية، وأختار زوجها أن يعيش في أسوان، قائلة '' اهلي كانوا متخوفين، وانا كمان عمري ما كنت اتخيل اخد حد من الهند''
- فكرة المشروع:
وأوضحت لـ'' الدستور '' أن عندما حذر الدكتور زوجها من العمل بالرخام مرة أخرى لتأثيره على الصدر، ونزلت زيارة إلى الهند وأجرت جولة داخل الأسواق الهندية، انبهرت بأشكال السواري المميزه والوانها الرائعة والموديلات الحديثة التي تختلف بشكلاً كبير عن المتداولة في الأسواق الأسوانية، حيث أنها كانت المدة التي قضتها في الهند كانت كل يومًا يزداد إعجابها بإزيائهم.
وأشارت إلى أن اقترحت على زوجها فكرة تأسيس مشروع لتأجير الساري الهندي بأشكاله المختلفة والفكرة نالت إعجابه كثيرًا ووافق عليها، '' اللاهنجا وهو الساري بنظام قطعتين، الساري، والبديل الباكستاني، والزي الهندي للعريس''، ويصبحوا أول من يروج للزي الهندي من بلد المنشأ في أسواق أسوان، قائلة'' فكرت اجيب السواري من هناك لأنها مختلفه وجميله جدًا ده اللي شجعني اني اعمل المشروع''.
-تأسيس المشروع:
واستكملت مايسة لـ'' الدستور''، أنهم بدأوا في تأسيس مشروعها منذ حوالى 10 سنوات، لتأجير الساري الهندي بمجموعة يتراوح عددها من 5 كولكشن متنوعيين بأسعار متوسطة حتى يتوافدوا لتأجيرها العرائس، وكانت البداية استأجروا محال صغير جدًا ليبدؤا به المشروع، ومع بدايته كان كل من يتوافد لتأجير الساري ينال إعجابهم كثيرًا.
- انبهار الزبائن بالزي الهندي:
ولفتت أنها مع ارتداء كل عروس للساري الهندي الأصلي بليلة الحناء، كانت تجذب إليها الأنظار وكل المعزومين بالفرح ينصحوا العرائس بالتوجه إليهم لحصول على الأشكال الهندية المميزه والمبهجة، قائلة ''لما كانت اي عروسة تأجر الفرح كله بينبهر وواحدة تجيب واحدة وكده وبعدها تلاقي العيله كلها هنا ''.
وتابعت أنها بعد نجاح المشروع بدأت هي وزوجها تتنوع في الأزياء الهندية وتحرص على شراء الحديث منها كل عام، لتبقى في نفس المستوى المميز لها داخل المحافظة، وتروح للزي الهندي الأصلي وتصنع لها اسمًا معروفًا، وأن ذلك كان سببًا في ترويجه بالعديد من المحافظات أيضًا ابرزها: قنا، الأقصر، سوهاج، الغردقة،لافته إلى أنها تعلمت لف الساري الهندي بالطريقة الصحيحة، وكانت العرائس تصمم على أنها تجهزهم حتى يرتدوا الزي كما ينبغي وبشكل الأصلي.
- شراء الساري الهندي من الهند للتأجيرها في أسوان:
ذكرت مايسة لـ'' الدستور'' أنها تفضل تحديث موديلات السواري الهندية أولاً بأول، وأن زوجها يسافر إلى الهند موطنه، ليشتري أحدث أنواع السواري الموجوده لتأجيرها في أسوان ومختلف المحافظات الأخرى أيضًا، حيث أن الموسم الذي يقبلوا على تأجيرها في الصيف، بأعتباره الزي الرسمي للعرائس في ليلة الحناء والفوتسيشن الذي يسبق الاحتفال بيوم الزفاف، نظرًا لتميزه وإبرازه لجمال المرأة.
الإجراءات الوقائية والاحترازية التي تتخذها حتى لا يكون الزي مصدرًا لنقل العدوى:
أوضحت أنها تتخذ كافة الإجراءات الوقائية والإحترازية للحد من انتشار فيروس كورونا، حيث أنها تحرص على نظافة الأزياء الهندية بعد استرجاعها من المستأجرين بنفسها هي ومساعدتها بنفس المحال، لكى تتأكد من نظافتهم بشكل جيدًا، بالإضافة إلى الحفاظ على الخرز والزينة الموجوده بها لتظل في نفس رونقها وشكلها الجذاب والرائع.
- مدى تأثر تفشي فيروس كورونا بالهند على تأجير الساري الهندي الأصلية في أسوان:
قالت مايسة إن ليس هناك أي تأثير على حركة تأجير الساري الهندي في أسوان، حيث أن زوجها سافر لجلب البضائع وأحدث الموديلات من السواري الهندي قبل انتشار الفيروس بهذا الشكل بالهند، حيث أنه يتوجه إلى هناك خلال موعد سنويًا، ولم يكن هناك أي قلق عند الزبائن وجميع الأمور تسير على مايرام، لافته إلى أن الولايه التي يعيش بها أسرته بعيده جدًا عن مكان انتشار الوباء.
-الخطة المستقبلية:
اختتمت حديثها قائلة: '' أنها تطمح أن يكون لديها محال ثاني في مكان آخر بمدينة أسوان، ليصبح لديها أكثر من مقر وتعرف بشكل أكبر لدى الزبائن بالأزياء الهندية الأصلية، وتكون هي وزوجها من أبرز مروجي السواري الهندية المعروفين على مستوع محافظات الجمهورية.
