رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معاركنا

معاركنا، إحنا اللي بـ نختارها ولا هي اللي بـ تختارنا؟ 
طيب، بـ ما إنه هذه المعارك مرتبطة بـ مثلث احتياجات/ رغبات/ مخاوف، فـ حسب بقى الشخص بـ يبدأ من أنهي فيهم.
فيه ناس، تسيطر عليه المخاوف أولا، سيطرة المخاوف تقوي الرغبات، الرغبات لما تقوى، يتعامل معاها الإنسان بـ اعتبارها احتياجات، عندما تتعلق المعارك بـ الاحتياجات، مش بـ تبقى أوبشن، بـ تُفرض فرضا. المعركة تجيب معركة أكبر، تخلق مخاوف جديدة وكبيرة، تقوي الرغبات، يتعامل معاها بـ اعتبارها احتياجات، وهكذا، يقضي هذا الإنسان حياته ميالا إلى خوض المعارك، وتكبيرها، بـ التالي يحتاج أسلحة بـ لا نهاية، فـ يسعى لـ الحصول عليها، وتكديسها، ويفضل كدا لـ حد ما يموت.
فيه نوع تاني من البشر، يتعامل أولا مع الاحتياجات، يطنش مخاوفه، مش يبددها، لأ، يطنشها خالص كـ إنها مش موجودة، ينظر أولا إلى احتياجاته، بـ العكس، اللي يقدر يتعامل معاه منها، بـ اعتبارها رغبات، مفيش كارثة لو لم تشبع، يزقها، لـ حد ما الاحتياج يضغط عليه فعلا، ويبقى لا مفر من تلبيته.
ساعتها، يخوض معركة بسيطة، ويقضي العمر هربا من المعركة تلو المعركة، لـ حد ما يموت.
أوكي، مين في النوعين دول أفضل؟
مفيش أفضل، مفيش صح وغلط، دي سمات شخصية، وكل واحد بـ يرتاح بـ طريقته، الأمر هنا، مرتبط بـ نجاح المرء في مسعاه، مش في المسعى نفسه، لـ إنه الاتنين في خطر.
صاحب المعارك الكتيرة والكبيرة، معرض إنه معركة منهم تؤذيه أذى كبير، أو يفقد فيها من أو ما يحب، أو إنه ينفق في سبيلها الكثير، ممكن ينجو من دا، وممكن لأ، وممكن ينجو جزئيا، وممكن ينجو في أوقات، وأوقات تانية لأ، وممكن يروح هو نفسه ضحيتها.
أما الميال لـ عدم خوض المعارك، فـ هو كمان في خطر، إنه يوما فـ يوما، تصبح أسلحته من الضعف، بـ حيث ما تسعفوش في أبسط المعارك، فـ يتبهدل ويتمرمط.
بـ التالي، كل واحد منهم، محتاج يتحكم في إيقاعه، ودي مهمة صعبة جدا، لكنها ضرورية.
إنما عارف فين المشكلة؟إنه معظم البشر لا ينتمون إلى النوع الأول، ولا النوع التاني.
أغلبيتنا غير قادرين على التمييز، إذا كانت دي فعلا احتياجاتنا إحنا؟ رغباتنا إحنا؟ مخاوفنا إحنا؟ ولا مستعارة من اللي حوالينا؟
تعالى نتكلم عن محمد أحمد عبد الستار، مواطن، أبوه باني بيت في بولاق، وعامل له فيه شقة، ورباه وعلمه، وكلم له حد من معارفه، لقى له وظيفة في هيئة/ مؤسسة/ جهة، بـ تدخل مرتب معقول. 
هو شخصيا مستريح في شقته، بـ يحبها، ودخله سلاح كافي لـ معاركه، هي تظل معارك، مش عايش مرتاح يعني، إنما هو قادر على مواجهتها.
تبدأ قصته، لما يلاقي زملاؤه في المؤسسة، دا ساكن في الدقي، ودا في العجوزة ودا في روكسي، فـ تتشكل عنده رغبة، إنه ضروري بقى يسيب بولاق دي.
هل دي رغبته فعلا؟لأ، دي زي ما قلت لك: "مستعارة" من المجتمع المحيط، هو في مكانه تمام.
يبدأ يخوض معركة من أجل اقتناء شقة، في حتة تانية أغلى، يسعى لـ زيادة دخله، بـ أي شكل وكل طريقة، يدفع مقدم الشقة، يلاقي الأقساط، يتنقل من بولاق، يكتشف إنه الحياة في الحتة الجديدة عايزة دخل أكبر، وهكذا.
هذا الإنسان، دون أن يدري، خاض معركة مش بتاعته أصلا، غير النوع الأول، اللي ممكن ما كانش عنده حتى عشة، وغير النوع التاني، اللي مؤكد مش هـ يسيب حتته، حتى لو امتلك تمن شقة في أنضف حتة.
قصة محمد أحمد عبد الستار التخيلية، هي نموذج متطرف مخل إنما هي نموذج مش أكتر لـ فكرة "المعارك المستعارة".
انظر حولك، هـ تلاقي معظم الناس داخلين معارك ما كان أغناهم عنها، ما نتجتش من أي ضغوط فعلية، وكله ماشي على حسب الريح ما تودي الريح ما تودي، ودا اللي غالبا بـ يخلق السخط العام، اللهم احفظنا، ولسه في الكلام كلام