رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قصيدتان للشاعرة رضا أحمد الفائزة بجائزة هيئة قصور الثقافة

الشاعرة رضا أحمد
الشاعرة رضا أحمد

تنشر "الدستور" قصيدتين للمرة الأولى للشاعرة رضا أحمد من ديونها "سمكة في صحن الخلود" الفائز بجائزة المسابقة المركزية للهئية العامة لقصور الثقافة لعام 2021.

 

بأجنحة واجفة حلقت السماء

 

أمي أخبرتني عن صرختي الأولى

عن سيل قصدير تدفّق من رحمها،

دلقت عليه القابلة الماءَ والدعاء

رقى البخور وبعض التوابل؛

أَلَمْ تكن هذه خطة الرب في إيقافي

لأكون فتاة مطيعة حقا؟

فكرت فيما آل إليه الهدهد 

بكل هذا التاريخ من الولاء والخوف؛

هو الذي قضم من حلاوة الشمس

وجه امرأة حقيقية خصّته بالمعرفة،

بخطوة إلى الخلف

غرس الظلام بذوره في قلبي

والشمس ثكلى تنتحب

ولا عربة في السماء تمر بنعشي،

بخطوة إلى الأمام

دربت أصابعي على الهرب من يدي

ووضعت أحلامي في مشنقة،

قريبة من الحزن أو أكاد

أيها التاريخ اِنْحَن

قلبي تكفل بمشقته

النهاية ليست أن أكون وحيدة

النهاية أن يصفك أحدهم لعلاج داء الأمل؛

أنا كلمة مؤلمة

مختبئة تحت رماد نظراتك.

 

 

باقة عظامك الذابلة

... 

على الضفة 

وقفت أغنية تنقر مكانكَ في قلبي،

"محناش فراش هيموت"

هنا بالضبط

أريد أن أحبك ببساطة

الليلة، سأرسم للغياب هوية:

شمعة بعنق مكسور

قرب مرآة تذوي بيننا في الفراش،

محبة يحملها قارب مثقوب

إلى حيث يمضغ الزمن قلوبنا المكسورة 

مع عصير القصب وشرائح الليمون،

عازف كمان يمرر العصا على عنقي

حتى يصير للموسيقى مذاق اللحم

حتى تتمنى لو أنني تهويدة سريرك الأبدي

والموج الذي يعض رئتيك

كلما شرعت في السباحة إلى الأمس،

جدران تجثو على ركبتها قرب صورتكَ

تؤنس الغبار على شريط الحداد

والبكاء طحلب أخضر ينمو على عيني،

الليلة، سأعود

فيما لا يزال الحب طيب المذاق

والأمس معدة فاسدة لتناول الندم على نحو مكافئ،

"أحبك، تعال

لن أسمح لكَ أن تموت وأنا مازلت أريدكَ" قالت إيزيس

فما الذي توقعه النيل من امرأة

جلبت من الموت جثة تحميها المحبة

من التفسخ والفقدان؟