رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الاستعلامات» تطلب من المصريين بالخارج قضاء إجازاتهم في سانت كاترين

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

ناشدت الهيئة العامة للاستعلامات، المصريين بالخارج الذهاب إلى مدينة سانت كاترين لقضاء إجازاتهم الصيفية، في إطار دعم السياحة المصرية وتعريف المواطنين بالخارج حول أفضل المعالم السياحية، وترصد "الدستور" أبرز المعالم السياحية في مدينة سانت كاترين.

- واحد من أعلى المناطق الجبلية في مصر 

تعد مدينة سانت كاترين أكثر مدن سيناء خصوصية وتميزا فهي أعلى الأماكن المأهولة في سيناء حيث تقع على هضبة ترتفع 1600 متر فوق سطح البحر، وتحيط بها مجموعة جبال هي الأعلى في سيناء بل وفى مصر كلها، وأعلاها قمة جبل كاترين وجبل موسى وجبل الصفصافة وغيرها.

هذا الارتفاع جعل لها مناخاً متميزاً أيضا فهو معتدل في الصيف شديد البرودة في الشتاء مما يعطى لها جمالاً خاصة عندما تكسو الثلوج قمم الجبال، وقد أعلنت المنطقة محمية طبيعية. وتاريخياً هي منطقة ذات أهمية كبيرة، وأضيف إليها بعد تاريخي حضاري ديني آخر عندما شيد بها الدير المعروف الآن باسم دير سانت كاترين في القرن السادس الميلادي، ومازال من أعظم الآثار المسيحية في مصر والعالم .

وتقع سانت كاترين في قلب جنوب سيناء على بعد 300 كم من قناة السويس. وتبلغ مساحتها 5130 كم مربع، وتشتهر المدينة بالسياحة الدينية وسياحة السفاري وتسلق الجبال. ويوجد بها دير سانت كاترين وجبل موسى ومقام النبي هارون وغيرها من الاثار الدينية. كما يوجد بها العديد من المشروعات السياحية الكبرى، وتعتبر أكبر محمية طبيعية فى جمهورية مصر العربية من حيث المساحة .

السياحة الدينية

تعتبر السياحة الدينية في مقدمة أنواع السياحة التي تتمتع بها المدينة ويمثل دير سانت كاترين مزاراً هاما للسائح الذى يتوق للسياحة الدينية وبنى في القرن السادس الميلادي.

- دير سانت كاترين

يعتبر جنوب سيناء منذ العصور المسيحية الأولى أحد أهم مناطق الجذب للرهبان المسيحيين ، وقد أقام هؤلاء الرهبان العديد من الأديرة والكنائس فى أودية سيناء أشهر ما بقى منها دير طور سيناء المعروف باسم دير سانت كاترين .ويقع الدير أسفل جبل سيناء ، فى منطقة جبلية وعرة المسالك حبتها الطبيعة بجمال آخاذ مع طيب المناخ وجودة المياه العذبة . وإلى الغرب من الدير يوجد وادى الراحة . وللدير سور عظيم يحيط بعدة أبنية داخلية بعضها فوق بعض تصل أحياناً إلى أربعة طوابق تخترقها ممرات ودهاليز معوجة . وبناء الدير يشبه حصون القرون الوسطى ، وسوره مشيد بأحجار الجرانيت وبه أبراج فى الأركان ويبلغ ارتفاع أسواره بين 12 و 15 متراً .. وتبلـغ أطـوال أضلاعـه 117 * 80 *77 *76 متراً تقريباً .

- تاريخ بناء الدير 

 ويعود بناء الدير إلى القرن الرابع الميلادى عندما أمر ببنائه الإمبراطورة هيلانه والدة الإمبراطور قسطنطين سنة 432،  ثم أكمل في عهد الإمبراطور جوستينيان سنة 545م ليكون معقلاً لرهبان سيناء وقد سمي في العصور التالية باسم دير القديسة كاترين أحد شهداء الإسكندرية لرؤية رآها أحد الرهبان في منامه بأنها نقلت إلى هذا الموضع فتم نقل رفاتها  بناءً على ذلك وأطلق اسمها على الدير وعلى المنطقة كلها. وللدير سور عظيم يحيط بالعديد من المباني تخترقها ممرات ودهاليز وبه أبراج عالية في الأركان  ومن أهم معالم الدير .وأهم مبانى الدير هى : الكنيسة الكبرى ، وكنيسة العليقة ، والجامع ، والمكتبة بالإضافة إلى قلايا الرهبان ومعصرة وطاحونتين ومخازن حبوب ومؤن وآبار للمياه .

 - الكنيسة الكبرى 

و هى أقدم الآثار المسيحية و ترجع إلى عهد الإمبراطور جيستيان فى القرن السادس الميلادى و قد صممت على شكل البازيليكا الرومانية الذى كان شائعا وقت بنائها عام 527م. وتقع فى الجزء الشمالى من الدير وتسمى أحيانا الكنيسة الكبرى أو الكاتدرائية.

 وقد عرفت باسم كنيسة التجلى وبداخل الكنيسة صفين من الأعمدة ، وهى 12 عموداً تمثل شهور السنة . وعلى كل جانب يوجد 4 هياكل يحمل كل منها اسم أحد القديسين .ورغم ما تعرضت له هذه الكنيسة فى مختلف العصور ، فإن الجزء الأكبر من سقفها ظل محفوظاً ،أما الكنيسة الصغيرة فقد شيدت فوق جبل موسى .

- كنيسة الموتى 

وهى حجرة لحفظ جماجم الموتى وفيها رصت الجماجم فوق بعضها و توجد 6 مقابر فقط بالدير خاصة بالرهبان و المطارنة .

- كنيسة العليقة

خلف كنيسة الدير الرئيسية و بجوار العليقة المقدسة- مقام النبى هارون .

- مسجد الحاكم بأمر الله 

أمام الكنيسة الرئيسية يوجد مسجد صغير بنى فى أيام الفاطميين تنفيذاً لرغبة الوزير أبو النصر أنوشطاقين فى عام 500 هجرية 1106م ويقع على بعد 10 أمتار من الكنيسة الكبرى وهو مبنى باللبن والحجر الجرانيتى وهناك مخطوط فى الدير ينص على أن الجامع بنى فى عهد الحاكم بأمر الله، و المسجد القديم بجوار الكنيسة الكبرى منذ عهد الفاطميين .

- مكتبة الدير

يرجع الكثير من شهرة دير سانت كاترين إلى مكتبته الغنية بالمخطوطات وتقع فى الطبقة الثالثة من بناء قديم جنوب الكنيسة الكبرى .. وتضم المكتبة إلى جانب المخطوطات النادرة عدداً من الوثائق والفرمانات التى أعطاها الخلفاء والحكام للدير.

 أشهرها ما يقال بأنه وثيقة من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم يعطى فيها الأمان للدير والرهبان ، والوثيقة على نحو ما يعتقد كتبها عمر بن الخطاب، وهى عبارة عن ثلاث غرف فى صف واحد تضم آلاف المخطوطات الأثرية باللغات العربية و اليونانية و السيريانية و يبلغ عدد المخطوطات 6000 مخطوط نادر من بينها مخطوطات تاريخية و جغرافية وفلسفية، إضافة إلى نحو 2000 وثيقة وفرمان أعطاها الولاة للدير ومعظمها من العصر الفاطمي, 

إلى جانب ذلك يضم الدير معصرة لاستخراج الزيت من الزيتون، وبئر ماء وشجرة العليقة ومخزن قديم للطعام وحوله حديقة واسعة بها حجرة للجماجم تجمع رفات الرهبان، وفى أعلى جبل موسى كنيسة صغيرة يصعد إليها الزائرون وعلى مقربة منها مسجد صغير. 

- جبال سانت كاترين 

- جبل البنات 

وهو جبل عظيم تجاه سريال و يفصل بينهما وادى فيران و قد كثرت الروايات فى هذه التسمية و لكن أشهرها رواية تقول أن بعض بنات البادية فررن من أهلهن للتخلص من الزواج بمن لم يحببن و لجأن إلى هذا الجبل فطاردوهن إليه فإذا بهن يعقدهن ضفائرهن بعضها لبعض و رمين أنفسهن إلى الوادى و ذهبن شهيدات للحرية .

-جبل موسى

يعتبر من أكثر الجبال الموجودة فى جنوب سيناء شهرة و يحب كل زائر إلى دير سانت كاترين أن يعتلى قمة هذا الجبل الذى يعلو نحو 7363 قدماً فوق سطح البحر و قد أطلق عليه هذا الأسم نسبة إلى سيدنا موسى عليه السلام  لأنه كان يعتلى هذا الجبل لكى يناجى ربه لمدة أربعين يوما ليتسلم الرسالة التى سلمها لبنى قومه الذين كانو ينتظرون فى وادى الراحة و يقال أن هذا الجبل كانت تخرج منه رعود و يهتز بشدة و يستطيع المرء حين  يصعد إلى قمته أن يشاهد أبدع منظر تراه العين و بخاصة فى الصباح الباكر و الشمس ترسل أشعتها على الجبال المتراكمة فوق بعضها البعض على مدى النظر  و قد شيدت على قمته كنيسة صغيرة و إلى جوارها جامع صغير فكان ذلك أبلغ تعبير عن الوحدة الوطنية التى تربط بين قطبى الأمة .

- جبل كاترين

و يعتبر هذا الجبل  من أعلى جبال مصر كلها حيث يبلغ ارتفاعه 8563 قدماً فوق سطح البحر سمى كذلك لأنه كما ورد فى تقاليد الرهبان أن الملائكة قديما حملت جثة  القديسة كاترينا من مكان استشهادها فى الأسكندرية عام 307 م و نزلت بها إلى هذا الجبل و لم يبق منه حاليا سوى الجمجمة و عظم إحدى اليدين و هما محفوظان فى صندوق داخل الكنيسة حتى يومنا هذا و يمكن للمرء أن يشاهد من فوق قمته على مرمى البصر خليج العقبة و خليج السويس و خاصة إذا كان الجو صحواً و الشمس مشرقة .

 

- محمية سانت كاترين

 تبلغ مساحة محمية سانت كاترين حوالى 4300 كم2 من جنوب سيناء و توفر هذه المساحة فرصاً رائعة لعمل رحلات السفارى و التمتع بالطبيعة وسط أجمل المناظر فى مصر- أعلنت سانت كاترين و ما حولها كمحمية طبيعية وتتمتع محمية سانت كاترين بمقومات طبيعية و حضارية ذات طابع خاص فهى منطقة ذات تراث عريق .ويعتبر تريض وركوب الجمال أفضل وسيلة للتمتع بالمناطق الساحرة والجبال العالية فهى الموطن الأصلى للعديد من القبائل وهى مأوى  للحياة البرية المتعددة.

وتقع محمية سانت كاترين في نهاية لقاء وادي السباعية مع وادي الأربعين علي هضبة مرتفعة تحيطها ارتفاعات شاهقة تتمثل في عدة جبال متباينة الارتفاع هي جبل سانت كاترين أعلي قمة في مصر وجبل موسي وجبل الصفصافة وجبل الصناع وجبل أحر وجبل عباس . وتتميز هذه الجبال بميول حادة متموجة يصعب الصعود عليها بدون وجود مدقات محددة ، ومحمية سانت كاترين هي محمية فريدة من نوعها في مصر حيث تضم نوعية من المكونات الجديرة بالحماية. 

و هي محمية تاريخية ذات تراث حضاري فريد من نوعه يتمثل في دير سانت كاترين بمحتوياته المعمارية وكنوزه الفنية والأثرية ، وبالجبال المقدسة حولها ذات الأهمية الدينية فضلاً عن بعض الآثار الدينية الأخري مثل قبر النبي صالح وقبر هارون .في نفس الوقت تعد منطقة سانت كاترين محمية طبيعية هامة حيث أنها من أهم الملاجيء الطبيعية لمعظم النباتات النادرة التي تستوطن سيناء والتي يقتصر وجودها في مصر علي تلك المنطقة مثل النباتات الطبية والنباتات السامة وغيرها، ولعل أهمها السموة والحبك والزعتر والشيح والعجرم والعتوم والبثيران والطرفة والسكران ، وتكثر بها أيضاً ينابيع المياه والزراعات المثمرة ، كما توجد بعض آبار المياه ذات الأهمية التاريخية مثل بئر الزيتونة وبئر هارون .