رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

والدة ضحية حريق أسوان: «خربشة على وجه القاتل فضحت أمره»

والدة الضحية حسنات
والدة الضحية حسنات

نيران وأدخنة كثيفة ملأت جميع أركان الشقة بشكل هائل، وتصاعدت من النافذة نحو السماء، وصرخات واستغاثات يرددها الأهالي باشتعال حريق كبير في الطابق الأخير بعمارة سكنية داخل قرية سبيل العرب بمركز كوم أمبو التابع لمحافظة أسوان، حيث كانت الملامح الأولى توضح أن وراء اندلاع الحريق ماس كهربائي، حتى تم العثور على جثة  فتاة في عمر الزهور متفحمة داخل الشقة.

ومع تحقيقات رجال المباحث بشرطة كوم أمبو، برئاسة المقدم عمرو علام رئيس المباحث، تمكنوا من الوصول إلى الجاني ويدعي ''أبو المجد. ر. أ'' يبلغ من العمر حوالي 22 عامًا وشهرته رمضان، خطيب الفتاة، حيث أقدم على قتل خطيبته ''مني. ي. ا'' وشهرتها حسنات، تبلغ من العمر 14 عامًا، بعد رفضها ممارسة علاقة جنسية معه.

وبعد الوصول للجاني، التقت ''الدستور'' بوالدة الضحية ''مني. ي. ا'' الشهيرة بـ'' حسنات'' لتحكي عن تفاصيل الجريمة بالكامل.

وبدموع وصوت منهار إثر ذهولها من صدمة وفاة نجلتها، كشفت والدة الضحية عن أنها جاءت من محافظة الإسماعيلية إلى مدينة كوم أمبو التابعة لمحافظة أسوان، منذ 3 سنوات بعد وفاة زوجها، لتبقى بالقرب من أهلها، ولكنها في بداية مجيئها كانت تعيش في عزبة حجاجي، وتقريبًا منذ سنة استأجرت الشقة السكنية بقرية سبيل العرب التي وقعت بها الجريمة، حتى تكون قريبة من شقيقتها والدة الجاني.

وأضافت لـ"الدستور" أن وقت الجريمة كانت غير متواجدة في المنزل، حيث كانت برفقة شقيقتها والدة الجاني، للتجهيز للنقل إلى منزل آخر بالقرب منها، وكانت قد أنهت هي وأبناؤها كافة الأشياء اللازمة للنقل.

وأوضحت أنها أثناء جلوسها مع شقيقتها جاءت ابنتها الثانية أخبرتها بأن جارتهم بلغتها بأن شقتهم تحترق وأن هناك أدخنه كثيفة، ولم تكن تعرف أن نجلتها حسنات اشتعلت بها النيران مطلقًا، كانت تظن أنها عند خالها، قائلة: "البنت جات رمح تقولي البيت مولع وإن جارتنا شافت الدخان قالتلها إندهي أمك البيت مولع أنا افتكرت بنتي عند خالها لسة مجتش''.

وبخصوص خطبة ابنتها الضحية  للجاني ابن شقيقتها “أبو المجد. ع. أ''، وشهرته رمضان ملمع أحذية، تابعت لـ''الدستور''، أنه منذ 4 أشهر تمت قراءة فاتحة نجلتها المقتولة على الجاني، ولكن اشتكت لها ابنتها منه أن يتوجه لها إلى المنزل في الأوقات التي تكون غير موجودة بها، وأنها لهذا السبب جمعت أشياء الخطوبة وأعادتها إليه مره أخرى لإنهاء الخطبة، قائلة: "من ٤ شهور قرى فتحها بس بنتي اشتكت ليا مرتين بيروح البيت من ورايا، أخدت حاجته وادتهاله وفسخت الخطوبة، قالي أنا بحبها ودي بنت خالتي''.

واستكملت والدة الضحية' قائلة: "وقت البيت ما ولع محدش قالي إنها ماتت، وهما كمان لقيوها بعد ما المطافي خلصت الحريق اللي في البيت لأنها في آخر أوضة، أما بسأل  قالولي لسه مجتش بس أنا حسيت قلبي كان حاسس''.

وأشارت إلى أنها لم تتوقع ابدًا ما حدث وفي البداية كنا نظن أن سبب الحريق ماس كهربي، إلا أنها عند توجهها للنيابة علمت أن هناك شبهة جنائية وراء مصرع نجلتها قائلة: ''قالي وكيل النيابة انتي عندك سنج عصى، لأن البنت مضروبة على رأسها، وبعدها لما سألني هي مخطوبة قولتله كانت قرية فتحتها وفسختها''.

وبالنسبة لمعرفتها بالجريمة وأن ابنتها ماتت على يد ابن اختها، ذكرت لـ'' الدستور'' أنها خلال تحقيقات مباحث مركز شرطة كوم أمبو، واستدعائها، علمت أن ابن شقيقتها الجاني، وأنه السبب وراء قتل  بنتها، وذلك بعد محاولته للاعتداء عليها جنسيًا ورفضها لذلك، حيث إن هناك بعض علامات على وجهه "خربشة'' أثناء محاولاته، قائلة: ''ضربها على رأسها بالماسورة التي كانت خلف الباب 3 مرات حتى فقدت الوعي، وأحس فيها الروح وضع الملابس حولها ثم أشعل النيران فيها، والسرير فيه بطاطين كانت هي عملاهم مرتبة وساب الأوضة مقفوله عليها ومشى''.

وعبرت "أنا روحت المشرحة مفيش حاجه شوفتها كلها محروقة''، وأنها حتى الآن لم تتخيل ما حدث أو أنه من الممكن أن يفعل نجل شقيقتها ذلك، لأنه تربى على يدها، ولم تتطرق الفكرة في مخيلتها، حيث إنه بعد فعله للجريمة توجه إلى منزله مسرعًا حتى لا يفتضح أمره، وبعدها أسرع لكي يطفي النيران بالمنزل معهم، وكان حزينًا جدًا على وفاتها وتنهمر دموعه على خده، لكى يخفى ما حدث ولا يعرف أحد بجريمته، ولكن بعد التحقيقات معه اعترف بجريمته بالكامل أمام النيابة.

وناشدت المسئولين وعلى رأسهم محافظ أسوان اللواء أشرف عطية، بتوفير المستلزمات والأجهزة المنزلية لها ولاولادها، نظرًا لأن النيران أتلفتها بعد الحريق الذي نشب بمنزلها، بالإضافة إلى تجهيز ابنتها الكبرى من جديد، حيث إن موعد زفافها كان محددًا مع عيد الأضحى القادم، إلا أن النيران التهمت كل شي موجود في المنزل بأكمله حتى ملابسهم.

 

عمارة سكنية
عمارة سكنية