رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر رقم واحد.. خبراء سياسيون يكشفون رسائل بلينكن بجولة الشرق الأوسط

لقاء الرئيس  بوزير
لقاء الرئيس بوزير الخارجية الأمريكي

اختتم وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أمس الأربعاء، زيارته الأولى إلى الشرق الأوسط، حيث بدأت رحلته انطلاقا من فلسطين، ثم مصر، والأردن، سعيا لمتابعة تداعيات انتهاء جولة التصعيد بين حماس وإسرائيل.

زيارة بلينكن إلى الشرق الأوسط، لا سيما القاهرة، حملت العديد من الرسائل، والتي كانت على رأسها التأكيد على الدور المحوري والإقليمي لمصر.

 

دور القاهرة المحوري في الاقليم

 

قال الباحث في مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية بشير عبدالفتاح، إن هذه الزيارة جائت في إطار المساعي الأميركية بالتنسيق مع القاهرة وعمان والسلطة الفلسطينية، وكذلك إسرائيل من أجل تثبيت وترسيخ وقف إطلاق النار في غزة.

واعتبر عبد الفتاح في تصريحات لـ"الدستور"، أن ما حدث في الآراضي الفلسطينية، ليست هدنة أو اتفاق سلام، ولكن اتفاق وقف إطلاق للنار، مشيرا إلى أن التحركات والاحتكاكات ما تزال قائمة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، حتى هذه اللحظة لذلك جاء المسئول الأميركي لوقف إطلاق النار عن طريق هدنة لا تقل عن 5 سنوات، ما يسمح بإعادة الإعمار.

وأشار عبدالفتاح، إلى أن الموقف المصري المحوري من أحداث القدس، لفت نظر الإدارة الأمريكية الجديدة للرئيس جو بايدن، والتي كانت منغلقة على ملف مواجهة كورونا والأزمة الاقتصادية داخل أميركا، وخارجيا أولت اهتماها بالصين وروسيا وإيران.

وتابع الباحث السياسي: "إدارة بايدن لم يكن لديها اهتمام بالشرق الأوسط، ولكن أحداث غزة جعلت بايدن يوجه اهتمامه للقاهرة، ويكتشف مرة أخرى أهمية الدور المصري في كل الاتجاهات"، مشددا على أن من ذلك باتت مناسبة إيجابية حتى يستطيع الجانبان التواصل مجددا. 

وقال: "الرئيس الأميركي اتصل مرتين بالرئيس عبدالفتاح السيسي، وتمت بينهم مباحثات في أكثر من قضية من بينها سد النهضة والتعاون المشترك والتنسيق المتبادل وأمور إيجابية".

اختتم حديثه قائلا: "زيارة بلينكن أعادت حالة من التوافق بين العلاقات المصرية والأميركية، التي شهدت حالة من الفتور في ضوء انشغال بإيدن بأزمات داخلية وإعادة اتفاقات بين الحلفاء في مواجهة الصين وروسيا وإيران".

عملية تسوية التهدئة 

وقال مدير المركز العربي للبحوث والدراسات هاني سليمان، إن زيارة بلينكن، تأتي في توقيت مهم وحساس لأكثر من ملف، لكنها في الأساس معنية بالملف الإسرائيلي الفلسطيني وإلقاء الضوء على الجهود المصرية في التهدئة الفترة الأخيرة.

وأضاف سليمان، في تصريحات لـ"الدستور": "اللقاء شهد التأكيد على جملة من المعطيات أولها محورية الدور المصري، في تحقيق الاستقرار واهمية عملية تسوية التهدئة وتحقيق الاستقرار في القدس والضفة الغربية، والتأكيد على أهمية الدور المصري في التعاون الأميركي لتحقيق سلام كامل"، لافتا إلى التطرق لعقد مؤتمر سلام بين الفلسطينين والإسرائيلين، وأيضا عرض مصر مشروع لهدنة طويلة الأجل بين الأطراف المختلفة. 

وأشار إلى أن مصر سيكون لها دور محور ورئيسي في الفترة المقبلة خلال القيام بعملية إعادة إعمار غزة، قائلاً: "نقطة محورية مختلفة تم مناقشتها وهي عملية إعادة إعمار قطاع غزة وقدمت أميركا حوالي 360 مليون دولار للجانب الفلسطيني، ولكن من الواضح أنه كان هناك ملاحظات على أن يتم الإعمار من خلال السلطة الفلسطينية، وعدم تسليم الأموال لحماس، وأعتقد أن الأمر شرط إسرائيلي ومطلب أميركي".

تابع: "مصر قادرة على فرض حلول من أجل الجانب الفلسطيني، فيما يمكن القول أن الزيارة جائت في توقيت مهم والتأكيد على دور مصر الرئيسي والمحوري".

مصر رقم واحد

 

من جهتها، قالت الأستاذة الدكتورة نهى بكر، أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، إن زيارة بلينكن تأتي بعد محادثات بين الرئيس المصري والأمريكي، وتعد تأكيدا على أن "مصر رقم واحد"، ومحور يرتكز عليه في استقرار المنطقة والبعد عن أسباب التوتر.

وأضافت بكر، في تصريحات لـ"الدستور": "الزيارة تؤكد على تحرك مصر فيما يخص  فلسطين، في إطار محور التهدئة والمحور الأمني وإرساء جهود السلام والاستقرار في المنطقة، وتحركها مع الشركاء الدوليين في ملف محاربة الإرهاب".