رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الدستور» داخل أكبر مركز لتطعيمات لقاح «كورونا» فى مصر

مواجهة كورونا
مواجهة كورونا

قبل أيام، افتتحت وزارة الصحة أكبر مركز لتطعيمات لقاح كورونا فى مصر، بصالة رقم ١٩ بمنطقة أرض المعارض بمدينة نصر، بطاقة استيعابية تصل إلى ٩٦ عيادة لتلقى التطعيمات، تستهدف تطعيم نحو ١٠ آلاف مواطن يوميًا. ويتضمن المركز ساحات تتسع لنحو ٥٠٠ مواطن، وأخرى لانتظار السيارات، وقوى بشرية مؤهلة تضم نحو ٦٠٠ شخص، موزعين بين الفرق الطبية والتمريض ومدخلى البيانات والدعم الفنى والإدارى وفرق للتواصل المجتمعى وخدمة العملاء، من أجل المساعدة فى تنظيم دخول وخروج المواطنين وتلقيهم اللقاحات. «الدستور» تجولت داخل المركز ورصدت ما يتسم به من آليات متميزة لخدمة المواطنين منذ دخولهم من البوابات وحتى خروجهم منها، من أجل تسهيل حصولهم على اللقاحات بطريقة آمنة. 

 

كشف حرارى.. توزيع كمامات قبل عبور بوابات الدخول.. التزام كامل بـ«المسافة الآمنة».. وكراسى للانتظار

فور أن تطأ قدماك بوابة دخول صالة ١٩ بأرض المعارض بمدينة نصر، تبدأ إجراءات الأمان والسلامة بطابور مخصص للاطمئنان على صحة المواطنين، تجرى فيه مراعاة المسافة الآمنة بين الواقفين، مع تولى الموظف المختص إجراء الكشف بالجهاز الحرارى على جميع المواطنين، مع تعقيم الأيدى وتوزيع كمامات طبية جديدة على الجميع.

كما يتولى الموظف المختص مسئولية تنظيم طابور الانتظار، والتأكد من التزام المواطنين بالمسافة الآمنة التى أقرتها منظمة الصحة العالمية ووزارة الصحة والسكان بينهم، ووقوفهم عند العلامات الملصقة على الأرض لتحديد مكان وقوف كل شخص.

ووفقًا لعبدالوهاب أحمد، الموظف الإدارى بالمركز، فإنه لا يسمح بعبور أى شخص إلى داخل مقر التطعيم إلا بعد التأكد من أن حرارته طبيعية، ولا توجد لديه أعراض تشبه أعراض الإصابة بالفيروس، ومن يشتبه فى إصابته يجرى توجيهه إلى عيادات الكشف.

وأضاف: «لا يدخل المواطن إلى المركز إلا بعد المرور من بوابة التعقيم، وغسل يديه بالكحول، وتغيير كمامته الطبية، لأنها قد تكون تلوثت خلال رحلة قدومه إلى المركز، وذلك لضمان السلامة».

وأشار إلى أن أغلب الوافدين على المركز هم من الأجانب المقيمين فى مصر، من الذين سجلوا بياناتهم فى موقع وزارة الصحة والسكان للحصول على اللقاح، لافتًا إلى وجود موظف مختص يجيد التحدث باللغة الإنجليزية لاستقبال الأجانب وتوجيههم خلال رحلتهم داخل المركز للحصول على اللقاح.

الخطوة الثانية بعد العبور من بوابات الدخول، تتضمن توزيع المواطنين على ساحات الانتظار، التى تتسع لـ٥٠٠ مواطن، وتضم مربعات من الكراسى المظللة بالمظلات الكبيرة لحجب أشعة الشمس عن المواطنين.

كما تشهد ساحة انتظار السيارات، التى تتسع أيضًا لنحو ٥٠٠ سيارة، إجراء الكشف عن حرارة الركاب وتعقيمهم، مع مراعاة قواعد التباعد الاجتماعى.

وأكد على حسن، الموظف الإدارى بوزارة الصحة والسكان، أنه تجرى مراعاة الإجراءات الاحترازية والوقائية فى التعامل مع المواطنين القادمين للمركز بسياراتهم الخاصة، مع تعقيم الأيدى ومراقبة الحالات لرصد أى أعراض إصابة بالفيروس والتعامل معها.

وقال: «فى ساحة السيارات أيضًا هناك مختصون فى التعامل مع الأجانب، لشرح خطوات الحصول على اللقاح، وتوزيع الكمامات الطبية الجديدة، وكذلك توزيع أرقام الانتظار على المواطنين والتعامل معهم، وفقًا لأسبقية الحضور إلى المكان، مع التأكد من انتظارهم داخل السيارات أو إلى جوارها حتى لا يجرى اختراق المساحة الآمنة للتباعد الاجتماعى»، مشددًا على أن جميع المواطنين يلتزمون بتنفيذ الإجراءات الاحترازية والوقائية ويتبعون تعليمات العاملين بمركز اللقاحات حتى الانتهاء من عملية التطعيم.

تسجيل البيانات لا يستغرق أكثر من 10 دقائق

قالت نهى محمد، موظفة إدارية بالمركز، إن المواطن يتوجه إلى نوافذ تسجيل البيانات، التى يعمل بها عدد من الكوادر المدربة على إتمام هذه العملية بشكل سريع، إذ يتم أخذ كل البيانات الخاصة بالحالة والتأكد من بطاقة تحقيق الهوية أو جواز السفر، لتسجيل الاسم، والرقم القومى، ومحل السكن، والحصول على صورة طبق الأصل من بطاقة تحقيق الشخصية أو جواز السفر، وملء الاستمارة الصحية. وأضافت: «البيانات التى يدونها موظف الاستعلام يجرى توجيهها للطبيب الذى سيتعامل مع الحالة، مرفقة بها صورة من البيانات التى أدخلها على الموقع الإلكترونى واللقاح المخصص للحالة». وأوضحت: «تدربت على عملية تسجيل البيانات خلال الأشهر القليلة الماضية من خلال بعض الدورات التى أعلنت عنها الوزارة، وتعلمت تسجيل البيانات على برنامج الجداول «Microsoft Excel»، كما تعلمت إرسال البيانات عبر نظام ربط الأجهزة (Share Computer) وهذه البرامج سهلت عملية تسجيل ومشاركة البيانات، واختصرت الوقت والجهد والمال». واختتمت: «عملية تسجيل البيانات لا تستغرق أكثر من ١٠ دقائق، يتم فيها سحب صورة طبق الأصل من جواز السفر أو بطاقة تحقيق الهوية عبر جهاز (scanner)، ثم إرفاقها مع بيانات الحالة الصحية والشخصية، ووضعها على برنامج ربط الأجهزة، فى الملف الخاص بالطبيب الذى سيؤكد تطعيم الحالة باللقاح». 

فحص المواطنين للتأكد من استقرار حالتهم قبل التلقيح

كشف محمد أحمد، طبيب متخصص بأمراض الباطنة، عن أنه يفحص المرضى قبل الحصول على اللقاح، لضمان سلامتهم الجسدية، وبعد ذلك يوجههم للحصول على اللقاح الملائم لكل حالة، فهناك لقاحات مخصصة لأصحاب الأمراض المزمنة، وبعضها للشباب والأصحاء.

وقال إن دور الطبيب المعالج «توعية المواطنين بحالتهم الصحية، والطريقة الملائمة لعلاج الأمراض المزمنة، وغيرها، وتصحيح المفاهيم المغلوطة التى تنتشر على صفحات مواقع التواصل الاجتماعى حول اللقاحات المضادة لفيروس كورونا». وأضاف: «هناك بعض المواطنين يقصدون المركز والخوف يتملكهم من تجربة شىء جديد، لذلك أشرح لهم آلية عمل اللقاحات وفوائدها والأعراض الجانبية المحتملة، وعقب ذلك يتلاشى الخوف تمامًا».

واختتم: «إذا صادفتنى حالة ليست بصحة جيدة، أطلب منها التوجه للعيادة المختصة الموجودة بالمركز، لصرف الدواء الملائم، وأسجل تأجيل تطعيمها على الموقع المخصص لمنظومة اللقاح، على أن يتم تحديد موعد جديد للتلقيح عقب استقرار الحالة الصحية».

عربات جولف لنقل كبار السن.. و30 فردًا يعملون فى الاستعلامات

قال الدكتور أشرف العتيبى، مدير عام مستشفيات وزارة الصحة والسكان مدير مركز التطعيم فى أرض المعارض، إن المركز يعد الأكبر فى الوطن العربى، نظرًا لمساحته التى تبلغ ٣٠٠٠ متر مربع. وأضاف «العتيبى» أن العيادات تضم فريقًا طبيًا على أعلى مستوى، يُجرى كشفًا مبدئيًا على المريض قبل حصوله على المصل، مشيرًا إلى أن المركز يحتوى على ٩٦ نقطة تطعيم، ويعمل به ٦٠٠ فرد من الأطقم الطبية المدربة، ويعمل من الساعة ٩ صباحًا وحتى الساعة الـ٩ مساء، بنظام انتظار العملاء Queue system، وذلك لتسهيل دخول المواطنين ومنع التكدس والازدحام. وذكر أن هناك ٣٠ فردًا يعملون فى الاستعلامات وخدمة المواطنين، مع وجود ٥ عربات جولف لنقل كبار السن من بوابة أرض المعارض وحتى المركز، تسهيلًا عليهم، مع اتباع كل الإجراءات الخاصة بمكافحة العدوى. وشدد على أنه بإمكان كل المقيمين فى مصر سواء مصريين أو أجانب الحصول على المصل، بالتسجيل عبر موقع الوزارة، وفور تلقيه رسالة بموعد ومكان اللقاح يتجه للحصول عليه.

مستفيدون: «خدمة 5 نجوم.. والأجانب يعاملون مثل المصريين» 

ذكرت بثينة إبراهيم أنها فوجئت فى المركز بنظام مميز يحافظ على صحة الموجودين ويلبى احتياجاتهم، موضحة: «فوجئت بخدمة ٥ نجوم».

وقالت إنها وصلت لمرحلة تسجيل البيانات فى الساعة التاسعة والنصف بعد توقيع الكشف عليها، والاطمئنان على صحتها، مؤكدة أن الموظفين يمنعون دخول أى مواطن دون توقيع الكشف الطبى عليه والتأكد من أن حرارته طبيعية.

وأشارت إلى أنه يتم تسريع الإجراءات لكبار السن والحالات الخاصة حتى لا يقفوا فى طابور الدخول، ويتم الكشف عليهم سريعًا، مضيفة: «مبسوطة بتسهيل وتسريع مراحل الكشف الخاصة بكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة، والموظفين يتعاملون بشكل لطيف». ولفتت إلى أنها تأمل فى وصول الخدمات بنفس الجودة إلى كل المستشفيات العامة، وأن تتم عملية تلقى اللقاح بهذا النظام، مؤكدة أن الخدمة المقدمة للمصريين هى نفسها المقدمة للأجانب المقيمين فى مصر.

من جهته، قال مرسى عبدالله، ٧٥ عامًا، إنه جاء إلى مركز تلقى اللقاح فى ساعة مبكرة بعد وصول رسالة بموعد ومكان تلقى اللقاح على هاتفه، مشيرًا إلى أنه وجد فى استقباله بالسيارة مجموعة من الموظفين يحملون فى أياديهم أجهزة الكشف الحرارى للتأكد من سلامتهم ويطلبون منه نزع الكمامة الطبية وتغييرها.

وأكد «عبدالله» أن هناك التزامًا كبيرًا جدًا بالإجراءات الاحترازية والوقائية، موضحًا أن هناك حوالى متر ونصف المتر تفرق بين السيارات فى ساحة الانتظار.

وأشار إلى أن هناك أرقام انتظار مخصصة لكبار السن ليكونوا فى مقدمة الصفوف وتم تخصيص عيادات لهم أيضًا حتى يتم إنهاء أوراقهم بشكل سريع، لافتًا إلى أن عملية الكشف وتلقى اللقاح لم تستغرق سوى ساعة واحدة فقط.

وأضاف أن الطبيب شرح له نوع اللقاح الذى تلقاه وطريقة التعامل معه وأعراضه الجانبية وكيفية التغلب عليها.

التواصل مع متلقى التطعيم يوميًا

ذكر محمود إبراهيم، طبيب مختص بمتابعة الحالات بعد الحصول على اللقاح، أنه عادة ما يتم منع كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة من الخروج إلا فى حالة الضرورة القصوى، وذلك لفترة محددة بعد تلقى التطعيم، مع توصية الشباب بارتداء الكمامات الطبية بشكل أساسى وتجنب الاختلاط مع العامة.

وقال «إبراهيم» إن هناك فريقًا كاملًا من الأطباء يراسلون متلقى اللقاح ويتحدثون معهم بشكل يومى للاطمئنان على صحتهم، كما يتم توجيههم لتعاطى بعض العقاقير الطبية التى تخفف من أعراض اللقاح، مختتمًا: «لازم نتأكد أن الأعراض لم تؤثر على صحتهم وأنها لم تصل لحد الخطورة».