رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الرابح الأكبر .. كيف استفاد نتنياهو "سياسياً" من حرب غزة؟

نتنياهو
نتنياهو

قدمت حرب غزة أكبر خدمة لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بفضل الحرب، وبفضل حركة حماس، “نتنياهو” سيبقى في شارع بلفور (مكتب رئيس الوزراء)، ومنافسه الأكبر يائير لابيد الذي كان يستعد لتشكيل حكومة تغيير مع نفتالي بينيت رئيس حزب يمينا، لم يعد على جدول الأعمال، والاستطلاعات الجديدة تشير إلى أن معدلات التأييد لنتنياهو في ارتفاع. من كان يحلم بنصر مثل هذا؟

قبل انتخابات أبريل 2019 قال نتنياهو: "نصحوني بالقيام بخطوة تشعل الشرق الأوسط كي أفوز، لكنني رفضت"، يومها رفض لأنه كان واثقاً بفوزه، لكن مؤخراً، بينما محاكمته في ذروتها، كل شيء أصبح مشروعاً، وحرب خاطفة مع حماس قد تحقق الغرض..

إلى أي مدى نتنياهو متورطاً في إشعال الحرب لتحقيق مكسب سياسي؟ وكيف استفاد مما حدث؟

اتهامات لنتنياهو: تسبب في التوتر في القدس

هناك من يلوم نتنياهو، بأنه كان بإمكانه، وقف التوتر في المسجد الأقصى، وفي حي الشيخ جراح، وتجنب المواجهة مع حماس، لكنه لم يفعل، وهناك من يرى أنه هو الذي دفع "حماس" إلى البدء بإطلاق النار ودفع جزءاً من عرب 48 إلى الاحتجاج، بسبب الخطوات الاستفزازية الإسرائيلية في القدس.

ربما كل ماحدث كان مُخططاً بدقة، وربما لا، لكن المؤكد، أنه في الأيام الأولى للتوتر، سمح نتنياهو بالتسخين في المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح؛ فموجة العنف تلك كانت كل ما يحتاجه نتنياهو كي يخلق مظهراً لوضع طوارئ يستهدف تشكيل حكومة وطنية برئاسته مع كل محافل اليمين، وكان نفتالي بينيت سيجد صعوبة في رفض الانضمام.

التدهور الذي حدث فيما بعد والتطور لمواجهة عسكرية، ليس واضحاً أن نتنياهو كان يقصده أو يريده، لأن من يعرف نتنياهو يعرف أنه ينفر من الحروب ويسعى دائماً لوقفها، وبحسب التقارير، فإن المستوى العسكري الإسرائيلي قبل أسبوعين من الحرب، أوصى بعملية استباقية على غزة، لكن نتنياهو أوقفها  مبرراً أنه لاحاجة لها.

خدمة سياسية لنتنياهو

منذ أن عاد إلى منصب رئيس الوزراء في العام 2009، يفعل نتنياهو كل شيء لاستمرار بقاءه في مكتب بلفور، لا يوجد شيء آخر يمكن أن يثير انفعاله غير التهديد بترك هذا منصب.

وزير الدفاع الإسرائيلي ورئيس الأركان السابق، موشيه يعلون، قال إن "التصعيد الأمني يخدم نتنياهو وحماس، لأسباب سياسية داخلية"، ورئيس إسرائيل بيتنا، أفيجدور ليبرمان، قال: "هناك جهتين لهما مصلحة في هذه العملية: نتنياهو، الذي يعمل على إفشال حكومة التغيير، وحماس".

عند فحص النتيجة السياسية فإنهما على حق. الرابح الأكبر المواجهة هو بنيامين نتنياهو، فبالتوازي مع العملية العسكرية التي اندلعت، فإن مناورة سياسية كانت تتبلور، بفضلها استطاع نتنياهو تحقيق هدفه: تفجير حكومة التغيير؛ نفتالي بينيت انسحب من الإئتلاف، ويئير لابيد ابتعد عن رئاسة الحكومة، والطريق أصبح ممهداً لمعركة انتخابية خامسة،وهذا هو كل ما يريده.