رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«فتح» تقيم بيت عزاء فى رام الله لشهداء العدوان الإسرائيلى

غزة
غزة

أقامت حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح، اليوم الثلاثاء، في مدينة رام الله، بيت عزاء لشهداء هبة الأقصى، والشيخ جراح، وغزة وأراضي العام 48.

وقال نائب رئيس حركة فتح محمود العالول: إننا "نؤبن اليوم عددًا كبيرًا من الشهداء الذين ارتقوا دفاعًا عن القدس وفلسطين في كل أرجاء الوطن، بما فيهم الشهيد اللبناني محمد الطحان"، لافتا الى أن "كل الشهداء هم فلذات أكبادنا ويسكنون قلوبنا وعقولنا ووجداننا".

وأكد صمود وثبات شعبنا في كل مكان، وقال إنه "غاب عن ذهن الاحتلال قيمة القدس في وجدان وعقل الكل الفلسطيني، والتي استشهد لأجلها الشهيد الراحل ياسر عرفات وغيره من الشهداء، وهي جزء من العقيدة، ولا يمكن أن نسمح بتجاهلها".

وأضاف: "خلال الأيام الماضية، وقف الكل الفلسطيني في كل مكان، والآن يتعرضون لعمليات القمع والاعتقال لدى سلطات الاحتلال، إضافة لزحف الشعوب العربية وتفاعلها في كل العواصم، وشاهدنا مئات الآلاف يخرجون أيضًا في عواصم العالم من أجل القدس ونصرة لأبناء شعبنا".

وتابع: "ما زلنا نخوض معركة كبرى دفاعًا عن القدس، والمعركة لم تنته، فعدوان الاحتلال على شعبنا وعلى قدسنا وحصاره للشيخ جراح ما زال مستمرًا، وفي الضفة شاهدنا عمليات القنص بالرصاص، وفي غزة ارتكبت جرائم كبيرة ضد أبناء شعبنا، حيث دمرت أبراجًا وبيوتًا وطرقًا وشوارع، ولكن رغم ذلك إلا أن شعبنا صامد".

وأكد أننا "تمكنا من استعادة مكانة القضية الفلسطينية والقدس في العالم والمحافل الدولية، وأعدنا شد الاهتمام مرة أخرى لفلسطين، وما أنجزناه بوحدتنا لا بد أن نستثمره، ولا يجب أن يضيع سدى، لنأسس بذلك لاصطفاف دولي إلى جانب الشعب الفلسطيني يقوده باتجاه مؤتمر دولي وكبح جماح الاحتلال".

وحذر العالول من أولئك الذين يسعون إلى جرنا باتجاه صراعات ثانوية، وقال: "لن نسمح بذلك، لأن فيه إهدار لدماء هؤلاء الشهداء، ونؤكد للجميع ضرورة أن تبقى الأولوية لصراعنا مع المحتل، ونعتبر أن هذه المحاولات للمس برموزنا السياسية أو الدينية أو الميدانية أو غيرها خط أحمر، ومن يقوم بذلك لا يمكن أن يكون فلسطينيًا".

بدوره، ألقى رئيس حزب التجمع الوطني الديمقراطي جمال زحالقة كلمة نيابة عن شعبنا داخل أراضي الـ 48، قال فيها إن شعبنا يتعرض الآن لحملة اعتقالات غير معهودة بالمئات، وتلفيق تهم، ومحاولة تخويف، لكن  كل هذه السياسات فاشلة ولن تحقق مبتغاها وأهدافها، ولن ينالوا من إرادتنا .

وأكد أن شعبنا داخل أراضي العام 48 كان له دور مباشر في شد الرحال للمسجد الأقصى، فالقدس قضيتنا وهي أمانة برقبتنا، داعيا لضرورة الوحدة الوطنية.

من جانبه، قال مفتي القدس والديار المقدسة محمد حسين إن أبناء شعبنا توحدوا في هبة القدس من أجل القدس وحمايتها، وكلهم انخرطوا في المعركة الوحدوية من أجل الأهداف الكبيرة لأبناء شعبنا حتى النصر والحرية والاستقلال.

من جانبها، ألقت رغد الكاشف، شقيقة الشهيد أدهم، كلمة نيابة عن أهالي الشهداء، قالت فيها إن هؤلاء الشهداء سطروا وحدة الأرض والمصير ورسموا الطريق نحو الحرية والاستقلال.

وأكدت أن المعركة مستمرة حتى إنهاء الاحتلال، وأن دماء كل شهداء فلسطين ما هي إلا وقودًا لإنارة الطريق أجلا ام عاجلا.

كما دعت عائلات الشهداء إلى الوحدة الوطنية، والتحرك سريعًا لمحاسبة الاحتلال على جرائمه في المحاكم الدولية.

إلى ذلك، قال والد الشهيد اللبناني محمد الطحان، في كلمة مسجلة إنني أفتخر أن ولدي محمد اختار طريق الاستشهاد ليروي بدمه حدود فلسطين، لتكون بذلك روحه فداء للأقصى والقدس، ما يؤكد شراكتنا المعمدة بدماء الشهداء، وإننا على العهد ماضون حتى تحرير الوطن.

وقال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير، المنسق العام للقوى الوطنية والإسلامية واصل أبويوسف: "عندما نتحدث عن وحدة شعبنا الفلسطيني، نتحدث عن التمسك بالوحدة الوطنية، والابتعاد عن كل ما يشكل فرقة وانقسام في صفوفنا، وعزل كل ما يشوب وحدتنا من محاولات تعرض للرموز الوطنية أو الدينية، وكذلك ما يجري من البعض بتوتير الأوضاع الداخلية".

وطالب بضرورة أن يكون الوضع الداخلي الفلسطيني  بين فصائل العمل الوطني، يدا واحدة في سبيل حرية شعبنا الفلسطيني، والبناء على ذلك من الفصائل جميعا في مواجهة الاحتلال من أجل النهوض بجميع حقوق شعبنا وتعزيزها حفاظًا على دماء الشهداء وعذابات الأسرى في سجون الاحتلال.

وقال: إن الدماء التي سالت في أراضي 48، وفي القدس، والضفة، وقطاع غزة الصامد والمحاصر الذي حاول الاحتلال أثبتت أن إرادة شعبنا لن تنكسر وستفشل كل محاولات الاحتلال.

وأضاف أننا "أحوج ما نكون له اليوم، هو إعادة الإعمار في قطاع غزة وفك الحصار الظالم والجائر عنه، وأن تكون أولوياتنا الحفاظ على أبناء شعبنا في القدس، من  البلدة القديمة وسلوان والشيخ جراح، ومحاولات الاحتلال والاستيطان من فرض سياسة التهجير والطرد القسري".

وأكد أهمية وحدة الحال من أجل الذهاب لمقاطعة شاملة مع هذه الاحتلال، ثم البدء في حوار شامل يفضي إلى حكومة وحدة وطنية فلسطينية، لتعزيز صمود شعبنا والنهوض بوضعه الذي استمر طوال الفترات الطويلة الماضية من عمر الاحتلال والاستيطان، تلك السنين التي لم تجد نفعًا أمام هذا الصمود، صمود عائلات الشهداء الأسرى والمعتقلين والجرحى في كل أماكن تواجدهم في الارض الفلسطينية".

وقال: إن "منظمة التحرير وفصائل العمل الوطني وهي تدرك مدى خطورة هذا الاحتلال تؤكد أنها ستمضي قدمًا في مواجهة كل محاولاته بالمس بحقوق شعبنا والتمسك بالمقاومة والكفاح الوطني، من أجل الوصول  إلى الحرية والاستقلال".