رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

عودة الحياة.. أهالي غزة عن أجواء التهدئة: سنصير أكثر قوة

عودة الحياة
عودة الحياة

بدأت الحياة تعود بشكل تدريجى إلى غزة بعد دخول التهدئة بين الجانبين الإسرائيلى والفلسطينى يومها الثالث برعاية مصرية، وخرج أهالى القطاع لتفقد آثار الحرب والعدوان على شوارعهم، وحصر الخسائر فى الأرواح والممتلكات.

وبعد أيام من التهدئة، التقت «الدستور» عددًا مع أهالى قطاع غزة للتعرف على كيفية تجاوزهم آثار العدوان الإسرائيلى، وتفاصيل يومياتهم بعد التهدئة، وملامح عودة الحياة إلى طبيعتها من جديد، بعد ١١ يومًا من القصف والدمار.

فادى عبدالهادى:  نزور الأهل والأصدقاء لتجاوز آثار الحرب 

قال فادى عبدالهادى، مواطن فلسطينى من أبناء مخيم خان يونس فى قطاع غزة، إن مصر كانت، وما زالت، السند الرئيسى للشعب الفلسطينى وقضيته، سواء عبر جهودها لوقف العدوان والقصف على قطاع غزة، أم عبر دورها فى متابعة القضايا الفلسطينية المختلفة، ومحاولة حل الانقسام الفلسطينى وتقديم الدعم لإتمام المصالحة.

وعن أول ما فعله مع بدء الهدنة كشف: «مع بدء سريان التهدئة خرجت للاطمئنان على بعض الأصدقاء والجيران، وأيضًا شاركت فى تشييع شهداء النفق، خاصة أن منهم بعض أبناء منطقتنا، وسأكمل ما بدأته من زيارات وتفقد لأحوال الأصدقاء والجيران والأقارب والمعارف».

وأضاف عبدالهادى: «نحن بخير رغم الآلام، والأمور حاليًا أفضل، ونعمل جميعًا حتى تعود الحياة مرة أخرى لطبيعتها، بعدما استطعنا لأول مرة منذ ١١ يومًا أن ننام دون خوف من القصف والغارات».

وتابع: «الحياة تعود تدريجيًا إلى طبيعتها، لكن آثارها النفسية ما زالت مستمرة لدى كثير من الأهالى، خاصة الأطفال، ونحاول أن نتغلب عليها حاليًا عن طريق الخروج والتنزه وزيارة الأهل والأصدقاء لنخفف آثارها عليهم».

محمود عليان: نعمل على تلبية احتياجات البيوت من المتطلبات الأساسية 

قال محمود عليان، موظف من أبناء حى الشيخ رضوان بمدينة غزة، إن مشاهد البيوت المهدمة من جراء القصف تثير الألم، كما أن القطاع تسيطر عليه حالة من الحزن بعد تعرضه لعدوان بشع، وسقوط مئات الشهداء، حتى إن أسرًا استشهدت بأكملها.

وأضاف: «ستبقى الآثار النفسية للعدوان الإسرائيلى موجودة، خاصة أن كثيرًا من الأطفال قد سقطوا شهداء، وهذا هو الأمر الأكثر إيلامًا، لكن رغم ذلك، فإن الحياة العادية بدأت من جديد، ونحاول حاليًا تلبية حاجة الأهل من المتطلبات الضرورية، كما بدأنا فى تنظيم حملات لمحو آثار الدمار، وبدأنا تنظيف البيوت والمؤسسات التى لم تتعرض للقصف المباشر».

أحلام عيد:  العدوان لم ينته.. ومعركة مداواة الجراح بدأت للتو

ذكرت الصحفية الفلسطينية أحلام عيد، من سكان مخيم الشاطئ بقطاع عزة، أن المشاهد الصادمة فى أرجاء مدينتها البائسة، بعد أيام من العدوان الإسرائيلى، تثير التساؤل حول تعطش العدو الوحشى إلى الهدم والدماء.

وقالت: «رائحة الموت فى كل الأزقة، ومعها أصوات نحيب النساء، وبعدما ظننت للحظة أن العدوان انتهى إلا أن الأمور على أرض الواقع تدحض تلك الكذبة التى نواسى بها أنفسنا، فنحن أمام معركة أخرى قد بدأت للتو، معركة مداواة الجراح».

وأضافت أحلام عيد: «ورغم ذلك، وكعادتها، ستنجو غزة، وستحيا من جديد وتخرج من تحت الرماد مثل طائر العنقاء، لتعود أقوى وأجمل وأكثر بهاءً».

محمد الأغا:  حملات تطوعية لتنظيف الشوارع وإزالة الركام

أكد محمد الأغا، من أبناء مدينة خان يونس، ويعمل مهندسًا للصوت، أن أهالى قطاع غزة بدأوا فى مداواة جراحهم، وخرج معظمهم لتفقد آثار ما جرى خلال ١١ يومًا من العدوان، ومواساة أهالى الشهداء الذين ارتقوا خلال الأيام الماضية، وتضميد جراح من أُصيبوا.

وقال: «بدأنا حصر الخسائر والمنازل المهدمة والأماكن التى طالها القصف، والشوارع التى تعمد الاحتلال تدميرها، وتدمير ذكرياتنا معها، وبدأنا فى تنظيم حملات تطوعية لتنظيف الشوارع وإزالة الركام، كما بدأنا عدة فعاليات مجتمعية للمساهمة فى التخفيف من أثر العدوان على الناس».

وأضاف: «بعد انتهاء العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة لا شىء يمكن أن يعود كما كان فى السابق، فملامح المدينة تغيرت، لكن رغم ذلك فإن الحياة، كل الحياة، لمن يعيد النهوض من تحت الركام».