«سي إن إن»: بايدن لن يعيد ترتيب أولوياته بالشرق الأوسط

أثار تعامل الرئيس الأمريكي، جو بايدن، مع أول أزمة خارجية واجهته، غضب العالم، خاصة بعد تكثيف إسرائيل غاراتها على قطاع غزة، واستمرار الاعتداءات لمدة 11 يومًا. 

وحسب شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أجرى بايدن 4 اتصالات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال أسبوع، وقبل إعلان وقف إطلاق النار، كانت مروحية بايدن متوقفة تنتظره بينما كان يتأخر عن موعده، بعد إجراء 80 مكالمة مع قادة الشرق الأوسط لبحث الأوضاع في غزة، ولم يتم التخطيط لهذه المكالمات مسبقًا، وفقًا لشخص مطلع على الأمر.

ضغط دون جدوى

وتصاعد غضب بايدن من نتنياهو بعد تقارير عن الضربات الجوية المكثفة ضد أهداف في غزة، وكان لديه رسالة أوضح لنتنياهو هذه المرة أكثر مما نقله سابقًا بعد 7 أيام من تأجيل وقف إطلاق النار، ووفقا لما قاله المسئولون فإن صبر الرئيس والبيت الأبيض بدأ ينفد.

ووصف الأشخاص المطلعون على المحادثة بأنها "صريحة" و"مباشرة" و"حازمة" وتضمنت عبارات دبلوماسية تدل على التوتر. 

ففي السابق، ضغط بايدن على نتنياهو من أجل وقف قصف غزة، وأعرب عن أمله فى وقف القصف ولكن دون جدوى، وبعد عدة ساعات من المكالمة الغاضبة، وافقت إسرائيل وحماس على وقف إطلاق النار. 

وحسب الشبكة الأمريكية، اتصل نتنياهو بـ بايدن لإبلاغه بالتطور ووقف إطلاق النار، إلا أن بايدن ومساعديه كانوا متشككين، ما دفع نتنياهو لإجراء مكالمة هاتفية أخرى مع بايدن كانت هي السادسة  خلال 11 يومًا لإقناع بايدن بأن الهدنة حقيقية.

أولى الأزمات

وكان الصراع في غزة بمثابة أول أزمة خارجية رئيسية للبيت الأبيض الذي كان يركز بشكل كبير على الشئون الداخلية، وهو ما كان بمثابة منعطف حاسم بالنسبة للديمقراطيين الأمريكيين، الذين تم رفض مقترحاتهم لبايدن لتقديم رد أكثر قوة على تصرفات إسرائيل. 

وبالنسبة لبايدن، فقد خلقت أزمة غزة نقطة انعطاف في علاقة صعود وهبوط مع نتنياهو تعود إلى أكثر من 40 عامًا.

ومع ذلك، وعلى الرغم من أهميتها، أشار المسئولون إلى أن ما حدث في غزة من غير المرجح أن يدفع بايدن إلى إعادة ترتيب أولوياته فى الشرق الأوسط، وهي منطقة معارك غامضة وساخنة كان يسعى إلى تجنبها كرئيس.

وقال بريت ماكجورك، منسق الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مجلس الأمن القومي: "نعتقد أن هناك بعض الفرص هنا، لكن علينا أن نكون واقعيين للغاية، نحن لا نريد تحديد أهداف غير قابلة للتحقيق وإضاعة الوقت في السعي لتحقيق تلك الأهداف".

واختتمت الشبكة تقريرها بالقول إن الصراع الدموي والدبلوماسية الغاضبة وراء الكواليس والاستجابة العامة التي تم ضبطها بعناية تعد بمثابة مقدمة لامتداد مكثف لبايدن على المسرح العالمي.