رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

صناعة محلية.. أين وصلت مصر في تصنيع لقاح ضد كورونا؟

لقاح كورونا
لقاح كورونا

بالرغم من تلقي وزارة الصحة المصرية شحنات ضخمة من اللقاحات المختلفة، التي صنعتها دول كثيرة مثل أمريكا والصين وشاركت مصر فيها بالأبحاث والتجارب السريرية، إلا أن ذلك الأمر لم يمنعها من محاولة إنتاج لقاح محلي الصنع.

وبالفعل لم ترتكن مصر إلى الشحنات التي حصلت عليها من تلك الدولة، لكونها لن تستطيع تلقيح المواطنين كافة، بسبب عدم تناسب الجرعات مع أعداد المصريين، لذلك تحاول جاهدة إنتاج لقاح محلي بكميات تكفي الجميع.

واتساقًا مع ذلك، فقد كشفت وزارة الصحة عن تلقيها الدفعة الأولى من المواد الخام لتصنيع نحو مليوني جرعة من لقاح سينوفاك الصيني المضاد لفيروس كورونا في مصر، وكانت الحكومة وقعت اتفاقيتين بين الشركة القابضة للمستحضرات الحيوية واللقاحات "فاكسيرا"، وشركة سينوفاك الصينية للمستحضرات.

ويأتى ذلك في إطار السعي نحو تحقيق التعاون الفني في هذا المجال الحيوي، عبر الاستفادة من اللقاح الذى طورته شركة سينوفاك الصينية، الرائدة في البحث والتطوير والإنتاج والتسويق في مجال المستحضرات الصيدلانية الحيوية، من أجل الوقاية من فيروس كورونا.

وكذلك تبادل الخبرات لدعم إمكانات شركة فاكسيرا المختصة بتصنيع الأمصال واللقاحات في مصر، بما يساهم في الحد من انتشار هذا الفيروس، وإنتاج أكبر كم من اللقاحات التي تكون محلية الصنع وتكفي جميع المصريين وليس فئات محددة.

وقطعت مصر شوطا ضخما في رحلة إنتاج لقاح محلي الصنع، وما لا يعرفه الكثيرون أنها بدأت ذلك منذ منتصف العام 2020، وترصد "الدستور" في التقرير التالي محطات في رحلة مصر لإنتاج لقاح ضد فيروس كورونا محلي الصنع.

بدأ اعتزام مصر لإنتاج لقاح محلي الصنع، خلال منتصف العام 2020، حين أعلنت وزيرة الصحة أن ذلك اللقاح سيكون على رأس الأولويات للحكومة المصرية، وبالفعل وقعت في ذلك التوقيت اتفاقيات مصرية لتصنيع اللقاحات العالمية محليًا.

وكان المقترح الأوحد والمتفق عليه هو تصنيع لقاح سينوفاك الصيني محليًا، كما تعتزم المضي قدمًا نحو تصنيع اللقاح الروسي سبوتنيك V في مصر، وبدأت الخطوات الأولى بالفعل، وإنتاج كميات كبيرة من اللقاحين للمصريين.

وهناك اتفاقيتين وقعتهما شركة "فاكسيرا" مع شركة "سينوفاك" الصينية، والذي بموجبه تزود الشركة الصينية نظيرتها المصرية بجميع المواد الخام والمعلومات الطبية والمشاركة في المساعدة الفنية وأماكن وطرق التصنيع الصحيحة

منذ ظهور فيروس كورونا وتشارك مصر في جميع اللقاحات العلمية من خلال الأبحاث والأوراق العلمية، وصلت حتى ديسمبر من العام 2020 إلى 148 ورقة بحثية تسعى لفهم الجائحة وتوثيق مراحلها في مختلف دول العالم بنسبة 3.6%.

ومثلت الدراسات المصرية المتعلقة بالفيروس 2.8% من إجمالي عدد التجارب المسجلة باسم مصر دوليًّا في إجمالي المجالات والتي بلغ عددها 4998 دراسة، حصدت جامعة القاهرة الجزء الأكبر منها بنسبة 29% تليها جامعات عين شمس وأسيوط.

ويطلق على اللقاح المصري اسم "covi vax" إذ أنه خلال مارس من العام الماضي وافقت هيئة الدواء المصرية على تصنيع الجرعات الأولى من لقاح كورونا المصري، وعرضت أول صور لعبوات اللقاح المصري تمهيدًا لبدء إجراء التجارب السريرية عليه وأخذ الموافقات اللازمة.

وبذلك تكون مصر أول دولة في الشرق الأوسط تنتج لقاح محلي الصنع، إذ أن المرحلة القادمة ستكون على التجارب السريرية للتحضير للدفعة الأولى من جرعات اللقاح بعد تصنيعه للدخول في التجارب، وحاليًا تنتظر مصر موافقة هيئة الدواء على إنتاج الجرعات الأولى والبدء في التجارب السريرية.

وخلال الفترة الماضية استطاعت وزارة الصحة الحصول على دفعات متعددة من لقاح سينوفارم الصيني، والذي شاركت مصر في التجارب السريرية عليه من خلال 3 آلاف متطوع من ضمنهم وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، إلى جانب التعاقد على كميات كبيرة ستصل قريبًا منها 100 مليون جرعة من لقاح "استرازينيكا".