رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حماية الصغار».. هل يجب علينا تلقيح الأطفال ضد كورونا؟

تلقي اللقاح
تلقي اللقاح

يوسف عمرو، صبي في الثالثة عشر من عمره، أصيب ديسمبر الماضي بفيروس كورونا المستجد نتيجة مخالطة جدته، وعلى عكسها طالت مدة الإصابة، فلم تتحول المسجة لديه من إيجابية لسلبية إلا بعد نحو ستة أسابيع، وكان خلالها يصارع الموت كما تذكر والدته، لانهيار جهازه المناعي، الناتج عن إصابته بالتهاب الغدة الدرقية فهو من الأمراض المزمنة التي تؤثر على المناعة بشكل بليغ.

وتوضح والدته أن إصابته تزامنت مع تدشين الدولة لبوابة التسجيل والحصول على اللقاح، حينها سارعت بالتسجيل لتلقيح أفراد أسرتها، لكن لم تجد مسموح للأطفال، فكما هو معلوم الفئات المسموح لها هم كبار السن والأطقم الطبية وأصحاب الأمراض المزمنة، فلم تعلم حينها هل تسجل لـ"عمرو" لكونه منتمي للفئة الأخيرة أم لا.

في هذا التقرير نرصد أراء الأطباء.. هل الأطفال لهم الحق في الحصول على اللقاح أم هناك موانع تحول دون ذلك؟

عبد اللطيف المر: عدم توافر اللقاح هو ما يمنع الأطفال من تلقيه وليس السبب طبيًا 

في البداية يذكر الدكتور عبد اللطيف المر أستاذ أمراض المناعة والصحة العامة أن تلقيح الأطفال والمراهقين  يكاد يكون ضرورة رغم أنهم الفئة الأقل تسجيلًا للإصابة والوفيات، ويعلل ذلك إلا العالم منذ عام ونصف توقفت أنشطته بشكل جزئي، وكانت أهم سماته التعليم عن بعد، وهم ما أضر التحصيل الدراسي الملايين الأطفال علاوة على انخفاض مؤشرات الانتباه والإدراك لديهم، وإن كان العالم يرغب في التقليل من انتشار العدوى، عليهم بالأطفال لانهم حتمًا سيحتاجون عاجلًا أم آجلًا للعودة للحياة الطبيعية وخلع الكمامة لذا سيكونون مصدر لعدوى ذويهم.

من ناحية أخرى يوضح "المر" أن عدم مباشرة الدول لتلك الخطوة يرجع لعدد من الأسباب، أهمها قلة المنتج من اللقاح فحتى الآن لم يصل العالم لحالة الاكتفاء والتشبع منه، وكذلك الاطمئنان من قلة فرص إصابة الأطفال بمضاعفات كورونا، ولليوم لم تتوافر  معلومات حول تأثير تلك اللقاحات على الأطفال، لافتا إلى أن اللقاحات لم يتم تجربتها حتى الآن على تلك الفئة العمرية.


إسلام عنان: هناك لقاحات فشلت في حماية الأطفال من كورونا 

في سياق متصل، يذكر الدكتور إسلام عنان أستاذ اقتصاديات الدواء والأوبئة بجامعة مصر، بأن كل من شركتي Pfizer وModerna  بدأت بالفعل في تجارب لقاح جديدة تشمل أطفالًا لا تتجاوز أعمارهم 12 عامًا، فقط عندما تنجح الاختبارات، سيتم إرسال البيانات إلى المنظمين لمراجعتها والموافقة عليها، يمكن أن تستغرق هذه العملية وقتًا، بالإضافة إلى الوقت اللازم للإنتاج والتوزيع، وستكون الأولوية لأصحاب الامراض المزمنة  منهم ومرضى السرطانات والخلل المناعي.

وأضح أستاذ اقتصاديات الدواء أن كل الشركات التي أنتجت لقاح تعكف حاليًا على توفيرها واختبارها على الشباب والمراهقين لتحقيق المناعة المجتمعية، حيث تم اختبار لقاح أكسفورد على البالغين الأصحاء الذين تبلغ أعمارهم 18 عامًا فما فوق، وكانت أسترازينكا قد أعلنت في وقت سابق عن إدراج الأطفال الذين تزيد أعمارهم عن خمس سنوات (بموافقة والديهم) في منتصف المرحلة التجريبية للقاح كوفيد -19 في بريطانيا، ومع ذلك، تم تحديث بيانات التجربة في ديسمبر، حيث تم منع أن الأطفال من التجربة، لعدم صلاحيته في هذا الوقت بشكل كامل وإصابة أطفال التجربة بكورونا بعد تلقيه بمدة وجيزة وهو ما يعني أنه لم يحقق المناعة المطلوبة لهم.

واستكمل: لا يجب إغفال أنه سبق وأصدرت إدارة الغذاء والدواء الأمريكية في ديسمبر 2020 ترخيصًا لاستخدام لقاح فايزر/بيونتك ضد فيروس كورونا في حالات الطوارئ لمن تبلغ أعمارهم 16 عامًا فما فوق.

أستاذ طب الطفل: تلقيح الطفل ضروري لحمايته من آثار كورونا

ويوضح الدكتور أحمد البليدي أستاذ طب الطفل بجامعة القاهرة، أن اللقاح حين انتهاء تجاربه السريرية آيًا كان نوعه، يجب توفيره على الفور، لا سيما أن الشهور الماضية أثبتت أن من تلقى اللقاح من الكبار لم يصب بكورونا المستجد حتى عند المخالطة للمصابين، ومن هنا سيوفر اللقاح للطفل عدة ميزات أهمها يرغب  عودته  لحياته الطبيعية قبل جائحة كورونا، بداية من الذهاب للمدرسة مرورا باصطحابهم إلى دور السينما والمتنزهات الترفيهية، وانتهاء بقضاء الإجازات الصيفية والذهاب إلى الشواطئ والمخيمات الصيفية والتجمعات مع الأصدقاء، لذا يعد تطعيمهم ضد الفيروس أمرا ضروريا يمنحهم حماية كبيرة ضد الوباء مع فرصة حقيقية لاستئناف حياتهم بشكل صحي وممتع.

ومن الناحية الطبية يوضح البليدي أننا لا ندرك حتى الآن خطورة كورونا على الطفل خاصة أن عدد المصابين بالفيروس التاجي منهم ليس كبيرًا، لكن رغم أن تفشي فيروس "كوفيد-19" بدأ قبل نحو 17 شهرا، فإن العلماء والمختصين لا يزالون غير مدركين تماما لطبيعة الآثار طويلة المدى لعدوى كورونا خاصة على الأطفال.

ووفقًا لتقارير  منظمة  الصحة العالمية، هناك أدلة مبكرة على أن بعض الأطفال المصابين بعدوى خفيفة من كورونا أو عديمة الأعراض قد يستمرون في تطوير أعراض طويلة الأمد، مثل التعب وآلام العضلات والمفاصل ومشاكل في الجهاز التنفسي.