رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الفن يضمد جراح العروبة.. خريطة فلسطين على وجه فتاة مصرية (صور)

شهد ترسم علم فلسطين
شهد ترسم علم فلسطين وخريطته على وجهها

لطالما كان الفن سلاحًا من دون نيران، يُناضل من خلاله الفنانون سِلمًا في سبيل تحرير الشعوب والعقول، بحثًا عن حلول لمشاكل مجتمعية، ومواجهة الجرائم برسائل تحويها المشاهد في السينما أو الدراما، والرسوم في خطوط الرسامين، باحثين من خلالها عن مداواة الجروح التي تعاني منها المجتمعات التي يعيشون فيها.

من بين هؤلاء، كانت الفتاة شهد أحمد، ابنة منطقة المعصرة بالقاهرة، صاحبة الثمانية عشر عامًا، والتي تخوض معركةً أخرى في دراستها بالمرحلة الثانوية العامة، بحثًا عن تحديد وجهتها القادمة في التعليم الجامعي، غير أن مهمتها الخاصة لم تمنعها من المشاركة في واجب الدعم العربي لبني الوطن الشقيق ( فلسطين ) الذي يُدافع عن حريته ضد الاحتلال.

الفتاة استخدمت فن الخِدع السينمائية للتعبير عن غضبها

فنانون كُثر اتخذوا من مواهبهم وسيلة للنضال ومؤاذرة شعب فلسطين، وباتت مواقع التواصل الاجتماعي عالمًا مُناسبًا لنشر إبداعاتهم وتوصيل رسالاتهم إلى الآخرين من أجل أن يعرف العالم أكثر عما يمر به أبناء فلسطين من مآسي.

فن الخِدع السينمائية

احترفت «شهد» فن الخِدع السينمائية، لتُصبح بسنوات عمرها الصغيرة، واحدة من بين أعدادًا قليلة تعمل في هذا النوع من الفنون بمصر، ونجحت أناملها المُبدعة في خطف أنظار مُتابعيها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وإبداء الإعجاب بتغييرات تُحدثها أيديها على ملامح الأشخاص لتُضفي التأثير المطلوب على المشاهد، بإتقان كبير يُعطي الشعور بواقعية الحدث، وهو الفن الذي يلجأ كثيرون من صُناع الأعمال الفنية إلى الاستعانة بعناصر أجنبية لتنفيذه.

كانت الفتاة تُتابع كغيرها المشاهد الدموية في غزة، وجِراح حي الشيخ جراح، وعُنف المستوطنين الإسرائيليين ضد عرب 48.. موت.. وتهجير.. وحرمان من العبادات في القدس، مشاهد آلمت الفتاة.

 أمسكت «شهد» بأدواتها الفنية مُخططة على وجهها علم فلسطين بألوانه الأربعة، لتصنع من نصف وجهها خريطة الوطن المحتل بألوان علمه، قبل أن تصنع من نصف الوجه الآخر خِدعًا فنية من تلك التي تُجيدها، لتصوّر جِراحًا عميقة ودمًا ينزف من وجهها، في إشارة لما يحدث لأبناء غزة، خاصة أطفالهم الذين مات العشرات منهم تحت أنقاض بيوت قصفها الاحتلال عبر طائرته، بصواريخ تُستخدم ضد التحصينات العسكرية.

جرائم الحرب التي ارتكبها الاحتلال ـ قبل أن تنجح مصر في التوصل لاتفاق غير مشروط لوقف إطلاق النار ـ وثّقتها الفتاة في رسومها في فيديو مدته 47 ثانية، وفي خلفيته أغنية لأطفال فلسطين يتساءلون: «جينا نعيدكم… بالعيد منسألكم.. ليش ما في عنا… لا عياد ولا زينة.. يا عالم.. أرضي محروقة.. أرضي حرية مسروقة».