رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باحثون ينتقدون طرق زراعة الأراضي في آسيا الوسطى لإهدارها كميات كبيرة من المياه

طرق زراعة وري الأراضي
طرق زراعة وري الأراضي

انتقد باحثون صينيون طرق زراعة وري الأراضي في منطقة آسيا الوسطى بسبب إهدارها لكميات كبيرة من المياه في مقابل تعزيز الإمكانات الزراعية، مشيرين إلى أن هذه المنطقة أصبحت واحدة من أكثر الأماكن المجهدة مائيا على كوكب الأرض.

وأشار هؤلاء الباحثون، في ورقة بحثية يُرتقب نشرها خلال الفترة القادمة في مجلة "Science of the Total Environment" العلمية، إلى أن اتباع نظام الزراعة الأحادية لمحصول القطن في أوزبكستان وتركمستان، والقائم منذ الحقبة السوفيتية السابقة، تسبب في جفاف بحر آرال، الذي كان يعد أكبر رابع حوض مائي في العالم.

وأكدوا أنه على الرغم من أن منطقة آسيا الوسطى تعد المثال الصارخ على هدر المياه في العالم، إلا أن انعدام الأمن المائي فيها استمر في التفاقم خلال العقود الأخيرة مع تحول المنطقة إلى مصدر غذاء لدولة الصين المجاورة، حسبما ذكرت شبكة أخبار "البلطيق" المستقلة.

ولفتت الشبكة إلى أنه على رغم أن زراعة القطن تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه، إلا أن محصول القمح أصبح بمثابة اللعنة الجديدة، ففي غضون عام واحد، استهلكت كازاخستان وحدها 54 مليار متر مكعب من المياه لزراعة القمح، ويعادل هذا الرقم ضعف كمية المياه التي تتدفق إلى بحيرة بالكاش المهددة بالجفاف، وذلك من أجل أن بيع حصة متزايدة من هذا المحصول إلى الصين.

وفي هذا الإطار، تساءل هؤلاء الباحثون عما إذا كان ينبغي على الصين، وهي تنافس حاليا منتجي المواد الغذائية الآخرين في العالم، مثل أستراليا، أن تهتم بأمنها الغذائي على حساب مناطق متدهورة للغاية وفقيرة مائياً وتعيش على موارده محدودة؟!.

ووجدت يولين ليو، وهي باحثة من جامعة "نورث ويست إيه آند إف" في مقاطعة شنشي الصينية، وزملاؤها، بمن فيهم العديد ممن يعملون في وزارة الموارد المائية الصينية، أن في طاجيكستان، على سبيل المثال، تستهلك تربية دجاجة واحدة 61 ضعفا من مياه الري مقارنة بالصين؛ كذلك تتطلب بذور القطن في تركمانستان 42 ضعفا من المياه.

وأكدت أن الطريقة التي يُزرع بها القمح في آسيا الوسطى تستهلك كميات كبيرة من المياه لدرجة أن الباحثين المعنيين بالقضية استنتجوا أن بلدان هذه المنطقة ستكون أفضل حالا إذا ما أقدمت على شراء منتجاتها الزراعية من الصين، على الرغم من أن الأمر غير مرجح لأن الصين تعد مستورد صاف للقمح. أما في الواقع، فقد نمت، في السنوات العشر الماضية، مبيعات القمح الكازاخي إلى الصين من لا شيء تقريبًا إلى 10 في المائة من إجمالي قيمة الصادرات.

وأضافت يولين وزملائها أن 80% من المياه الافتراضية في آسيا الوسطي، وهي المياه التي تُهدر من أجل صناعة شيئ غير مرئي للمستهلك، تستخدم لزراعة المنتجات المصدرة إلى الصين.
وأشارت إلى أن مزارعي آسيا الوسطى يستخدمون كمية من المياه أكثر بكثير مما تستخدمه الصين لإنتاج المحاصيل ذاتها، ثم يقومون بتصدير العديد من هذه المحاصيل إلى الصين.

وأكد الباحثون أن هذا الأمر يؤدي بدوره إلى تدهور في النظام البيئي، مما يهدد بشكل خطير الأمن المائي للبشر والتنوع البيولوجي المحلي. فيما كشفت ورقة بحثية أخرى صدرت عن باحثين في الأكاديمية الصينية للعلوم أن إمدادات المياه تنخفض إلى أكثر من ثلث المطلوب لصالح الأراضي الزراعية في آسيا الوسطى.

ومع ذلك، بحسب تقرير شبكة أخبار البلطيق المستقلة، مازال المسئولون الاقتصاديون في هذه الدول يروجون إلى الوعود التي تجذب الأنظار. ففي العامين الماضيين، تعهد رئيسا كازاخستان وأوزبكستان بزيادات كبيرة في الصادرات: 350 في المائة من القمح الكازاخي وحوالي خمسة أضعاف من الطعام الأوزبكي المُصدر. لكنهم لم يذكروا كمية المياه المنتظر أن تُهدر في سبيل ذلك!