رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الفنان المريد».. الله والصوفية فى حياة الزعيم عادل إمام

عادل إمام
عادل إمام

لنشأة الفنان الكبير والعظيم عادل إمام الكثير من الأمور مما سينعكس على حياته فيما بعد، فكأنما طفولته ونشاته هما الوقود الذي أشعل باقي مسافات المستقبل، وعلى حسهما عاش وعلى إثر ما اكتسبه منهما كان يتحرك ويتحدث ويعيش أيضًا.

عادل إمام هو الذي تقبل الله دعوة والدته له، وهي التي كانت تعشقه وكانت تقول له في كل مرة "ربنا يحبب فيك خلقه"، قالتها بهذا الشكل المعمم كما تقولها كل أم لابنها، ولكن السماء استجابت لأم عادل إمام، وأحب كل خلق الله عادل إمام وأصبح رمزا للسعادة والضحكة الصافية.

وجهه هو معدن مصري أصيل كانه منحوت أو مقتبس من صور الأجداد، وحمل في هذا الوجه كل شئ يمكن حمله من طيبة وشفقة وجمال وبهاء والكثير من الضحك، عادل إمام هو الفنان الوحيد الذي تكفي نظرة منه ليقع أي شخص في هيستيريا ضحك، بسبب الموهبة الخام التي منحها الله لعادل، فهي لله أولا وأخيرا.

 

طفولته

تربى عادل إمام في بيت يحكمه أب يبدو قاسيا مع ابنه، لكنها القسوة المغلفة بالطيبة، كان أبا حفظ القرآن فحفظه القرآن، وربى ابنه على حب القرآن والصلاة في وقتها، وإلا سيكون له عقاب شديد، ونفذ عادل أوامر والده تجاه ربه، فمنحه الله كل الرضا، وكيف لا يكون الرضا وهو الإنسان الوحيد الذي اجتمع الكل على محبته، ومن هان أصبحت هناك علاقة وطيدة بين الأب والابن، لكن عادل كان يرى أن والده قاسيا بعض الشئ، هكذ كان تفكيره في صغره، وحين كبر أدرك عادل إمام المعادلة، وأن هذه القسوة هي التي منحته طريقا قويما يمشي فيه بلا تلفت، فيمضي للأمام.

 

وفاة والده

حين توفى والد عادل إمام كان الأخير يقوم بعرض مسرحية له في لبنان، لم يكن هناك صدر يرتمي فيه ويشكو له حزنه، فشكا وبث حزنه لله، فألهمه الله المخرج وكان في المسرحية، فمع انتهاء العرض تحدث عادل إمام عن والده، تحدث كثيرا وأغرقت عيناه بالدموع، هو إنسان وله حق البكاء والحزن، كانت حالة صوفية عظيمة كما يصفها عادل إمام في برنامج "واحد من الناس"، والذي كان يقدمه الإعلامي الكبير عمرو الليثي، حالة صوفية تشبه شيخا في ضيافة حضرة، راح عادل إمام يهتز ويحكي ويبكي ويصف للعالم كيف كان يمتلك أبا عظيما أورثه العديد من الصفات التي زكته وجعلته في مكان واحد من كل الناس، في مكان القلب.

 

الكسوة الشريفة

حين كان طفلا كان والد عادل إمام يأخ ابنه ليرى المحمل، وهي مجموعة الجمال التي كانت تحمل كسوة الكعبة من القاهرة في طريقها للكعبة، كان الولد يجلس على كتفي ابيه العريضتين، ويراقب الموكب العظيم، هي حالة من رعشة تقول إن الولد الصغير والجميل يخزن كل هذه الأشياء لترقق قلبه فيما بعد فيصبح صوفيا ومريدا وقادر على إسعاد خلق الله.

 

حوادث اغتياله

كل منا مهيأ لما خلق له كما قال رسولنا الكريم وهيأ الله عادل إمام ليكون عادل إمام، يحمل مشعلا نورانيا يضئ للناس طريقهم إلى الضحكة، هو الصوفي الزاهد والذي منح نفسه للقتال في سبيل الله بأفلامه التي كان بطلها وناقش فيها الإرهاب والتطرف من أجل معرفة الناس للدين القويم والصحيح، وهنا هو ليس أقل من شيخ يخطب في الناس في مسجد، فكلاهما له منبر وكلاهما له طريقة في الكلام والتوصيل.

تعرض عادل إمام لمحاولات اغتيال على إثر ما قدمه، لكن الله حفظه لمصر وللعالم العربي رمزًا ومنبرًا.