رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الخرطوم وطرابلس وغزة.. القاهرة تُداوي جراح العروبة وتلبي نداء الإنسانية (تحليل)

رفع علم مصر في احتفالات
رفع علم مصر في احتفالات وقف إطلاق النار بـ غزة

دائمًا كانت القاهرة حاضرة بقوة، مُلبية النداء، إن نادى العرب صارخين ألمًا من جُرحٍ لهم.

رسائل مصر تُحدث فارقًا في المشهد متى كانت وأين حلّت، مستمدة وقتها من ثِقلها السياسي بين جيران الكوكب، لتُصبح كلمتها هامة، ومواقفها مُقدرة، وخُطاها باحثة عن دواء للألم إن استدعتها المواقف من دورها الإقليمي، للتدخل بحثًا عن حلول لما يُؤرق جيرانها أو أصدقاءها.

 

القضية الليبية

 

وخلال العامين الماضيين، تحمّلت القاهرة ثلاثة ملفات أحاطت بها من الشرق والغرب والجنوب، كانت على رأسها القضية الليبية، والصراع في طرابلس، والتي حضرت فيها القاهرة بقوة، وأعربت عن مساندتها للشعب الليبي، والتصدي لأي مخاطر تُهدد أمنه واستقراره، باعتبار العمق الليبي؛ جزء لا يتجزأ من الأمن القومي المصري.

العلم الليبي

وبذلت القاهرة جهودًا كبيرة في هذا الشأن بحثًا عن الوصول لحل، وتوحيد الصف الليبي، ومواجهة الإرهاب والعناصر المتطرفة التي حاولت تكدير أمن البلد الشقيق، وكُللت جهود مصر بالنجاح بعد أن وصلت ليبيا إلى الهدوء وحكومة توافق عليها الجميع، بعد سنوات طويلة من الصراع وإراقة الدماء.


استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي لـ عبد الحميد الدبيبة رئيس الحكومة الليبية الجديدة

 

السودان

 

من ليبيا غربًا، إلى السودان جنوبًا، فقبل عامين من الآن، كانت المظاهرات تجوب البلاد يوميًا بعد أن أزاحت حكم الرئيس السوداني السابق عمر البشير، وأدت الأحداث التي شهدتها البلاد إلى نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية بالمستشفيات، مما تسبب في وضع إنساني حرِج، تدخلت على إثره يدُ القاهرة لتنتشل شقيقتها الخرطوم من أزمتها، بعدما بعثت مصر دفعة من الأدوية والمستلزمات الطبية بلغت نحو 25 ألف طن لحل الأزمة.

صورة أرشيفية لمساعدات طبية

 

القضية الفلسطينية

 

ودومًا كانت القضية الفلسطينية على أولوية أجندة مصر الخارجية، وعلى رأس اهتماماتها لوجستيًا وسياسيًا، حيث تسهم القاهرة في التدخل في أي أزمات إنسانية يمر بها الشعب الفلسطيني مُقدمة الدعم الذي يحتاجونه، بينما تعمل دوبلوماسيًا على حل مشاكلهم وإعادة حقوقهم التي يناضلون من أجلها لعودة أراضيهم المحتلة.

وكان الموقف المصري الأخير شاهدًا على قوة القاهرة في هذا الملف، حيث سارعت بفتح معبر رفح لإدخال المصابين إلى المستشفيات المصرية لتلقي العلاج، بينما أعلن الرئيس عبد الفتاح السيسي عن تقديم 500 مليون دولار من أجل إعمار غزة، إضافة إلى جهود مصر في إعادة الهدوء ووقف إطلاق النار بمبادرة القاهرة التي أشاد بها الرئيس الأمريكي جو بايدن، مُعبرًا عن امتنانه للرئيس السيسي، على جهوده التي بذلها في هذا الشأن.

سيارات إسعاف مصرية في معبر رفح لنقل المصابين الفلسطينيين

 

تقديم المساعدات للصين

 

لم تكن القاهرة حاضرة فقط في ملفات جيرانها، لكنها تُلبي نداء الإنسانية متى نادت، وسارعت عبر وزارة الصحة في تقديم الدعم من مستلزمات طبية للشعب الصيني في بداية أزمة فيروس كورونا المستجد، والتي تسببت في أوضاع إنسانية حرجة بداية ظهوره في ووهان الصينية، وأدت إلى نقص في المستلزمات الطبية، لكن القاهرة ساهمت في تقديم يد العون.

 

تقديم المساعدات للهند

 

وسارعت مصر في تقديم مساعدات طبية أيضًا إلى الهند في الأزمة التي تمر بها بسبب توغل فيروس كورونا، وأدت إلى تدهور المنظومة الصحية هناك.

مصر تُرسل مساعدات طبية للهند

 

تختلف النداءات في جُغرافيتها، لكن مصر تبقى كما هي، تُلبي نداء العروبة، والإنسانية.. متى نادت، وأينما نادت.