رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المغرب: استدعاء سفيرتنا بإسبانيا للتشاور لاستقبال مدريد زعيم ميليشيات البوليساريو

ناصر بوريطة
ناصر بوريطة

 أكد وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة مساء الخميس، استدعاء سفيرة المغرب في مدريد كريمة بنيعيش؛ للتشاور بشأن استقبال مدريد لزعيم ميليشيات البوليساريو الانفصالية إبراهيم غالي، والتي تعود إلى منتصف شهر أبريل، ولم يتلق المغرب بعد أي توضيحات أو ردود فعل بشأنه.


وأوضح الوزير - في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء - أن بنيعيش تلقت توجيهات استدعائها للتشاور في الرباط، عشية استدعائها إلى وزارة الشؤون الخارجية الإسبانية.


وأبرز الوزير أن السلطات الإسبانية منحت للدبلوماسية المغربية 30 دقيقة للحضور إلى وزارة الشؤون الخارجية، "وهو عمل غير مسبوق، وغير مألوف في العلاقات بين دول جارة ونادر في الممارسة الدبلوماسية"، موضحا أن "سفيرة الملك محمد السادس لا تتلقى تعليمات سوى من بلدها".


وشدد على أن الأزمة ستستمر ما لم تتم تسوية سببها الحقيقي؛ فالمغرب يرفض تلقي هذا النوع من "التخويف، القائم على صور نمطية بائدة"، وسيظل واضحا بشأن أصل هذه الأزمة وتَكوُّنها والمسؤولين عنها.

 

وقال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج ناصر بوريطة، في أول تصريح رسمي عقب تداعيات أحداث سبتة المحتلة، إن المغرب لا يقبل بازدواجية الخطاب والمواقف من طرف مدريد.


وأضاف الوزير المغربي - في تصريح صحفي مساء الخميس - إنه يتعين على مدريد أن تعي بأن مغرب اليوم ليس هو مغرب الأمس، وعلى بعض الأوساط في إسبانيا أن تقوم بتحديث نظرتها للمغرب


وتابع: إن ‏الهجوم الإعلامي الإسباني تجاه المغرب على أساس أخبار زائفة، لا يمكن أن يخفي السبب الحقيقي للأزمة، وهو استقبال مدريد لزعيم ميليشيات البوليساريو الانفصالية بهوية مزورة، ويتعين على مدريد أن تتحلى بالشفافية إزاء الرأي العام الإسباني.


وأشار إلى أن الحملة الإعلامية الإسبانية ضد المغرب، والحديث عن ضعف التنمية في المغرب؛ ينم عن تصورات قديمة لدى إسبانيا. فالمغرب حقق نسب نمو مطردة رغم الأزمة.
 

ولفت إلى أن إسبانيا قامت خلال الأيام الأخيرة، بمحاولة تحويل انتباة الرأي العام عن المشكلة الحقيقية للأزمة المغربية-الإسبانية، والتي تكمن في كون مدريد فضلت أن تناور مع أعداء المغرب بخصوص قضية أساسية بالنسبة للمغرب وللمغاربة.


وأكد أن المناورات الإسبانية تهدف إلى جعل المسؤولين عن هذه الأزمة بمثابة ضحايا، مذكرًا بأنه إذا كانت هناك أزمة بين المغرب وإسبانيا، فإن ذلك يعود إلى كون مدريد عمدت بشكل سيادي، إلى المناورة مع أعداء المغرب، وأن تستقبل على أراضيها شخصا "يعمل يوميا على محاربة المغرب".


وأضاف أن إسبانيا تصرفت في هذا الصدد بشكل يثير الكثير من التساؤلات تجاه دولة جارة تحظى بالاحترام، من خلال قبول الدخول في كل هذه المناورات، مشيرا إلى أن بداية الأزمة تعود إلى 17 أبريل الماضي، ومنذ ذلك الحين فضلت إسبانيا وعدالتها غض الطرف عن وجود شخص على أراضيها، وهو متهم بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية وجرائم اغتصاب وانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان، بل ذهبت إلى حد منحه هوية مزورة.


وأوضح الوزير أن جميع المناورات الإسبانية من أجل تحويل الانتباه عن الجذور الحقيقية لهذه الأزمة "لا تنطلي على أحد، وعلى كل حال فهي لا تنطلي على المغرب ولا تفاجئه".


وأشار إلى أن السلطات الإسبانية "يجب - أولا - أن تكون شفافة مع الرأي العام والقوى الحية في إسبانيا"، مؤكدا أن هذه الحقيقة لا يمكن أن تحجبها "الروبورتاجات والشتائم والقصف الإعلامي".
وشدد على أن "المغرب سيواصل طلب توضيحات، وسيستمر في اعتبار ذلك هو أصل الأزمة"، مسجلا أن منطق الإنسانية لم يعد يخدع أحدا.


ولفت بوريطة إلى أن العمل الإنساني لم يفرض أبدا ممارسة المناورة، كما أنه لا يمارس في جنح الظلام، داعيا إسبانيا إلى الاعتراف وتحمل مسؤولية "مواقفها الخطيرة"، وتجنب "ازدواجية الخطاب". وأضاف أن المغرب لا يلجأ إلى "الابتزاز؛ فالمغرب واضح في مواقفه، وعمله".


وأدان بوريطة "العداء الإعلامي غير المسبوق"، الذي تشنه إسبانيا ضد المغرب، مضيفا "نشهد توظيفا وتعبئة لجميع وسائل الإعلام بعبارات صادمة وغير مقبولة تصدر أحيانا عن مسؤولين رفيعي المستوى".
وأضاف بوريطة "الوقت قد حان لتوضيح كل هذا، كما يتعين على اسبانيا أن تحدد ما تريده من هذه الشراكة".