رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«خشيت على ابنتها من نفس المأزق».. حكاية المسلسل الذي هدد شهرة فاتن حمامة

فاتن حمامة
فاتن حمامة

حققت فاتن حمامة دومًا نجوميتها بفضل فيلمها الأول "يوم سعيد" في تحقيق ما وصلت إليه من حيث وجدت نفسها، وهي طفلة صغيرة، تحظى بإعجاب الجمهور، وتصبح فجأة مادة لسمرهم وأحاديثهم، وهو ما سبب لها نوعًا من الغرور.

وكشفت فاتن حمامة في حوار صحفي بمجلة "الموعد" عن تلك اللحظات، قائلة إنها عندما كانت طفلة وجدت نفسها محط أنظار زميلاتها واهتمامهنّ، فعندما كانت تدخل المدرسة، زميلاتها الصغيرات يتدافعن حولها وعلى لسان كل واحدة منهن سؤال عن هذا الممثل أو ذاك، قالت: "وكان غروري يأبى علي أن أجيب بأنني لا أعرف إلا الممثلين الذين ظهرت معهم في "يوم سعيد"، ومع ذلك كنت أهز رأسي وأقول لهن أن هذه أسرار لا أستطيع أن أبوح بها، وأن وقت إذاعتها لم يحن بعد، وكانت لهجتي التي اصطنعها توهم الصغيرات بأنني عليمة ببواطن الأمور".

هذه اللحظات التي مرت بها الفنانة فاتن حمامة، دفعتها إلى أن تمنع عمل ابنتها نادية ذو الفقار من العمل بالسينما، وذلك بعدما ظهرت معها في فيلم "موعد مع السعادو" إخراج عز الدين ذو الفقار، حيث قالت: "وجدتها تتعامل مع نفسها بعد أن ظهرت على الشاشة على بقدر من الغرور، حيث بدأت تتعامل مع صديقاتها في المدرسة على أنهن أقل منهن أهمية، وهو ما عايشته بنفسي في طفولتي".

و"يوم سعيد" إخراج محمد كريم عام 1940، تدور حكايته حول "محمد كمال" شاب بسيط ويعطف عليه أصحاب البيت الذي يسكن فيه. ويلتقي في الترام بفتاة يحبها وتبادله مشاعره، إلا أن والدها يعترض على هذه العلاقة مستندًا إلى فقر هذا المطرب، وتحاول "أمينة" مع والدها الذي يوافق على مقابلته، لكن تصادف أن يوم المقابلة يوافق يوم احتفال عند الهانم التي يعمل عندها والد الفتاة.

وحققت الفنانة المصرية الراحلة فاتن حمامة نجاحا كبيرا من خلال مسلسل "ضمير أبلة حكمت"، ولكن هناك تفاصيل أخرى لا يعرفها المشاهد حول خوضها تجربة الدراما.

ولم سيدة الشاشة العربية من محبي المغامرات، وكانت تحسب كل خطوة تقوم بها مراعاة لتاريخها الفني، ولكنها في أحد المرات عندما كانت تتحدث تليفونيا إلى المخرجة إنعام محمد علي اقترحت عليها الأخيرة أن تقدم عمل درامي.

المخرجة إنعام تحكي وتقول إن فاتن لم تمانع ولكنها اشترطت أن يكون النص جيد، وأن يناقش قضية تربوية، فاتصلت إنعام في نفس اليوم بالمؤلف الكبير أسامة أنور عكاشة وطلبت منه نص من أجل سيدة الشاشة.

السيناريو اكتمل وتم عرضه على فاتن ولم تجد مناص من الموافقة لجودة النص، ولكنها بعد فترة، وبعد أن قامت بشراء ملابس الشخصية قررت الانسحاب.

إنعام محمد علي تحدثت عن انسحاب فاتن خلال برنامج "الستات مايعرفوش يكدبوا"، وقالت إن فاتن قالت إن لديها خلاف في الرأي مع عكاشة ولكن ذلك كان السبب الظاهري، فالسبب الحقيقي أن فاتن كانت متخوفة أن تهز نجاح 50 عاما في السينما.

سيدة الشاشة استسلمت أمام القضية التي كان يطرحها أسامة أنور عكاشة في "ضمير أبلة حكمت"، وقدمت المسلسل، وحقق نجاحا كبيرا.

الفرصة كان من الممكن أن تحدث أيضا مع المبدعة شادية، وقالت إنعام عن ذلك إن أسامة انشغل كثيرا، رغم طلب شادية سيناريو لعمل درامي لها، واعتزلت الفن وفوت أنور عكاشة فرصة العمل مع الدلوعة.