رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«هلّت البشاير».. خبراء: توسعة قناة السويس تجذب مزيدًا من العملة الصعبة

قناة السويس
قناة السويس

بدأت الهيئة العامة لقناة السويس، السبت الماضى، أعمال التكريك فى موقع مشروع ازدواج القناة، الجارى تنفيذه فى الكيلومتر ١٢٢ ترقيم القناة فى البحيرات المرة الصغرى، باستخدام كراكات الهيئة، ضمن مشروع تطوير المدخل الجنوبى للمجرى الملاحى للقناة، تنفيذًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بالبدء الفورى فى تنفيذ مشروع التطوير المقترح، ووضع جدول زمنى للانتهاء من تنفيذه فى أقرب وقت ممكن.

ويعد المشروع استكمالًا لجهود تطوير المجرى الملاحى التى بدأت مع افتتاح قناة السويس الجديدة، ويستهدف ازدواج المنطقة من الكيلومتر ١٢٢ إلى الكيلومتر ١٣٢ ترقيم قناة، ليصبح طولها ٨٢ كم بدلًا من ٧٢، بجانب توسعة وتعميق المنطقة الجنوبية لقناة السويس، بداية من الكيلومتر ١٣٢ حتى الكيلومتر ١٦٢ ترقيم القناة.

 ويسهم المشروع فى رفع كفاءة القناة وتحسين حركة الملاحة، وزيادة عدد السفن المارة فى القناة إلى ٦ سفن، بواقع ٣ فى كل اتجاه، وتقليل زمن عبورها، وزيادة عامل الأمان الملاحى فى المنطقة الجنوبية عبر زيادة مناطق الازدواج فى هذه المنطقة بنسبة ٢٥٪ من مسافة ٤٠ كم التى لا يوجد بها ازدواج فى المجرى الملاحى للقناة بمنطقة الجنوب.

فى السطور التالية يتحدث عدد من الخبراء عن أهمية هذه الخطوة، وكيف تعود بالنفع على عوائد القناة، وبالتالى على الاقتصاد المصرى ككل.

دياب محمد:  يرفع الإيرادات بالمليارات

قال الخبير الاقتصادى دياب محمد، إنه منذ افتتاح قناة السويس الجديدة والرئيس عبدالفتاح السيسى وعد بمضاعفة حجم القناة خلال السنين المقبلة، وبالرغم من التحديات التى تواجه التوسعات من إزالة التربة الصخرية، إلا أن قرار التوسع جاء فى وقت حاسم.

وأضاف أن عرض القناة ٢٤ مترًا حاليًا وقرار التوسعة جاء بعد دراسة مسبقة استغرقت عدة سنوات، لكن بعد حادث السفينة العملاقة كان على المسئولين اتخاذ قرار التوسعة حتى نتجنب حدوثه مرة أخرى وتوقف الشريان المائى العالمى، ما يتسبب فى خسائر لا حصر لها. وذكر أن إيرادات القناة ستزيد بأكثر من ١٠ مليارات دولار، وهى أرباح وعوائد تصب فى مصلحة الاقتصاد القومى، موضحًا أن توسعة قناة السويس تسهل من حركة السفن والحاويات وزيادة أعدادها، وتزيد من القدرة الاستيعابية لكل السفن مع تقليل ساعات الانتظار أثناء العبور. واختتم: «يفيد توسيع قناة السويس فى زيادة العملة الصعبة فى مصر، مع حركة التجارة العالمية». 

هدى الملاح:  التطوير يقلل وقوع أى أزمات ملاحية 

قالت هدى الملاح، مدير المركز الدولى للاستشارات الاقتصادية، إن تطوير المجرى الملاحى لقناة السويس يعبّر عن رؤية مستقبلية وخطوة استباقية لزيادة الاستثمارات فى منطقة قناة السويس ككل، خاصة أن محافظات القناة تعتمد بشكل كبير عليها باعتبارها من أهم الممرات المائية فى العالم.

وأضافت: «أبناء هذه المحافظات، مثل بورسعيد والإسماعيلية، يعتمدون على قناة السويس فى غالبية أنشطتهم الاقتصادية، وسط انتشار شركات الملاحة والشحن والتجارة ونقل البضائع فى هذه المنطقة، لذا فإن أى تطوير ينعكس على الموارد الاقتصادية لتلك المحافظات».

واعتبرت أن تطوير قناة السويس يأتى فى إطار تعظيم الاستفادة من وجود ممر مائى استراتيجى فى مصر بحجم هذه القناة، وتنفيذ توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتطويرها من أجل تفادى وقوع أى أزمات فى الملاحة البحرية خلال الفترة المقبلة، إلى جانب زيادة تدفق العملة الصعبة، وتحسين مستوى الاقتصاد الوطنى عامة.

وقالت إن قناة السويس لها أهمية استراتيجية ومردود اقتصادى ضخم، فى ظل تأثيرها على حركة النقل والاقتصاد عالميًا، وعليه فإن مخطط تطوير القناة وتوسعتها سيؤدى إلى زيادة جذب الاستثمارات فى المنطقة، وتوفير فرص العمل للشباب. ورأت أن توسيع المجرى المائى لقناة السويس من الممكن أن يساعد فى زيادة عدد السفن التى تمر عن طريق هذا الممر المائى، خاصة مع وجود أفضلية للسفن فى العبور من خلال القناة، لتوفيرها مزيدًا من الوقت.

سيد حجازى:  يزيد القدرة الاستيعابية للسفن وأماكن الانتظار

أكد المهندس سيد حجازى، رئيس شعبة العلاقات البحرية ببورسعيد، أن قناة السويس من أهم الموارد الاقتصادية فى مصر، وتعد من أهم المعابر البحرية فى العالم، مشيرًا إلى أن للقناة المصرية إمكانيات فريدة.

وقال «حجازى» إن الدولة بدأت فى تنفيذ مخطط لتطوير مجرى القناة لزيادة القدرة الاستيعابية لعبور السفن، فضلًا عن زيادة عدد أماكن انتظار السفن التى تحتاج مثلًا إلى صيانة دورية، الأمر الذى يسهم فى تيسير حركة الملاحة من خلال انتظار مراكب وسفن البضائع داحل الجراجات وليس فى المجرى نفسه.

وأشار إلى أن القناة بدأت بالفعل فى تسلم قاطرات جديدة، وآخر عملية تسليم كانت منذ أسبوع، وذلك لمواجهة أى طوارئ تحدث فى المجرى الملاحى، لا سيما بعد حدوث أزمة السفينة الجانحة التى أثرت على النقل الجارى والملاحة بشكل عام على مستوى العالم.

خيرى عادل:  يمنع تكرار حادثة الجنوح 

ذكر الخبير الاقتصادى خيرى عادل أنه «على الرغم من أن الوقت الحالى لا يستدعى توسعة كبيرة، لكن حادثة السفينة الجانحة تطلبت هذا التحرك السريع، فالمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين».

وأوضح أن عمليات التوسعة ستؤدى إلى تجنب والتقليل من حوادث جنوح السفن، وتزيد من عمق القناة، مشيرًا إلى أن سبب أزمة السفينة «إيفر جيفين» هو جنوحها فى منطقة ليست عميقة بالقدر الكافى، لذلك فكل التوسعات تصب فى مصلحة عدم تكرار ذلك.

وأضاف أن مثل هذه المشروعات الضخمة تزيد من الناتج القومى والاستثمار فى مصر، وتعكس خطة الدولة المحكمة فى السعى نحو الازدهار والتطوير المستمر.

وائل قدورة: يسهل التعامل مع الأزمات والطوارئ

رأى اللواء وائل قدورة، خبير النقل البحرى عضو مجلس إدارة قناة السويس سابقًا، أن فكرة توسيع وتعميق المجرى الملاحى لقناة السويس ستحقق النفع لمصر من جميع النواحى، إذ ستزيد القدرة الاستيعابية لمرور السفن والشاحنات بالقناة، إضافة إلى تسهيل التعامل مع الأزمات أو الطوارئ التى من الممكن أن تحدث فى المجرى.

وقال «قدورة» إن الإمكانات التى تملكها هيئة قناة السويس ليست بقليلة، والدليل على ذلك تعامل القناة مع السفينة الجانحة ونجاح تعويمها، إذ تمتلك مصر قاطرات وكراكات بحرية قوية، إضافة إلى استمرار تزويد القناة والمجرى المائى بجميع الإمكانيات اللازمة للتعامل مع الطوارئ والأعطال.

وأضاف أن عملية تطوير المجرى الملاحى ستعود بالنفع على القطاعات الأخرى، مثل القطاع الاقتصادى، إذ تعد قناة السويس أحد أبرز الممرات المائية على مستوى العالم، وذلك بسبب سهولة حركة السفن ومرورها، فضلًا عن توافر عاملى السرعة وتوفير الوقت.

بكرى أبوالحسن: يسهم فى الاكتفاء الذاتى من الأسماك

شدد بكرى أبوالحسن، رئيس شعبة الثروة السمكية لصيادى مصر، على أن توسيع قناة السويس سيزيد من أنواع الحيوانات البحرية عبر تسهيل عملية انتقال الأسماك من عمق البحر الأحمر إلى البحر المتوسط من خلال قناة السويس. وأشار «أبوالحسن» إلى أن ذلك يزيد من الثروة السمكية فى مصر ويساعد فى تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأسماك، وهو المشروع الذى تسعى إليه مصر فى الوقت الحالى، بسبب اكتشاف أنواع جديدة ونادرة من الكائنات البحرية.

ولفت إلى أهمية توسيع القناة بالنسبة للتصدير لأن اكتشاف أنواع جديدة من الأسماك يسهم بشكل كبير فى تحريك عملية التصدير للخارج من أندر أنواع الأسماك، ما يعود بالنفع على الاقتصاد القومى المصرى ويكون له مردود جيد على سمعة مصر البحرية. وأشار إلى أن الدولة يجب أن تستعد لانتقال الأسماك المختلفة من بحر لآخر بشكل أكبر، ما يعنى ضرورة تهيئة البيئة المناسبة لهذه الأسماك، لأن ذلك قد يغير النظام البيئى فى البحرين الأحمر والمتوسط.

ونوه بأن مصر تستهدف حاليًا تحقيق الاكتفاء الذاتى من الأسماك، عبر إنتاج كميات كبيرة منها تكفى الاستهلاك المحلى، وفى نفس الوقت تحقق فائضًا يضمن التصدير إلى الخارج بالعملة الصعبة، مبينًا أن عملية التوسيع ستزيد عدد السفن العابرة.

وأشار إلى أن سفن نقل البضائع كانت تنتظر كثيرًا خلال المرور عبر قناة السويس، مؤكدًا أن التوسيع الجديد سيعمل على تقليل عدد ساعات الانتظار.