اكتفاء ذاتى بنسبة 52%.. كيف عززت مصر مواردها من الثروة الحيوانية؟
تحاول الدولة المصرية من خلال وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي تنمية الثروة الحيوانية من خلال مضاعفتها والتطعيم المستمر لرؤس الماشية بجميع محافظات الجمهورية، حيث تم تحصين نحو 2 مليون و4 آلاف و641 رأس ماشية ضد مرض الجلد العقدي وجدري الأغنام، بينها مليون و505 آلاف و367 رأس أبقار، و438 ألفًا و3 رؤوس أغنام، و61 ألفًا و271 رأس ماعز، حتى 11 مايو 2021 الجاري.
وتقوم وزارة الزراعة بعمل حملات بيطرية بجميع المحافظات لتطعيم الماشية ضد الأوبئة، بحسب المهندس الزراعي محمد حسين فهمي، والذي أكد أن هذه الحملات ليس هدفها فقط التطعيم، وإنما إجراء مسح طبي بيطري شامل للبيئة الزراعيةومزارع تربية الماشية على مستوى المحافظات، لمحاصرة الأمراض والأوبئة التي تهدد الثروة الحيوانية.
وأضاف «فهمي»، أن هذه الحملات ساهمت في اكتشاف بؤر الفيروسات مبكرًا والقضاء عليها، خاصة مع إجراءها بشكل ثابت ومستمر، مطالبًا بضرورة عمل قاعدة للبيانات عن الثروة الحيوانية، ومواعيد التطعيمات التي تلقاها، كذلك الأمراض التي أصيبت بها والأدوية التي حصلت عليها؛ مع ضرورة توعية الفلاح بكيفية العناية بصحة ونظافة الحيوان قبل وبعد التطعيم لزيادة فعاليته.
وشدد «فهمي» على ضرورة القضاء على بؤر انتشار الأمراض، خاصة الأسواق، وتوقيع الكشف البيطري للتأكد من خلوه من الأمراض، مشيرًا إلى أن قاعدة البيانات تساهم في التأكد من خلو الحيوان من الأمراض وفق شهادة التطعيمات التي يمنع على أثرها من دخول السوق إذا ثبت مرض الحيوان؛ لأن الأسواق العشوائية قد تكون منافذ لتسويق الحيوانات المريضة والمسروقة.
من جهته، لفت المهندس سيد فرج بوزارة الزراعة، إلى أن توعية الفلاح أهم من التطعيم نفسه، خاصة ضرورة الكشف المبكر عن الأمراض عند بداية ظهور الأعراض لعدم تفشيها في باقي الماشية؛ لافتًا إلى أن وزارة الزراعة تقوم باستيراد نوعيات فعالة من الأمصال، والتي أثبتت فاعليتها في حماية الحيوانات خلال الثلاث السنوات الماضية؛ موضحًا أن قيام الحملة على مستوى الجمهورية في وقت واحد يساهم بشكل أكبر في محاصرة الأمراض والفيروسات والأوبئة لمنع انتشارها بين المحافظات من خلال نقل الأغنام.
وعن برامج التوعية التي يتلقاها الفلاح بأهمية التطعيم وكيفية التربية والحفاظ عليه، يقول «فرج»، إن أطباء الحملات الصحية يقومون بتوضيح أهمية تنظيف الحيوان وتغذيته بشكل سليم، وتنظيف المكان الذي يعيش فيه، وعدم مخالطته لحيوانات غريبة سواء للجيران، أو تم شراؤها حديثًا من السوق، قبل وبعد التحصين، مؤكدًا أن التحصين لا يؤثر على صحة الحيوان، بل يرفع مناعته.
يذكر أن حجم الثروة الحيوانية في مصر بلغ 6.5 مليون رأس، وفقًا لتقرير صادر من وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، حيث شهدت خلال الـ6 سنوات الماضية نهضة ودعم غير مسبوق من رئاسة الجمهورية للقطاع الزراعي، استهدفت تحقيق تنمية متوزانة واحتوائية ومستدامة.
وأوضح تقرير وزارة الزراعة، أن قطاع الثروة الحيوانية بعناصره المختلفة من إنتاج حيواني وداجني وسمكي يساهم بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 40% من مجمل الإنتاج الزراعي في اقتصاديات الدول، لما له من أبعاد متعددة المحاور؛ موضحًا وصول نسبة الاكتفاء الذاتي من اللحوم إلى 52% .
