رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«لذة الصدمة العصبية».. «متحرش طنطا» من وجهة نظر الطب النفسي

التحرش
التحرش

«سلاح المصريات الجديد»، هواتفهن وكاميرته لتوثيق جرائم التحرش والمضايقة التي يتعرضن لها في الشوارع، رصد واقعة جديدة أشعلت مواقع التواصل الاجتماعي، كان لفتاة بمدينة طنطا في محافظة الغربية، سجلت مطاردة شاب لها بسيارته وتجرده الكامل من ملابسه كنوع من عقاب-وفق ما خيل له-، على رفضها استقلال السيارة معه.

 وكذا قيامه بأفعال غريبة بشفتيه، إلى هروبه فاراً عندما تأكد من تصويرها له.

الواقعة لفتاة تدعى دعاء محمد، جريمة جديدة أثارت اهتمام الشارع المصري مؤخراً، وأشعلت غضبه حول التحرش في الفترة الأخيرة، مع المطالبة بتوقيع أقسى عقوبة على الشاب  الذي أظهر أفعال غريبة بشفتيه متحرشا بالفتاة، قبل هروبه عندما تأكد من أنها تصوره.

التحرش بالتعري من وجهة نظر الطب النفسي

الواقعة جاءت بعد فترة من التحرش بفتاة في مترو الأنفاق وثقتها بالفيديو، الذي تحرت عنه الأجهزة الأمنية وتمكنت من ضبط المتهم.

والجريمة الأشهر التي أسدل القضاء الستار عليها قبل أسابيع، كانت التحرش بـ«طفلة المعادي» في مدخل عمارة سكنية، وفضحتها كاميرا مثبة على باب معمل تحاليل، وكان الفيديو بعد نشره على نطاق واسع بوسائل التواصل الاجتماعي الدليل الرئيسي في إدانة الجاني.

«الدستور» حاولت استبيان السبب وراء فعل أصبح ظاهرة غريبة في جرائم أغلب المتحرشين مؤخرا، وهو تجردهم من الملابس وإظهار أعضائهم أمام الطرف الآخر، مستعينة بآراء خبراء وأطباء علم النفس.
«الاستعراء» والطب النفسي

الدكتور جمال فرويز، استشاري الأمراض النفسية، أوضح أن ما قام به متحرش طنطا من خلعه لملابسه أمام الفتاه يعد اضطراباً نفسياً يسمى «الاستعراء»، وهو يبدأ الشخص منذ سن صغيرة،  يجد معه المريض لذته الجنسية في دهشة الجنس الآخر من مشاهدة «عضوه الذكري»، موضحاً أن ذلك المريض يعاني في الحقيقة من مشكلات تخصه عضوه التناسلي، ويوهم ذاته أنها تحل بمجرد رؤية الخوف والدهشة بنظر الفتاه وقت رؤيته.
تابع فرويز أن هذا المرض ينتج كذلك عن وجود حرمانّا عاطفياً في حياة هذا المريض، أدى به في النهاية إلى ارتكاب تلك الفعلة الشنعاء.

لذة «صدمة العراة»

أوضحت الدكتورة ميرفت عماري، استشاري الأمراض النفسية، أن مثل هذا الشخص الذي يقوم بهذه التصرفات هو في واقع الأمر شخصاً يعاني من الضعف الجنسي والنفسي إلى أبعد الحدود، فهو في هذه الحالة لا يرغب في إقامة علاقة جنسية مع الطرف الآخر بل هي إحدى الطرق العدوانية التي يلجأ لها، والتي توهمه بأنه قوي جنسياً على عكس حقيقته، موضحة أن العلاقة الجنسية تعني «أرقى درجات التواصل بين طرفين برضا كلاً منهما، وهي تنتج عن حدوث تحرك قوي من إحدى هذين الطرفين نحو الآخر برغبة مشتركة، ولكون هذا الشخص الذي يتجرد أمام فتاه من ملابسه يعلم أنه لا يستطيع الدخول في علاقة جنسية كاملة مع أي طرف آخر أراد،  لذا يلجأ إلى استخدام هذه الأساليب التي تجعله يتوهم للحظات تغلبه على  العجز الذي يعيش به».

وتابعت، أن في الغالب هذا المتحرش لا يفرق في اختياره للشخص الذي يتحرش به، فقد يتحرش برجل مثله أو امرأة كبيرة في السن أو طفلة، أي أنه لا يلجأ للتحرش نتيجة لتعرضه من قبل الطرف الآخر للإثارة بل لكونه مريضاً مثيراً للشفقة يجب البحث في كيفية علاجه، موضحة أن مثل هؤلاء هم في الغالب أشخاصاً تعرضوا لقهر مجتمعي كبير، أو تعرضوا لحوادث اغتصاب أفقدتهم الثقة بأنفسهم.

وتابعت عماري أن الطريقة المثلى التي يجب أن تتبعها الفتيات في حال تعرضهن لمثل هذه المواقف ألا تعير هذا الشخص أي اهتمام أو تشعره بخوفها أو صدمتها من فعلته، وهنا سيصاب هذا المريض بخيبة أمل كبرى وعندها سيتراجع على الفور عن فعلته لكونها لم تجعله يحصل على اللذه التي تمناها وهي صدمة الفتاة.


أحمد ثابت: اضطراب سلوكي

من ناحيته، أكد الدكتور أحمد ثابت، استشاري الأمراض النفسية، والعلاقات الأسرية بمحكمة الأسرة، أن الشخص الذي يقوم بهذه التصرفات قد لا يكون مريضاً نفسياً بقدر كونه يعاني اضطراباً سلوكياً، موضحاً أنه لا يمكن الحكم على شخص بمجرد تصرفاً واحداً قام به، فقد يكون هذا الذي قام لتلك الفعلة المشينة ناتجاً عن وقوعه تحت تأثير المخدرات أو المواد الكحولية التي جعلته يفقد صوابه ويتصرف بهذا السلوك، وقد يكون كذلك مريضاً عقلياً يعاني اضطراباتاً لا إرادية في قواه العقلية.

وتابع ثابت، أن أحد أهم الأسباب التي تدفع بعض الأشخاص للقيام بهذه التصرفات هو عدم وجود ما يسمى حائط الصد النفسي، وهو ذلك الحائط الذي يعد مصداً داخلياً بالإنسان يمنعه عن التصرف تصرفاتاً غير سوية، مهما تعرض من مثيرات حوله، وهذا الحائط يتكون من عدة محاور مثل العقائد الدينية، والتربية السلوكية، والمجتمعية، والاتزان النفسي لديه وغيرها، موضحاً أن هذا الحائط هو ما يفرق الالتزام بما يمليه بين مفهوم الشخصية السوية وغير السوية التي تقوم بتصرفات يرفضها المجتمع.