رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إنجازات ضرورية .. متى ستنتهي المواجهة العسكرية بين إسرائيل وحماس؟

الاحتلال
الاحتلال

أوصى الجيش الإسرائيلي المستوى السياسي بالموافقة على سلسلة هجمات على أهداف لـ"حماس" في قطاع غزة قبل بدء المفاوضات على وقف إطلاق النار. بالاستناد إلى تقديرات مختلفة، فإن العملية في غزة لن تنتهي قبل عدة أيام، وكما يبدو أن العملية مُكثفة ومُركزة مقارنة بـ 50 يوماً من القتال في عملية الجرف الصامد عام 2014.

حتى الآن لا تأييد في هيئة الأركان الإسرائيلية لعملية برية في القطاع، لكن متى ستتوقف العملية؟ هذا يتوقف على عدة اعتبارات نرصدها على النحو التي:

مواجهة بدون الأهداف

قبل من أسبوع وجهت "حماس" إنذاراً إلى إسرائيل تطلب فيه إخراج قواتها من حرم المسجد الأقصى، وإطلاق سراح الأسرى، وإلّا ستقصف القدس بالصواريخ. هذا الهجوم الذي وصفه نتنياهو بـ"تخطي الخط الأحمر"، ومع تصاعد الأحداث نشبت مواجهة عنيفة بين إسرائيل وحركة حماس،  لم تحدَّد أهدافها العسكرية بصورة واضحة بالنسبة للجانبين فحتى الآن ليس واضحاً ما هي الأهدف العسكرية لهذه المعركة بالنسبة للطرفين، وطالما لاتوجد أهداف محددة، فإنه يمكن إنهاءها بسرعة، بيد أن المعارك تتوقف عندما تحقق أهدافها، فهذه المعركة يمكن وصفها بأنها تدهور أدى إلى مواجهة.

توقف الأحداث العسكرية الكبيرة 

ما لم يكن هناك حدث عسكري دراماتيكي يتسبب في عدد كبير من الضحايا سواء في الجانب الفلسطيني أو الإسرائيلي، فإن القتال في غزة سوف يهدأ خلال عدة أيام، بحسب التقارير فإن "إسرائيل" تناقش بالفعل ما سيحدث في اليوم التالي لوقف إطلاق النار، بما في ذلك قضية مساعدة سكان قطاع غزة - على الأقل في نقل الوقود - لبدء عملية إعادة الاعمار.

 تحقيق صورة النصر

يبحث الطرفان الإسرائيلي والفسطيني عن صورة نصر يقدمونها لشعبيهما، فإسرائيل نفذت عدة اغتيالات ضد قادة حماس، ودمرت القوات الجوية الأنفاق، ودمرت البنية التحتية لأنظمة تطوير الصواريخ، وأعادت قطاع غزة 15 عاماً إلى الوراء من حيث البنية التحتية.

بالنسبة لحركة حماس، فقد استطاعت بشكل غير مسبوق إطلاق صواريخ على تل أبيب، وأمطرت بلدات غلاف غزة بسيل من الصواريخ.

وبما أن كلا الطرفان حققا صورة النصر فإنه من المُتوقع أن يتم التوصل لوقف إطلاق النار خلال عدة أيام،  فالتقدير الآن في المستوى العسكري الإسرائيلي: لقد اقتربنا وقف اطلاق النار، لكننا ربما نحتاج إلى يومين أو ثلاثة أيام أخرى لتعميق الرسالة. 

إنجازات يجب أن تتحقق 

التقدير أنه لا يزال لدى "حماس" آلاف الصواريخ القصيرة المدى وعدة مئات من الصواريخ القادرة على الوصول إلى مركز إسرائيل. فإذا كانت إسرائيل قررت أن تقضي تماماً على قدرات حماس، فهذا يعني أن المعركة ستسمرلفترة، وإذا كان الهدف هو فقط الثأر من هجوم الحركة بجرأة على تل أبيب وضواحيها فإنه من المتوقع أن تنتهي المعركة بسرعة.

مخاوف إسرائيلية  إنجاز حماس 

إذا نجحت حركة حماس في تحقيق إنجاز خلال اليومين القادمين، سيكون من الصعب على  إسرائيل إنهاء القتال الآن، لأنها لن تكون في موقع تفوّق. 

القيادة الجنوبية الإسرائيلية على علم بالجهود التي تبذلها حماس في الأيام القادمة لتحقيق إنجاز واعي مهم، وهناك ترقب لوقف هذا الإنجاز وإفشاله. وإذا تم إفشاله فسيكون وقف إطلاق النار قريباً.

انهيار القطاع

انهيار البنية التحتية للكهرباء والمياه في قطاع غزة سيدفع  السكان في غزة إلى السياج الإسرائيلي. وهذا أيضا اعتبار مهم لدى القيادة في تل أبيب،  التي ربما من مصلحتها أن توقف إطلاق النار لمنع حدود تلك المواجهات على السياج الحدودي.

استناداً على الاعتبارات السابقة، فإنه من المتوقع أن يكون هناك وقف قريب لإطلاق النار، طالما لم تقع أحداث كبيرة مفاجئة.