رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الاتحاد الأوروبي يدعم توسيع نطاق إنتاج لقاحات «كورونا» في إفريقيا

لقاح كورونا
لقاح كورونا

كشفت صحيفة "فاينانشيال تايمز"البريطانية، في عددها الصادر اليوم الإثنين، عن أن الاتحاد الأوروبي يخطط لإلقاء ثقله وراء توسيع نطاق تصنيع اللقاحات المضادة لجائحة فيروس كورونا المستجد "كوفيد- 19" في إفريقيا، بعد أن أكد تفشي الفيروس الحاجة إلى توسيع إنتاج اللقاحات المضادة له في جميع أنحاء العالم.

وقال مسئولون أوروبيون (في سياق تقرير نشرته الصحيفة على موقعها الإلكتروني) إن أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، قد تدعم مقترحات لإنشاء مراكز تصنيع استراتيجية في البلدان الإفريقية في قمة الصحة العالمية المرتقب عقدها في روما يوم الجمعة القادم.

وتأتي خطوة الاتحاد الأوروبي في الوقت الذي تضيف فيه أزمة كورونا ضرورة لتسريع جهود خفض اعتماد الدول الإفريقية على واردات الأدوية لمكافحة الأمراض الفتاكة التي تعصف بالقارة السمراء، حسبما قالت الصحيفة، التي أشارت أيضا إلى أن الكتلة الأوروبية تحرص كذلك على تعزيز المبادرات لزيادة إنتاج اللقاحات الدولية، والتي تعتبرها طريقة أفضل لتحسين وصول الدول الفقيرة إلى لقاحات كوفيد- 19 من مقترح الإعفاءات الخاصة ببراءة اختراعات اللقاحات، والتي اقترحتها الولايات المتحدة هذا الشهر.

وقال مسئولون أوروبيون إن مساهمة الاتحاد الأوروبي في هذا الشأن يمكن أن تأتي بشكل مباشر عن طريق التمويل الذي يأتي من جانب وكالات التنمية الوطنية وبنك الاستثمار الأوروبي، ويمكن أن يمتد إلى مئات الملايين من اليورو، فضلًا عن رغبة بروكسل في تقديم يد العون من أجل بناء القدرات التنظيمية، بما في ذلك تطوير وكالة الأدوية الإفريقية- وهي منظمة دوائية على مستوى القارة تم إنشاؤها في عام 2014 ولكنها لم تخرج بعد إلى أرض الواقع.

وأشار أشخاص مطلعون على الأمر إلى أن مسئولي المفوضية الأوروبية أجروا أيضًا محادثات أولية حول هذه الخطط مع ممثلي صناعة الأدوية في إفريقيا.

وأكدوا أن الجهود الأوروبية الحالية تتماشى مع هدف الاتحاد الإفريقي المحدد في أبريل الماضي لتوفير ما يصل إلى 60 في المائة من اللقاحات الروتينية في إفريقيا من داخل القارة بحلول عام 2040، بما يمثل ارتفاعًا من 1 في المائة فقط الآن، وبالنظر إلى الأطر الزمنية الطويلة التي ينطوي عليها إنشاء القدرة التصنيعية، فإن التغييرات ستهدف إلى التعامل مع الأوبئة والتهديدات المزمنة المحتملة في المستقبل مثل الحمى الصفراء.

من جانبها، رحبت أيواد ألاكيجا، الرئيس المشارك لتحالف الاتحاد الإفريقي لإيصال اللقاحات، بهذه الجهود، وقالت إن الاتحاد الأوروبي يجب أن يأخذ مسألة تصنيع اللقاح على محمل الجد، وأضافت: "إن نية الاتحاد الأوروبي حقيقية، ولا أعتقد أنها بالضرورة جيوسياسية.. إنهم يستضيفون قمة الصحة العالمية ومن الواضح أنهم يريدون القيام بأمرين مهمين".

وتابعت ألاكيجا أنها تريد أن ترى "دعمًا محفزًا للتصنيع في إفريقيا، سواء من حيث التمويل أو المساعدة التقنية، فضلاً عن دعم الاتحاد الأوروبي للتنازل عن حقوق الملكية الفكرية".

وأضافت أن التحالف لديه ثلاثة مراكز متقدمة للتصنيع، وهي تابعة لمعهد باستير في السنغال ورواندا وجنوب إفريقيا.

كما أكدت المفوضية الأوروبية وبنك الاستثمار الأوروبي والعديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، بما في ذلك ألمانيا وفرنسا، بالفعل دعمها توسيع معهد باستير، كما يرى مسئولون أوروبيون أيضًا آفاقًا لتعزيز التصنيع في دول أخرى، على رأسها مصر.