رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«الأكثر انجابًا وفقرًا».. كيف ستواجه محافظات الصعيد الزيادة السكانية؟

الزيادة السكانية
الزيادة السكانية في مصر

تنتشر الهجرة من جنوب مصر حيث محافظات الصعيد إلى شمالها، هربًا من الفقر المتزايد هناك، وبحثًا عن فرص عمل يمكن من خلالها أن تزيد من دخل الفرد، ففي آخر إحصائيات أعلنها الجهاز المركزي للتعئبة العامة والإحصاء فإن صعيد مصر يضم أكثر المحافظات فقرًا، وكذلك أكثرها إنجابًا.

لم يمر الأمر مرور الكرام من أمام أعين الدولة، وبذلت في سبيل ذلك عدد من المشروعات التنموية والتوعوية كي لا يهجر أي من أبناء الصعيد أرضه، وحتى يرتفع وعي الأسرة هناك بضرورة الموازنة بين دخل الأسرة وعدد أفرادها لكي لايكونوا عبئا على أنفسهم قبل أن يكونوا عبئا على الدولة، وكذلك فأننا بدأنا نلمس نتائج برنامج الإصلاح الاقتصادى فى مصر، وهذا الأمر يدل على أننا نسير بالمسار الصحيح.

ففي فبراير من العام الماضي، أعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن محافظة سوهاج، جاءت على رأس قائمة أكبر المحافظات من حيث معدل الزيادة الطبيعية في المواليد خلال عام 2019، بنسبة 2.46 %، ثم أسيوط بـ2.38%، ثم قنا 2.35، تلاها المنيا 2.33%، وبني سويف 2.19%، وكفر الشيخ بـ2.035، ثم الأقصر بنسبة 2.02%.

إذا كيف يرى الخبراء ما تقوم به الدولة من إنجازات على أرض الواقع:

الدكتور خالد رحومة، الخبير الاقتصادي، قال إن تفسير تزايد معدلات المواليد لدى الأسر الأقل دخلاً بالصعيد يرجع لعدم انشغال أغلب النساء بأي نشاط أخر غير تربية الأطفال وهو ما يدفعها إلى التفكير في إنجاب مزيد من الأطفال خاصة حين يقترن ببعض العادات والتقاليد الموروثة، فلا يوجد ما يدفع المرأة لتنظيم الأسرة أو تأجيل الإنجاب لأنها غير مرتبطة بعمل ستفقده أو تنقطع عنه إذا قررت الإنجاب، على عكس السيدات في شمال مصر والتي تقل بها معدلات البطالة بين النساء، حيث تفكر المرأة جيدًا في هذه الخطوة لأنها على يقين بأن دخلها سوف يتأثر جراء هذا القرار، من عطلة قد تصل أحيانًا إلى سنوات.
وأضاف رحومة، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن الخوف من التوقف عن العمل لفترة كبيرة لما له من تأثير على دخل الاسرة، يجعل المرأة العاملة تكتفي في كثير من الأحيان بطفل أو أثنين على الأكثر.
وأكد الخبير الاقتصادي أنه من أجل القضاء على هذه الظاهرة في الصعيد، لابد من زيادة فرص تمكين المرأة وإعادة تأهيلها للعمل والإنتاج حتى وإن كان يدويًا إن كانت لا تمتلك شهادة، لأنها في هذه الحالة سوف تسعي لزيادة دخل الأسرة وفي الوقت نفسه وهو ما يحد من معدل الزيادة السكانية حيث سيصبح لديها أولويات واهتمامات أخرى.
وأضاف أن الدولة بالفعل تقوم بذلك من خلال حمالات التوعية، التي أطلقتها في مختلف مدن الصعيد، وأننا خلال الفترة القادمة ربما نرى انخفاض في معدلات المواليد بعد أن تأتي الحمالات بثمارها.

من جانيه، قال علي عبدالرؤوف، الخبير الاقتصادي، إن الأرقام والتصريحات الرسمية من الدولة تعني وجود مشكلة حقيقية في الصعيد، تستوجب مزيدا من العمل على الأرض للتوعية بضرورة التخلي عن فكرة الإنجاب لأكثر من طفلين، لأنه في النهاية يؤثر بالسلب على دخل الأسرة بشكل خاص واقتصاد الدولة بشكل عام.

وأكد عبالرؤوف، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن الدولة بجانب جهود التنمية تقوم بتقديم عدد من القوافل الخاصة بتنظيم الأسرة تنتشر في الدولة بشكل عام وفي محافظات الصعيد بشكل خاص، بدأت من عام ومستمرة لعامين قادمين، إلى جانب ما تقوم به مبادرات مثل حياة كريمة وتكافل وكرامة، بالإضافة إلى الدور المتجتمعي الكبير لمنظمات المجتمع المدني.