رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أدرك البيان أهمية الوقت في حل قضية «سد النهضة»

البكش: بيان الخارجية الأمريكية بشأن إثيوبيا يعكس تغيرًا فى نهج واشنطن

شيماء البكش
شيماء البكش

قالت شيماء البكش، الباحثة في المركز المصري للفكر والدراسات السياسية والاستراتيجية، إن بيان وزارة الخارجية الأمريكية حول جولة المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، يعكس تغيرًا في نهج الإدارة الجديدة للتعاطي مع قضايا المنطقة، بعد أشهر من الانحياز والصمت حيال تجاوزات الحكومة الإثيوبية تجاه إقليم التيجراي من جهة، والتصعيد على الحدود السودانية، والتعنت والمراوغة في مفاوضات السد من جهة أخرى.

وأكدت الباحثة، في تصريحات لـ«الدستور»، أنه يمكن تفسير هذا الموقف الأمريكي في ضوء حقيقتين، أولها صلابة وصمود الموقف المصري وتنامي إدراك حقيقي باحتمالية خروج الأوضاع عن السيطرة، بعدما أثبت الموقف المصري حرصه على عدم المساس بنقطة مياه واحدة وإمكانية اللجوء إلى الخيار العسكري حال تهدد الأمن المائي المصري، بما يهدد أمن واستقرار الإقليم ومن ثمّ المصالح الدولية، وهي ثاني نقطة على نحوٍ دفع الإدارة الأمريكية للتحرك، وهو ما تجلى في البيان الذي أوضح أن انفجار الأوضاع بات وشيكًا على نحوٍ يهدد المصالح الأمريكية.

وفي ظل هذا السياق المتفاقم، أوضحت «البكش»، أنه جاء البيان مؤكدا على أهمية بقاء الدولة الإثيوبية موحدّة، ليكشف عن تنامي إدراك بأن الأوضاع المتفاقمة أوشكت على انفجار يمكن أن تتفكك معه الدولة الهشة، بما يعرض المنطقة والمصالح الأمريكية للتهديد، ومن ثمّ جاء الطرح الأمريكي بضرورة وقف إطلاق النار ووقف الفظائع الإنسانية بإقليم التيجراي، ومحاسبة المسؤولين عن ذلك، وإنهاء حالة الاستقطاب السياسي والعرقي والعمل على خلق إجماع سياسي ووطني حول مستقبل البلاد.

وأكدت أنه إن كان هذا التصور قد يحمل في طياته مزيدًا من الانقسام والانفجار، خاصة مع عدم إمكانية تطبيقه عمليًا، إلا أنه يؤكد على أن تصرفات الحكومة الإثيوبية لم تعد تحظى بالدعم أو بعيدة عن المساءلة والحساب، وأشارت إلى التصعيد الإثيوبي على الحدود السودانية.

ولفتت إلى أن البيان أشار إلى التزام أمريكي بالانخراط لحل نقاط التوتر، وهو تصريح لم يكشف عن رؤية واضحة للحلّ، غير أنه عكس مكانة السودان الجديد في الرؤية الأمريكية، وحرصها على إنجاح عملية التحول الديمقراطي وعودة اندماج السودان في المجتمع الدولي.

وأضافت الباحثة أنه فيما يتصل بمفاوضات السدّ، قدّم البيان موقفًا مغايرًا لذلك المؤيد لاتفاق مرحلي قصير الأجل يتعلق بالملء الثاني، إذ أشار إلى الحرص على التوفيق بين مخاوف مصر والسودان ومتطلبات التنمية في إثيوبيا، مؤكدة إشارة  البيان إلى مرجعية هامة يستند إليها الموقف الأمريكي، ألا وهي اتفاق إعلان المبادئ 2015 وكذا البيان الصادر عن هيئة مكتب الاتحاد الأفريقي يوليو 2020، بالإضافة لدعوتهم إلى ضرورة استئناف المفاوضات على وجه السرعة، بما يجعل متغير الوقت أصبح عاملًا حاسمًا بعدما أشار المبعوث في وقت سابق، أن تعقيدات المفاوضات بحاجة لمزيد من الوقت.

وشددت أنه يتصل هذا المتغير بتأكيد البيان على أن القرارات التي ستتخذ في الأسابيع والأشهر المقبلة، سيكون لها تداعيات كبيرة على شعوب المنطقة وكذلك المصالح الأمريكية، وعليه، ترى الباحثة بالمركز المصري للدراسات، أن أيّ دعم فني وسياسي أمريكي سيقدم لتسهيل المفاوضات الفترة المقبلة، يجب أن يأخذ في اعتباره متغير الوقت الحاسم، وكذلك المرجعية السياسية والقانونية لاتفاق المبادئ وقرارات الاتحاد الأفريقي، موضحة أن هذا مع ضرورة استمرار الموقف المصري في التنسيق مع الجانب السوداني، واستمرار الضغط والحسم المصري، بما يفرض مزيدًا من الجدية والحسم على التدخلات الأمريكية، وإلا ستأخذ الأمور منعطفًا مغايرًا.