رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر وفرنسا.. تعاون سياسى وعسكرى قوى يدعم علاقات البلدين

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسي ونظيره الفرنسي

يشارك الرئيس عبد الفتاح السيسي في القمة الأفريقية الأوروبية في باريس، التي يستضيفها نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون الثلاثاء المقبل في، ضمن قمة تهدف لإنعاش الاقتصاد الأفريقي وبمشاركة عدد من دول القارة.

وتحظى مصر بعلاقات قوية مع فرنسا على كافة المستويات، في ظل توافق بين البلدين على مواجهة التحديات الأمنية المشتركة والإرهاب والتطرف ما جعل مصر شريكًا قويا لباريس.

 

مصر وفرنسا علاقات عسكرية قوية

وتمثل العلاقات العسكرية بين مصر وفرنسا دفعة قوية لمجالات أخرى مرتبطة بالأزمات الإقليمية ومكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية وتجارة المخدرات والسلاح، بخلاف عمليات التدريب المشترك المستمرة بشكل دوري، خاصة منذ عام 2014 مع تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي رئاسة الجمهورية.

ووفق بيانات للسفارة الفرنسية في القاهرة يوجد أكثر من 70 نشاط تعاون في الخطة السنوية للتعاون في مجال الدفاع بين مصر وفرنسا، ومثل عام 2015 بداية طفرة قوية في علاقات البلدين العسكرية، سواء من حيث صفقات السلاح الاستراتيجية مثل حصول مصر على مقاتلات الرافال وحاملتي طائرات طراز ميسترال بخلاف فرقاطات وسفن بحرية متطورة، أو على مستوى التنسيق والتدريب والمناورات المشتركة.

وبدأت منذ عام 2014 علاقات عسكرية قوية كان بدايتها بالتدريب البحرى المصرى - الفرنسى المشترك ( كليوباترا 2014) والذي أجريت منه عدة نسخ لاحقا بين البلدينن وفي 2016 أقيم التدريب المشترك "رمسيس" شاركت فيه عناصر من القوات الجوية والبحرية المصرية والفرنسية.

وعلى مستوى الصفقات الحيوية، في فبراير 2015 تم التوقيع على اتفاق تقوم بموجبه فرنسا بتوريد 24 طائرة مقاتلة من طراز "رافال" وفرقاطة متعددة المهام من طراز "فريم" لمصر، فضلًا عن تزويد القوات المسلحة بالأسلحة والذخائر اللازمة للطائرات والفرقاطة، وفي أكتوبر من العام ذاته تم التوقيع على خطاب للنوايا حول الأمن والدفاع، بالإضافة إلى عقد شراء حاملتيّ المروحيات طراز "ميسترال"، كما تسلمت مصر 4 قطع بحرية فرقاطة في الفترة من 2015-2017، بخلاف عمليات التصنيع العسكري المشترك مثل تصنيع الفرطاقة طراز جويند في مصر.

ليبيا.. أزمة مشتركة توحد مصر وفرنسا
 

‏استطاعت مصر وفرنسا التنسيق والتفاهم بشأن العديد من القضايا الدولية والإقليمية التي تهم الجانبين وعلى رأسها الأزمة الليبية التي تمثل أهمية استراتيجية وأمنية للقاهرة وباريس.

منذ تولي السيسي في 2014، استطاع إقامة علاقات قوية وخاصة مع باريس ليس فقط على مستوى التعاون الثنائي ولكن على مستوى التفاهم بشأن قضايا حيوية مثل ليبيا، وزاد هذا التنسيق بين البلدين مع زيادة تدفق المرتزقة والإرهابيين إلى ليبيا بدعم من دول إقليمية.

وشهد عام 2020 زخما قويا بشأن ليبيا بسبب التدخل الإقليمي المباشر والمرتزقة، فقد التقى وزراء خارجية مصر وفرنسا وقبرص واليونان في القاهرة لمناقشة التطورات الأخيرة في منطقة شرق المتوسط.

واستمرت الاتصالات بين فرنسا والقاهرة بشأن الأزمة سواء على مستوى وزراء الخارجية والدفاع أو مستوى رئيسي البلدين وتم التركيز فيها على خروج القوات الأجنبية من ليبيا ومحاربة الإرهاب ودعم الحل السياسي للأزمة والجهود الأممية وإعلان القاهرة وإعلان برلين بشأن حل الأزمة.

 

مصر تدعم فرنسا وأوروبا في مجابهة الهجرة غير الشرعية 

لعبت مصر دورا كبيرا عبر علاقتها مع الاتحاد الأوروبي وفرنسا، خاصة في الحد من الهجرة غير الشرعية ومخاطرها عبر البحر المتوسط، وما تمثله من تحديات أمنية واجتماعية غير مسبوقة.

وأكد ستيفان روماتيه، سفير فرنسا بالقاهرة، في يناير 2020، أن مصر أدت دورًا مقدرًا لوقف موجات الهجرة غير الشرعية لأوروبا، مشيرا إلى أن بلاده عانت فى عام 2015 من موجات الهجرة عبر المتوسط عبر مصر وليبيا، مشيرا إلى أن القاهرة اتخذت سياسة قوية منذ ذلك الحين لمنع الهجرة غير الشرعية من مصر وغيرها لأوروبا، ومنذ عام 2016 فإن مصر تقوم بجهود هائلة للسيطرة على الحدود ومنع الهجرات غير الشرعية، خاصة مع وجود عصابات تقوم بالتهريب والإتجار بالبشر.

وحظيت الجهود المصرية لمواجهة الهجرة غير الشرعية بتقدير فرنسي أوروبي، فعلى سبيل المثل أسست الحكومة اللجنة الوطنية التنسيقية لمكافحة ومنع الهجرة غير الشرعية والإتجار بالبشر في يناير 2017، والتي هي امتداد لمؤسسات سابقة موجودة منذ سنوات إلا أنه تم تحديثها وتطويرها لتلائم التحديات الحالية، حيث أصبحت تتبع رئيس مجلس الوزراء ومقرها وزارة الخارجية.