رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في ذكرى ميلاد أحمد مرعي: «ونيس» وطدت صداقته مع شادي عبد السلام

الفنان أحمد مرعي
الفنان أحمد مرعي

علاقة صداقة قوية ربطت بين الفنان أحمد مرعي الذي نحتفل اليوم بذكرى ميلاده وبين المخرج الكبير شادي عبد السلام، هذه العلاقة ربما تكون هي السبب في منح شادي لدور البطولة في فيلمه الأبرز "المومياء" لأحمد مرعي لكن كيف بدأت هذه علاقة؟

فى منتصف عام 1968 كان "أحمد مرعى" يحاول أن يجد لنفسه مكانا بين نجوم التمثيل وكان يشارك حينها فى بطولة مسرحية بعنوان "خادم سيدين" فى مسرح الجيب.

وفى إحدى الليالى بعد نهاية العرض فوجئ "مرعى" بأخيه "صلاح مرعى" مهندس الديكور ومعه "شادى عبد السلام" فى الكواليس، يهنئه "شادى" عن أدائه فى المسرحية ويطلب منه أن يأتى إلى مكتبه بشارع فؤاد "26 يوليو حاليا" ليتحدثا قليلا عن المسرحية وعن الدور الذى لعبه "مرعى" فيها.

فى ذلك الوقت كان "شادى" يعمل أستاذا لمادة "الديكور" فى المعهد العالى للسينما، وكان "أحمد مرعى" معيدا بقسم "التمثيل" فى ذات المعهد لكنهما لم يلتقيا أبدا قبل ذلك الموعد، لكن "أحمد مرعى" كان يعرفه من خلال أعماله العديدة كمهندس ديكور ومصمم للأزياء فى كثير من الأفلام التى أكدت إختلافه وتميزه.

كان هذا اللقاء هو الأول والذى تكرر كثيرا بعد ذلك، أما عن اللقاء الثانى فيتذكره "مرعى" في شهادة له تحت عنوان "كانت أيام لا تنسى" نشرت بمجلة "القاهرة" في عددها الصادر  ديسمبر 1994فيقول: "فى مكتبه أحسست أننى فى محراب للثقافة والفن وأثناء انتظارى لفنجان الشاى، قدم لى شادى بعض الاسكتشات لأتصفحها، وكانت المفاجأة فى واحدة من هذه الاسكتشات، وجدت نفسى جالسا تحت قدم أحد التماثيل الفرعونية، نعم.. إنه أنا، الملامح نفسها، الشكل نفسه، الروح نفسها".

ويضيف "أحمد مرعى": "كانت هذه الاسكتشات لكل لقطة من سيناريو فيلم المومياء، وكان شادى فى رحلة البحث عن الممثلين، فقد زار شادى المعاهد العلمية والجامعات وشاهد أغلب الأعمال الفنية التى كانت تعرض فى تلك الفترة سواء فى المسرح أو السينما أو فى التليفزيون". 

ولحسن حظ "مرعى" أن الاختيار قد وقع عليه لأداء شخصية "ونيس" فى فيلم “المومياء”، وبدأت الرحلة بجلسات عمل لقراءة السيناريو ومناقشته وتحليله والتعرف على الشخصيات وأبعادها، بروفات للأداء وضبط إيقاعه، ثم الملابس إلى آخر ما فى العمل، وعلى ذكر الملابس يذكر "أحمد مرعى" إصرار شادى على أن يرتدى كل ممثل ملابس الشخصية التى سوف يؤديها فى حياته الخاصة حتى يتعود عليها.

استغرقت هذه الرحلة ما يقرب من ستة أشهر قبل أن يبدأ التصوير وفى نهاية هذه المدة توطدت روح الألفة والصداقة بين "مرعى" و"شادى" وكذلك بين الأخير وبين باقى فريق العمل سواء من فنانين أو فنيين فأصبحوا جميعا كأسرة واحدة شديدة الترابط والإلتزام وهو ما سوف يظهر بعد ذلك جليا أثناء عرض فيلم "المومياء" على الشاشة.

مرة أخرى يذكر "أحمد مرعى" قصة طريفة عن "شادى عبد السلام" والتى حدثت عندما سافروا جميعا إلى الأقصر لبدء التصوير "فى اليوم الأول من وصولنا، وفى الليلة الأولى تجمعنا لنتناول العشاء فى مطعم الفندق، فوجئ شادى بالبعض يرتدى الجينز أو الجلابيه أو غيره، فأصر شادى أن يعود الجميع إلى غرفهم ولا يعودون لتناول العشاء فى مطعم الفندق إلا إذا ارتدى كل واحد منهم بدلة أنيقه، وتحلقنا حول مائدة واحدة وتبادلنا الحديث فى صوت خفيض، مما لفت إلينا أنظار الجميع من سائحين وزوار وعاملين بالفندق، ومما جعلنا موضع إحترام وإعجاب من الجميع، وهكذا كان سلوكنا كل ليلة".

هكذا كان شادى يطمع فى تنشئة جيل جديد ومختلف، جيل شديد التميز فى كل شىء.