رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

شهادة للتاريخ فى عادل إمام.. كواليس تصوير مسلسل «أحلام الفتى الطائر»

عادل إمام
عادل إمام

مرت أيام شهر شعبان (1978) سريعة، وأسرة مسلسل "أحلام الفتى الطائر" لم تنته سوى من نحو 7 حلقات، وكان على المخرج الكبير محمد فاضل تكثيف ساعات وأيام التصوير؛ نظرا لتعرضهم للعرض على الهواء، وقتها كانت أسرة العمل تضطر للإفطار فى استوديو التصوير بالتليفزيون المصرى.. لكن الزعيم عادل اجتمع بالمخرج محمد فاضل واعتذر له عن عدم الإفطار فى الاستوديو.. لكونه يفطر "شوربة" وبعض الأشياء الخفيفة ويفضل أن يذهب للإفطار فى منزله.. ووافق المخرج محمد فاضل.

 

ويروي الكاتب الصحفي محمد مسعود، في كتابه "أساطير الدراما"، أن عادل إمام كان يستقل سيارته من أمام مبنى التليفزيون، وخلال دقائق يكون فى منزله قبل الإفطار من خلال كوبرى أكتوبر، الذى كان لا يزال جديدًا.. وكان يسكن وقتها فى شارع النخيل بالمهندسين.


لكن المخرج الكبير محمد فاضل قال شهادة للتاريخ عن الزعيم عادل إمام: «كان يذهب للإفطار فى منزله.. ويعود إلى الاستوديو قبل نهاية البريك أى وقت الراحة.. وكأنه لم يغادر أصلا.. وكان فى قمة الالتزام والتواضع مع الجميع.. ليس فى هذا العمل فقط بل فى جميع الأعمال التى قدمناها سويا وآخرها فيلم (حب فى الزنزانة) مع الراحلة الفنانة الكبيرة سعاد حسنى.. وللعلم كان يأتى إلى الاستوديو للعمل طوال النهار ثم يخرج من التصوير للذهاب لتقديم عرضه المسرحى شاهد ماشفش حاجة.. وكان يضطر لمغادرتنا مبكرا.. لكن عندما شعرت بالخطر وأن الوقت يداهمنا طلبت منه وقف العرض بضعة أيام.. واجتمعنا سويا مع المنتج سمير خفاجى منتج العرض المسرحى والمنتج المنفذ للمسلسل.. وتم اتخاذ قرار وقف شاهد ماشفش حاجة.. لم يعترض عادل إمام لأنه فنان كبير ومسئول وشعر بالمسئولية.. ولذلك انتهينا من تصوير المسلسل فى الوقت المناسب وحقق نجاحا طاغيا». 


طبقًا لكتاب «أساطير الدراما»، فإن عبد المنعم الصاوي، وزير الثقافة والإعلام فى ذلك الوقت، لم يدخر جهدا وحاول تذليل كافة المشكلات.. لدرجة جعلته يخرج من منزله فى الثانية صباحا بعدما تلقى اتصالا هاتفيا من المخرج محمد فاضل لحدوث بعض العراقيل من موظفى التليفزيون فى استوديو التصوير.

 

نزل الوزير من منزله وذهب إلى الاستوديو وحل جميع المشكلات، فالمسلسل كان يعرض أثناء تصوير الحلقات الأخيرة وكان يحقق نجاحا مذهلا لدرجة أن الشوارع كانت خالية من الناس فى وقت عرضه، وهو الأمر الذى دعا جهة الإنتاج لمحاولة عمل جزء ثانٍ من المسلسل، الذى انتهت أحداثه بتلقى إبراهيم الطاير طعنة فى البطن وفى انتظار الإسعاف.. إذن فهو لم يمت.. وبالإمكان أن يبدأ الجزء الثانى بعملية إنقاذه.. وهو الأمر الذى رفضه المؤلف وحيد حامد، والمخرج محمد فاضل تماما، وقالا: «لماذا نقدم جزءا ثانيا.. ولماذا لا نقدم عملا جديدا؟».. وانتهت أحلام جهة الإنتاج برفض مؤلف المسلسل ومخرجه.