رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

جهود مصرية لإيقاف التصعيد فى غزة والانتهاكات الإسرائيلية بالقدس

التصعيد فى غزة والانتهاكات
التصعيد فى غزة والانتهاكات الإسرائيلية

كثفت مصر جهودها من أجل وقف التصعيد العسكرى العنيف على حدود غزة المحاصر بين إسرائيل والحركات الفلسطينية، خاصة حركتى حماس والجهاد الإسلامى، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين فى مدينة القدس المحتلة.

وقالت مصادر إن القاهرة تُجرى اتصالات مكثفة مع تل أبيب والفصائل فى قطاع غزة، وتسعى لعقد هدنة سريعة لوقف التصعيد ضد القطاع، كما سترسل وفدًا أمنيًا إلى غزة لإجراء مباحثات لفرض التهدئة، مشيرة إلى أن إسرائيل تقدمت بطلب إلى مصر للعمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة تجاه مستوطنات الغلاف وتل أبيب.

حذَّر تور وينسلاند، مبعوث الأمم المتحدة فى الشرق الأوسط، من أن‏ إسرائيل وغزة تتجهان نحو حرب شاملة، مؤكدًا أن تجربة الحرب فى القطاع مدمرة، ومن يدفع ثمنها المدنيون، لافتًا إلى أنه يعمل مع جميع الأطراف المعنية من أجل إعادة الهدوء على حدود غزة، وكذلك فى مدينة القدس.

واشتدت حدة التصعيد العسكرى الحالى بين إسرائيل والحركات الفلسطينية، إذ قصفت تل أبيب عدة مبان سكنية داخل غزة مساء  الثلاثاء، فيما ردت الحركات الفلسطينية بقصف تل أبيب بشكل مباشر، وتابعتها بئر سبع وعدة مناطق داخل الأراضى المحتلة. 

ووصفت العناوين الرئيسية للصحف الإسرائيلية، وأبرزها «معاريف»، فى عددها الصادر أمس، أحداث التصعيد الحالى بعنوان: «إسرائيل تحترق». 

واستهدف طيران جيش الاحتلال من طراز F 16، برج «هنادى» السكنى فى قطاع غزة، والمكون من ١٣ طابقًا، وكذلك برج الجوهرة الذى يضم مكاتب لعدة وسائل إعلام، حسبما نشرت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية.

وقصفت إسرائيل البرجين بعد تهديدات كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس، بتوجيه ضربة صاروخية قاسية ضد تل أبيب، حال استمر الطيران الإسرائيلى فى استهداف البنايات السكنية.

وشنَّ جيش الاحتلال غارات عنيفة ضد المبانى السكنية فى غزة، إضافة إلى اغتيال العديد من قادة حركتى حماس والجهاد، بجانب استهداف المدنيين، وأسفرت غارات الطيران الإسرائيلى، فجر أمس، عن تدمير جميع مبانى مقر قيادة الشرطة فى غزة والعديد من المقرات الحكومية، حسب ما أعلنه إياد البزم، المتحدث باسم وزارة الداخلية فى القطاع. 

وارتفع عدد الشهداء فى قطاع غزة إلى ٥٣ شهيدًا، بينهم ١٤ طفلًا، و٣ سيدات، مع إصابة أكثر من ٣٢٠ آخرين، مقابل مقتل ٨ مستوطنين وإصابة أكثر من ١٠٠ آخرين. 

وأعلن الجيش الإسرائيلى، فجر أمس، عن اغتيال قائدين بارزين من حركة حماس، هما حسن القهوجى، رئيس جهاز أمن الاستخبارات العسكرية فى الحركة، ونائبه وائل عيسى، رئيس قسم مكافحة التجسس فى الجهاز. 

وقال جيش الاحتلال: «طائراتنا المقاتلة، مع جهاز الأمن العام (الشاباك)، قامت بتحييد شخصيات رئيسية فى استخبارات حماس هى حسن القهوجى، ونائبه وائل عيسى، يبدو أن معلوماتنا كانت أفضل». 

وأعلن جيش الاحتلال عن أنه تم رصد إطلاق أكثر من ١١٥٠ صاروخًا من غزة تجاه مستوطنات الغلاف وتل أبيب والمستوطنات الإسرائيلية منذ بدء التصعيد العسكرى مساء الإثنين الماضى. 

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، أمس، إنه تم رصد إطلاق صاروخ مضاد للدروع من قطاع غزة تجاه مستوطنة نتيف هعسيراه، أسفرت عن مقتل شخص، وإصابة اثنين آخرين فى حالة خطيرة. 

وأطلقت كتائب القسام- الذراع العسكرية لحركة حماس- ٢٤٠ صاروخًا تجاه تل أبيب ومطار بن جوريون، إضافة إلى ١٠٠ صاروخ على مدينة بئر السبع المحتلة، مهددة باستمرار قصف عمق إسرائيل فى حال عدم توقف الأخيرة عن استهداف البنايات السكنية.

وقالت كتائب القسام إن الإطلاق الأول لـ١٣٠ صاروخًا تجاه تل أبيب ومطار بن جوريون كان من طراز «العطار- A»، وهو محلى الصنع، ونفذت الجولة الثانية من إطلاق الصواريخ تجاه تل أبيب والمطار، فجر أمس، وتضمنت ١١٠ صواريخ، استُخدمت فيها صواريخ SH٨٥ للمرة الأولى، إضافة إلى صواريخ من طراز A120، وM75، وJ80، وJ90، فيما استهدفت بئرالسبع بصواريخ طراز «سجيل»، كما تم استهداف قاعدة «نفاتيم» الجوية الإسرائيلية، وقاعدة «بلماحيم» فى مستوطنة «ريشون ليتسون». 

وأسفرت تلك الهجمات عن استهداف نحو ٣ منازل، واندلاع حرائق ضخمة فى إحدى محطات الأتوبيس، وكذلك فى عدة مناطق بجوار مواقع حساسة داخل تل أبيب، منها حريق هائل فى خزان وقود داخل عسقلان، يحتاج عدة أيام لإخماده. 

وأشارت إلى أنها عاودت قصف حقل صهاريج «كاتسا» جنوب مستوطنة عسقلان بـ٢٠ صاروخًا من طراز «Q20»، فيما أعلن سرايا القدس- الذراع العسكرية للجهاد الإسلامى- عن إطلاق ١٠٠ صاروخ تجاه تل أبيب. 

وشهدت مدينة اللد المحتلة صدامات عنيفة بين الفلسطينيين والمستوطنين الإسرائيليين، بعد اعتداء المستوطنين عليهم، فى أعقاب استشهاد شاب فلسطينى برصاص يهود متطرفين.

وأعلن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلى، فرض حالة الطوارئ بالكامل على اللد، وذلك بعد مشاورات أمنية مع بينى جانتس، وزير الجيش الإسرائيلى، وأفيف كوخافى، رئيس الأركان، حسبما نشر موقع «واللا» الإسرائيلى. 

وقال «نتنياهو» إن إسرائيل ستواصل ضرب «حماس» و«الجهاد» بكل قوتها، مشيرًا إلى أن الحركتين ستدفعان ثمنًا باهظًا، فيما أكد «جانتس» أن هناك مزيدًا من الأهداف داخل غزة يتم التجهيز لضربها، مضيفًا أن القصف الحالى ليس إلا بداية. 

وأوضح «كوخافى» أن الجيش الإسرائيلى سيواصل الهجوم المكثف ضد غزة، وأن الحركتين ستتكلفان ثمنًا باهظًا أكثر مما دفعتاه حتى الآن.

ودعا نفتالى بينيت، زعيم حزب يمينا الإسرائيلى، لعدم إنهاء جولة التصعيد الحالية ضد قطاع غزة، قبل أن تدفع «حماس» ثمنًا لإطلاقها الصواريخ بكثافة تجاه إسرائيل.