رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ميرال الطحاوى تروى «غناوة العلم» الحب فى الشعر النسائى البدوى

ميرال الطحاوي
ميرال الطحاوي

"الغناوة".. واحدة من أشهر فنون الشعر الشفاهي البدوي، التي تسمى أحيانًا "حجة"، وهي نوع من الأبيات الشعرية المغناة في الأعراس، أثناء الممارسة الاحتفالية المسماة بـ"كف العرب"، ذلك الطقس الاحتفالي الذي يواكب حفلات الزواج.

تاريخ الاهتمام بجمع وتدوين وبحث ودراسة فن "الغناوة" يبدو أنه تاريخ قريب لم يزد عمره عن المئة عام في حين أن وجود "الغناوة"جاء بوجود البدو على الأرض، ومتعلق بعاداتهم وطقوسهم الاحتفالية إلى جانب كونه فنا شفاهيا من الدرجة الأولى.

ولفتت دكتور ميرال الطحاوي، عبر كتابها "بنت شيخ العربان"، إلى أن التاريخ الرسمي ضن بتدوين هوامش المتن، ولم يكن العربان هم الهامش الوحيد الذي لم يحظ بعناية، فقد أغفل التاريخ الرسمي الكثير من الصراعات بين الأقليات العرقية على أما أن يكفل التجاهل برسم صور أجمل للواقع الشائك. 

وتاريخ الغناوة مرتبط بتاريخ وجود قبائل "عربان مصر" وجودهم، فأعراسهم هي المسرح الأول التي يمكن تستمع فيه إلى تلك الأشعار.

تذهب ميرال الطحاوي إلى تعريف الغناوة بكونها أغاني قصيرة تحتفي بالمحبة في إطار بوحي، عشقي، وهي لونا واحد أنماط الشعر الشعبي البدوي الذي يؤدي غناءً، وتتألف من بيت شعري واحد قصير ومركز رمزى وملغز ومثير للحنين ومشحون بمفردات الحب والاغتراب والحرمان والشكوى. 

تشير الطحاوي إلى أن الغناوة مثلت جنسا شعريا فريدا من حيث شكلها القصير المكثف المشحون بالدلالات، وفي طبيعة "تيماتها" الفنية، وموضوعاتها المجردة، التي تعبر في معظمها عن قسوة الفراق، وتصف مشاعر الفقد والتمني والرجاء، ورثاء الذات، وشكوى القدر، كما أنها فريدة في تصويرها للمحبة، وتعبيرها عن لوعة الحب ومواجعه، كذا لا شفاء منه إلا بالصبر.

تشير الطحاوي إلى أن "غناوة العلم" مبنية للمجهول، تعارف الجميع على أن أبياتها الشعرية المتوارثة مجهولة النسب ويستشهد بها البدو في حياتهم اليومية ويتوارثونها جيل بعد جيل.

 وثمة أنموذج طرحته الطحاوي 

بيني وبينهم بلدان  .. والخاطر بين نارين

بين يأسين ورجا.. خليت ياعزيز العقل 

تريد ياعزيز تخيب .. وتعاتب على شيء ماقسم ؟

وتشير الطحاوي إلى أن الرحالة "مارتن هرتمن "1851_1919" هو أول من اهتمو بالتراث الشعبي البدوي في الصحراء الغربية، والتي تقع بين مصر وليبيا، وألف في 1899 كتابا بعنوان "أغاني الصحراء الليبية"، قدم هارتمن لدراسته تلك، بوصف واف للصحراء الليبية وقبائلها، وضم اليها بطونها من القبائل في صعيد مصر، وتطرق لأهم فروعها وأحلافها.

وتابعت الطحاوي، عبر كتابها "بنت شيخ العربان": ذهب مارتن هارتمن عبر كتابة "أغاني الصحراء الليبية" إلى الحديث عن الرواة الذي اخذ منهم الأشعار والحكايات، وقام بدراسة الشعر الشعبي البدوي في هذا الإقليم وقسم فنونه إلى مجموعتين "المجرودة" و"غناوة العلم".