رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

طبيب بالعزل: نحاول تخفيف الألم على مرضى كورونا بالتمور والحديث معهم

طبيب بالعزل
طبيب بالعزل

في ظل انتظار الجميع لدخول عيد الفطر واستقباله بطقوس معتادة وسط الأهل والأحباب بأجواء يملؤها الفرح، يعيش الطاقم الطبي بمستشفيات العزل من دكاترة وممرضين مع مرضى فيروس كورونا اللعين أجواء مغايرة تماما، حتى أن شهر رمضان معهم كان له طعم آخر، تعرف في السطور التالية على ما يعايشونه ويتحملونه ولماذا قلنا عنهم "جيش مصر الأبيض".

من بين حكايات أبطال الجيش الأبيض، الدكتور أحمد طارق، طبيب مقيم قلب وعناية بمسشفى 15 مايو، يقول في حديث للدستور، إنهم يظلون لفترات طويلة تصل لأكثر من 15 يوما في مستشفيات العزل مع مرضى كورونا، مشيرا إلى أن حالات العناية المركزة التي يتابعها تكون أصعب بمراحل من حالات الإصابة العادية.

وأضاف طارق، أنه وزملاءه يحاولون جاهدين إعطاء المريض ما يحتاجه من رعاية صحية ونفسية، خاصة أيام شهر رمضان وفي أيام العيد، لافتا إلى أن هناك مريضا كل ما يحتاجه لتحسين حالته النفسية هو بعض الكلمات المفرحة مثل "كل عام وأنت بخير وقريبا ستخرج بإذن الله" ومنهم من يحتاج حديث أكثر لو كان مفتقدا لأهله وأسرته وأولاده، ومنهم من يسعده إعطاؤه بعض التمرات والحلويات، ومنهم من نساعدهم في الاتصال بذويهم عن طريق "الفيديو كول" ليسلموا عليهم ويعايدوهم.

وأكد الدكتور بعزل مايو، أن نفسية المريض تمثل فارقا كبيرا في علاجه، كل على حسب درجة تأثره، حتى أنهم أقاموا حفلات أعياد ميلاد لكثير من المصابين.

وأوضح أن تأثير مرور الأعياد على المرضى وهم في العزل الصحي، صعبا للغاية، فهم ليسوا فقط في غربة بدون أهلهم، ولكنهم مرضى لفيروس لعين، ومعزولين عن أهلهم ولا يستطيع أحد من الأهل حتى زيارتهم، لذلك هو أمر قاس جدا عليهم.

وتحدث الدكتور أحمد طارق، عن حياته مع المرضى هذه الأيام، فقال إنه يقضى يومه مع الحالات، وراضيا تمام الرضا عن هذا الأمر، لأن الله اختصه أن يساعد من يحتاجه من مرضى في أيام مباركة مثل هذه، ليستطيع التخفيف عنهم ومساعدتهم ومداواتهم، مؤكدا أن تواجده وسطهم ليس بمحض الصدفة، فهو قدر طيب من الله.

وتابع: "رغم أن الأمر شاق أن يكون المرء بعيدا عن أهله في أيام رمضان وأيام العيد، إلا أنه إحساس لطيف أن يقضي المرء هذه الأيام بشكل مختلف ومميز عن جميع الناس بتأديته رسالة سامية."

ولفت إلى أن الطاقم الطبي كانوا في أوقات كثيرة لا يفطرون في رمضان في موعد الإفطار، حتى أن في أوقات كثيرة كانوا يأكلون بعد الساعة الحادية عشرة مساء، حسب ضغط العمل مع الحالات الخطيرة وما يحدث لها من مضاعفات مفاجأة، مشيرا إلى أن الدكتور يتابع حوالي 10 حالات يمر عليهم يوميا ويتابع حالاتهم بشكل مستمر.