رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عظماء بلدنا».. قصور الثقافة تحتفي بذكرى ميلاد الشيخ عبدالحليم محمود

عبد الحليم محمود
عبد الحليم محمود

احتفت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة الدكتور أحمد عواض، بذكرى ميلاد الشيخ عبد الحليم محمود، الذي ولد في قرية "أبو أحمد" من ضواحي مدينة بلبيس بمحافظة الشرقية، في 12 مايو 1910؛ وذلك ضمن سلسلة "عظماء بلدنا" التي تطلقها الهيئة عبر صفحتها الرسمية على موقع "فيسبوك".

نشأ الشيخ عبد الحليم محمود في أسرة كريمة مشهورة بالصلاح والتقوى، أتم حفظ القرآن الكريم في سِن مبكرة، والتحق بالأزهر وأتم دراسة الثانوية الأزهرية عام 1928م، ثم حصل على الشهادة العالمية سنة 1932م، سافر بعد ذلك لاستكمال تعليمه العالي بباريس في جامعة السوربون، ودرس حتى نال الدكتوراه في التصوف الإسلامي بدرجة امتياز بمرتبة الشرف الأولى سنة 1940.

وبعد عودته إلى مصر بدأ حياته العملية مُدرسًا لعلم النفس بكلية اللغة العربية، وتدرج في مناصبها العلمية حتى عين عميدا للكلية سنة 1964م، ثم اختير عضوا في مجمع البحوث الإسلامية، ثم أمينا عاما له، ثم اختير وكيلا للأزهر سنة 1970م، ثم وزيرا للأوقاف وشئون الأزهر، إلى أن عُين شيخا للأزهر في عام 1973م. فزادت مسئولياته واتسعت مجالات جهوده، وامتد نشاطه إلى العالم الإسلامي كله بنفس الهمة والنشاط.

اتسم الشيخ الإمام بغزارة إنتاجه الفكري، تأليفًا وتحقيقًا وترجمة، وكان أول ما نُشر له: قصة ترجمها عن الفرنسية، من تأليف أندريه موروا، عام 1946م، ثم تتابعت مؤلفاته القيمة في كثير من المجالات، وخاصةً في مجال "التصوف" الذي يُعد من أسبق رواده في العصر الحديث.

من مؤلفاته: قضية التصوف-المنقذ من الضلال، كما ترجم لعشرات الأعلام الصوفيين، مثل: سفيان الثوري، وأبي الحسن الشاذلي، وغيرهم الكثير..

ويعد كتابه "التفكير الفلسفي في الإسلام"، من المراجع المهمة التي تتناول علم الفلسفة بمنظور إسلامي، وله إصدارات ذات صلة بالمذاهب الفكرية، كما ظهر اهتمامه بالسنة النبوية فكتب "السنة في مكانتها وتاريخها" و"دلائل النبوة ومعجزات الرسول".

واستعرض الإمام سيرته الذاتية في كتابه «الحمد لله، هذه حياتي» والذي جاء خلاصة لأفكاره ومنهجه في الإصلاح أكثر منه استعراضًا لمسيرة حياته، وعَبَّر عن منهجه التفصيلي في الإصلاح في كتابه القيم: «منهج الإصلاح الإسلامي في المجتمع».

كما قام بتحقيق الكثير من أمهات الكتب مثل: «لطائف المنن» لابن عطاء الله السكندري، و«اللمع» لأبي نصر السراج الطوسي، وغيرها.

تم منح اسم الشيخ عبدالحليم محمود وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى بمناسبة الاحتفال بالعيد الألفي للأزهر، وفي17 أكتوبر 1978م توفي الشيخ الجليل بعد حياة حافلة قضاها في خدمة دينه ووطنه.