رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

متنزهات خاوية وزيارات غائبة.. «كورونا» يحرم تونس من بهجة العيد

كورونا في تونس
كورونا في تونس

احتفالا بإتمام عبادة الصيام في شهر رمضان، يستقبل المسلمون في شتى بقاع الأرض أول عيد الفطر المبارك، غدًا الخميس، بالفرح والسرور وتبادل التهاني وزيارات الأهل والأقارب والأصدقاء والجيران والخروج إلى المتنزهات والحدائق.
وفي ظل ظروف استثنائية يرزح تحتها شعوب الأرض، باتت معظم دول العالم أسيرة سجن كبير فرضه فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، ففي انعكاس واضح لما يفرضه الفيروس التاجي من قيود وللعام الثاني على التوالي يستقبل المسلمون عيد الفطر ولسان حالهم يقول متى ينتهي الوباء وتعود الحياة إلى سابق عهدها وطبيعتها.
في تونس يعتبر عيد الفطر من الأعياد الأكثر سعادة حيث يكون له استعدادات وطابع خاص وتبدأ الفرحة به قبل موعده بأيام بالتجول بين المحلات لشراء الملابس الخاصة بالعيد للأطفال والاعتكاف بالبيت لعمل الحلويات، وفي صبيحة يوم العيد يبدأ المواطنون عقب أداء صلاة العيد بتبادل الزيارات العائلية ومن ثم الخروج للساحات والحدائق والمتنزهات التي تمتلئ بالمراجيح لإدخال البهجة والسرور على نفوس الأطفال.
ونتيجة للانتشار المتزايد لإصابات كورونا بتونس؛ قررت الحكومة تزامنا مع عيد الفطر المبارك فرض حجر صحي شامل وإجراءات احترازية استثنائية لكسر سلسلة انتشار العدوي ووضع حد للانتشار.
وقالت سناء يوسفي، صحفية تونسية، "إن العائلات التونسية جميعها تقوم في أواخر أيام شهر رمضان المبارك بإعداد الحلويات التقليدية والمرطبات الخاصة بهذه المناسبة مثل المقروض والبقلاوة وكعك الورق والخروج إلى الأسواق لشراء الملابس الجديدة للأطفال والهدايا واللعب التي تشعرهم بفرحة العيد".
وأضافت "وفي صباح يوم العيد وبعد أداء الصلاة يتزاور الأقارب لتبادل التهاني ويمنحوا للأطفال ما يسمى "مهبة العيد" وهى عادة إسلامية عربية تعود إلى قرون قديمة تتمثل في إعطاء نقود للأطفال في صبيحة يوم العيد ومن ثم يخرجوا إلى الفضاءات الترفيهية للاستمتاع بأوقاتهم والتقاط الصور وفي المساء يذهبون لتناول وجبة العشاء سويا والتي عادة ما تكون من وجبات تونس الشهيرة".
وتابعت "ومن بين العادات التي تميز عيد الفطر بتونس عن باقي الدول عادة "حق الملح" التي تعد أحد الطقوس الجميلة للاحتفال بعيد الفطر أو العيد الصغير كما يطلق عليه في تونس".
وأشارت إلى أن "حق الملح" هو نوع من التكريم الخاص للمرأة في عيد الفطر ويتمثل في هدية يقدمها الزوج لزوجته اعترافا لها لما بذلته من جهد وعناء طيلة شهر رمضان في إعداد ما لذ وطاب من أشهى الأطباق لأفراد الأسرة.
وتعود تسمية "حق الملح" إلى رمزية يشار من خلالها إلى اضطرار الزوجة في بعض الحالات إلى تذوق درجة ملوحة الطعام في شهر رمضان وهي صائمة حتى يكون الطعام معتدلا في درجة ملوحته.
وعادة ما تكون هذه الهدية قطعة ذهبية وتقديمها يتم عبر طقوس خاصة فالزوجة تستقبل زوجها إثر عودته من صلاة العيد بعد أن تكون قد رتبت البيت أحسن ترتيب ولبست أجمل ثيابها وتقدم له بعض الحلويات مع فنجان قهوة فيعيد الفنجان وفي داخله قطعة ذهب أو فضة نظرا لارتفاع أسعار الذهب.
وأردفت "ولسوء الحظ وللعام الثاني على التوالي تعيش تونس كغيرها من دول العالم فترة استثنائية في ظل انتشار فيروس كورونا وبعد الإجراءات الاحترازية التي فرضتها الحكومة تزامنا مع الاحتفال بعيد الفطر المبارك نجد اختلافا لأجواء العيد فالمتنزهات خاوية والزيارات غائبة والمعايدة بين الناس والأهل إلكترونية تقتصر على وسائل التواصل الاجتماعي أو هاتفيا والاحتفال بالعيد أصبح فقط بين أفراد العائلة الواحدة داخل منزلهم".
وبدوره، قال إسلام الحاج، مواطن تونسي، إنه دائما ما كان ينتظر حلول عيد الفطر المبارك كي يلتقي بأصدقائه الذين لم يستطع ملاقاتهم باقي أيام العام لوجودهم خارج العاصمة فعادة ما كانوا يتفقون للسفر سويا والاستمتاع بأوقات العيد وتناول ما يروق لهم من وجبات لذا فإنه يشعر بالاكتئاب لاختلاف أجواء العيد الذي اعتاد عليها منذ الصغر.
ورأى أن المواطنين لابد أن يتحلوا بالصبر في تلك الفترة الاستثنائية والالتزام الصارم بقرارات الحكومة وما اتخذته من إجراءات استثنائية والالتزام بارتداء الكمامات وتحقيق التباعد الاجتماعي ومنع التزاحم حتى تعود الحياة إلى طبيعتها بصفة تدريجية.. وقال "لقد عانينا كثيرا خلال الفترات السابقة جراء هذا الوباء".