رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ألعاب الموت

ألعاب الموت.. كيف نهدى الأذى لأبنائنا فى العيد

العاب نارية
العاب نارية

صوت صراخ قوي يشبه صوت ابنها زياد أجبرها على ترك ما في يديها والخروج للشارع حيث يلعب ابنها مع جيرانه احتفالًا بالعيد، لتفاجأ ميادة بملابس ابنها وقد تلونت بحمرة دمه وممسكًا بيده ويبكي بهستيريا، وخلال ثوانٍ استوعبت ما حدث. 

كان "زياد" ابن ميادة يلهو بالألعاب النارية - صواريخ العيد - وانفجر أحدهم في يده، فهو واحد من عشرات الأطفال - رغم عدم وجود أرقام محددة وإحصائيات رسمية - ضحايا ألعاب ومفرقعات العيد التي تُباع بعيدًا عن أعين القانون، لتتحول الألعاب والمفرقعات من طقوس العيد لدى الكثير من المصريين - وخاصة الأطفال - إلى مأساة تتسبب في تشوه أو عاهة مستديمة.

 

تشوه يد زياد بسبب صاروخ العيد

تقول ميادة: "بعد أن شاهدت ابني والدماء تسيل من يده ذهبت به إلى أقرب مستشفى والخوف يسبقني وفوجئت بعد توقيع الطبيب الكشف على ابني بأن اللعبة تسببت في بتر جزء من إصبعه بعد أن تقطعت كل الأنسجة المكونة للصباع من تأثير انفجار الصاروخ فيه، رغم مرور فترة زمنية على الواقعة إلا أن تأثيرها النفسي لم يتركه حتى الآن".

ويحظر القانون المصري بيع واستيراد وتداول المفرقعات، فنصت المادة 102 (أ) من قانون العقوبات على أنه: "يعاقب بالسجن المؤبد كل من أحرز أو حاز أو استورد أو صنع مفرقعات أو مواد متفجرة أو ما في حكمها قبل الحصول على ترخيص بذلك، وتكون العقوبة الإعدام إذا وقعت الجريمة تنفيذا لغرض إرهابي".


طبيب أطفال يضع روشته التعامل مع إصابات المفرقعات

وقال مصطفى سوداني، طبيب أطفال، إن الأصابع أكثر أجزاء جسم الأطفال التي تتضرر من الألعاب النارية، وقد تصل في بعض الأحيان إلى بتره، موضحًا على الأهل معرفة بعض الإسعافات الأولية للتعامل مع الطفل إذا تعرض لحادث أثناء لعبه بمفرقعات العيد منها، وضع الجرح أسفل الماء الجاري، ثم تغطيته بشاش طبي دون  وضع أي من المطهرات أو الأدوية على الجرح.

واستطرد: "إذا تسببت الإصابة في تطاير أحد الأصابع، يجب وضعه في الثلج، والذهاب فورًا إلى المستشفى لإعادة خياطة الإصبع"، مشيرًا أن الألعاب النارية تسبب أيضًا حروق بدرجاتها المختلفة، والجروح في الأيدي والقدمين، وجروح الأصابع، وإصابات العين.


عصام بتر إصبع يده بسبب المفرقعات

عصام طفل في الثالثة عشر من عمره، تعود على شراء المفرقعات في بعض المناسبات منها شهر رمضان والأعياد، ليلعب بها مع أبناء عمومته، إلا أن هذا الواقع تغير بعد أن تسببت هذه الألعاب في بتر إصبع يده، وقالت والدته ملاك "وجود المفرقعات ولعب الأطفال بها أمر تعودنا عليه من صغرنا، لكنها لم تكن بهذه الخظورة لذلك كنت لا أعترض على لعب ابني بها حتى كادت تتسبب له في عاهة مستديمة".

وتابعت: "انفجر الصاروخ أثناء محاولة ابني إشعال الكبريت فيه فقبل أن يرميه على الأرض انفجر الصاروخ في إصبعه وفصله من مكانه، موضحة: "زوجة عمه ممرضة وتستطيع التصرف في هذه الحالة فطلبت منا أن نبحث سريعًا عن عقلة الإصبع التي بُترت، وذهبنا مسرعين إلى المستشفى وتم خياطتها في إصبعه مرة ثانية".

وقررت ملاك منذ هذا الموقف عدم المساح لأي من أبنائها باللعب بهذه المتفجرات.

 

«الداخلية» تفتش عن المخالفين

وتتولي  شرطة التموين بوزارة الداخلية ضبط المخالفين الذين يقومون ببيع المفرقعات بالمخالفة للقانون وتدشن حملات مكثفة قبل العيد.

وتعامل كل المفرقعات معاملة واحدة فى قانون العقوبات المصرى، فحيازة مواد متفجرة يساوى حيازة الألعاب النارية، ولا فرق بينهم، سوى فى تعامل المحكمة مع القضية المنظورة أمامها، وحيثياتها ودافع حامل تلك المواد من حملها .

وصدر قرار من وزير الداخلية رقم 1872 لسنة 2004 وحدد المواد التى تعد من المفرقعات، والتى تضمنت البارود الأسود وبعض المواد الأخرى، التى تستخدم فى صناعة البومب والصواريخ والشماريخ وجميع الألعاب النارية الأخرى.