رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رسالة الشعب المصرى لسعد زغلول عقب مؤتمر الصلح فى باريس

سعد زغلول
سعد زغلول

قبل 102عام تحديدًا في مثل هذا اليوم من عام 1919٬ أرسل الزعيم المصري سعد زغلول مذكرة احتجاج إلى مؤتمر الصلح الذي انعقد في باريس عقب الحرب العالمية الأولى؛ بسب اعتراف المؤتمر بالحماية البريطانية على مصر، وإبقاء الدول العربية تحت الحماية البريطانية والفرنسية، ووسط هذا الإحباط الذي أصاب الوفد المصري٬ إلا أن رسالة جماعية من الشعب المصري٬ أستلمها أعضاء الوفد المصري برئاسة الزعيم سعد زغلول٬ أضاءت بعضًا من هذه العتمة.

ففي كتابه "بريطانيا وثورة 1919"، والصادر عن سلسلة ذاكرة الكتابة٬ التي تطرحها الهيئة العامة لقصور الثقافة٬ يضمن مؤلف الكتاب٬ الباحث السوداني  دكنور مكي الطيب شبيكة٬ الرسالة الشعبية والتي أرسلت بتاريخ 14 مايو 1919، وجاء فيها:"سعادة الفاضل سعد زغلول، رئيس الوفد المصري بباريس، نهديكم أزكي التحية وأعطر السلام٬ أنتم وحضرات الأجلاء بقية أعضاء الوفد الموقر٬ ونرجو أن تكونوا وفقتم بعض التوفيق في المهمة الشريفة الشاقة التي اختارتكم الأمة لها٬ إن قلوبنا كلها معكم وأنظارنا متجهة إليكم، ونحن نسأل الله أن يسدد خطاكم في هذا الموقف المحرج الذي لا تخفي علينا صعوباته على بعدنا عنكم.

لقد سمحت لكم إنجلترا بالسفر إلي فرنسا بعد أن أنتهت مع دول الاتفاق على الشكل الذي تريد حل المسألة المصرية به٬ فأصبحت مهمتكم من أشق المهمات وأعقدها٬ ولكن ثقتنا بحزمكم وبعد نظركم تبعد اليأس عن قلوبنا وتفسح المجال والأمل في أنكم سوف توفقون إلي انتهاج أمثل الطرق لتحقيق مقاصد الأمة، إن الأمر لم ينته بعد، ولسوف تجري في أوروبا حوادث لا يمكن لسياسي أن يتنبأ بها٬ فلننتظر ما يأتي به الغد بقلوب ملؤها الرجاء».  

وتمضي الرسالة موضحة: «إنا نقوم الآن بواجب تنوير الرأي العام الأوروبي في المسألة المصرية من كل وجوهها٬ ولقد أعانتنا الحوادث الأخيرة علي اكتساب الرأي العام والصحافة هنا وفي كثير من البلاد المجاورة الأخري٬ ونرجو أن تلاحظوا أن إحساس جميع البلاد المحايدة معنا٬ وأن الأحزاب الحرة في البلاد المخالفة لإنجلترا كلها تؤيد المطالب المصرية (باستثناء أنكلترا فأنهم إلى ما قبل الثورة في مصر لم يكونوا يؤمنون باستقلال مصر ولكن بإعطائها نظام الدومنيون)، وهذه الأمم المحايدة والأحزاب الحرة وإن لم يكن لها اليوم من الأمر شيئ٬ فقد تكون كلمتها غدًا الفاصلة فلنصبر».  

وتضيف الرسالة: «إنا لدينا أشياء كثيرة نريد إيقافكم عليها٬ ولكن الطريق إلى ذلك ليس بالسهل٬ غير أننا نأمل أن يصرح لنا بالحضور إلى فرنسا٬ وعند ذلك نتمكن من إيقافكم شفهيًا على كل ما نريد٬ ونتعاون في ذلك الوقت العصيب على العمل لما فيه خير بلادنا المسكينة، ولقد كلفنا الدكتور "برستلين" حامل كتابنا هذا إليكم بالسعي إلي الحكومة الفرنسية بالتصريح لنا بدخول بلادها٬ إذ سبق لنا طلب ذلك ولم يجئنا رد٬ ولقد تعرفنا بحضرته حديثًا بواسطة أحد معارفنا هنا٬ ولقد أخبرنا هذا الصديق أن الدكتور "برستلين" نفوذ كبير في كثير من الدوائر السياسية الفرنسية٬ فعسى أن يتمكن من أن يقوم لكم ببعض الخدمات».

وتختتم الرسالة: «تقبلوا ختامًا عاطر تحياتنا ومزيد احترامنا، الموقعين: إسماعيل كامل٬ عوض أحمد البحراوي.. أبناء وطنكم المخلصين عن محمد فريد بك٬ والشيخ عبد العزيز جاويش٬ ودكتور طاهر٬ وعبد الحميد سعيد المتغيبين مؤقتًا عن برن "محمد عبد الملك حمزة".