رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وائل لطفى يكتب: من الإسماعيلية

تعلمت فى المدرسة التى أنتمى إليها أن كل حدث يكتسب قيمته من الرسائل الكامنة خلفه.. أن كل حدث له معنى، ورسالة، ومغزى.. وإلا كان مجرد نشاط عضلى.. وبروتوكولى.. وفى ظنى أن الدولة المصرية منذ يونيو ٢٠١٤.. لا تقدم على تصرف بلا معنى.. وأن ما يحدث أمامنا على أنه نشاط جزئى.. هو جزء من رؤية سابقة ومخططة ومكتوبة.. هكذا قرأت زيارة الرئيس السيسى قناة السويس بالأمس.. وتدشينه التوسعات المطلوبة فى مجرى قناة السويس، وتوقفت كثيرًا أمام لقطة فى تقرير مذاع خلال الافتتاح عن تدريب قباطنة السفن الأجانب على كيفية عبور القناة.. هذه أول رسالة إذن.. نحن قادرون على صيانة القناة وتوسعاتها والحفاظ على كفاءتها دون مساعدة من أحد، وما حدث فى واقعة «إيفر جرين» لم يكن خطأنا، وبالنسبة لمن عرضوا علينا المساعدة نحن نرد شاكرين بتعليم القباطنة الأجانب مهارات قيادة السفن داخل المجرى الملاحى الهام.

أما الرسالة الثانية فقد حملها خطاب الرئيس للقطاع الخاص المصرى، الذى دعاه للمشاركة.. بعد أن أسست الدولة أسطولًا حديثًا للصيد فى أعالى البحار.. والمعنى أن الدولة تملك رؤية للتنمية، وتحدد أولوياتها.. لكنها لا تمنع القطاع الخاص من المشاركة، هذا وضع مختلف تمامًا عمَّا حدث فى بداية الستينيات، حين وضعت الدولة خطة للتنمية، ووجدت أن مشاركة القطاع الخاص فيها محدودة.. فاتخذت قرار التأميمات الشهيرة.. إن الوضع الآن مختلف.. والقطاع الخاص مدعو للمشاركة فى الجهد والأرباح، ولكن وفق رؤية للتنمية تضعها الدولة وترسم ملامحها.. وهذه هى الرسالة الثانية.. 

من الاقتصاد إلى الدراما.. تأتى الرسالة الثالثة.. والتى تقول إن الدولة حاضرة، وإن لديها رؤية.. انتهى عهد الدولة التى تترك وعى شعبها نهبًا لجماعات التطرف.. ولوكلاء الدول الأجنبية.. وعى الناس مسئولية الدولة وفق خطة مرسومة.. والهدف هو الأجيال الجديدة.. وهى الأهم والأبقى.. أما الرسالة الرابعة فهى رسالة أخلاقية، وهى أن حق الشهداء فى التكريم محفوظ لآخر مدى، وأن دماءهم لم تذهب هباءً.. وأنهم أصحاب عقيدة وطنية ماتوا فى سبيلها، لا «موظفين» ولا «طواغيت» كما حاول إعلام الإرهاب أن يصورهم.

أما الرسالة الخامسة، كما فهمتها، فهى أن فترة المخاض الطويل قد أوشكت على الانتهاء، وأن الإرهاب كان يشبه رجلًا مصابًا بالهيستيريا والتشنجات وأن الدولة المصرية صارعته، فصرعته، وأحكمت وثاقه، وهو ما عبَّر عنه الرئيس قائلًا «هييجى علينا وقت/ موش بعيد قوى/ ونقول هذا الأمر تم تجاوزه تمامًا».

لتحيا مصر إذن دولة صاحبة رؤية وصاحبة خطة وصاحبة إرادة.. لتحيا مصر بالعمل وليس بأى شىء آخر.