رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محمود الشحات: لا فرق بيني وبين محمد رمضان.. وظهوري في «الاختيار 2» أسعدني ( حوار)

الشيخ محمود الشحات
الشيخ محمود الشحات

في منتصف الثلاثينيات ورغم صغر سنه، إلا أن شهرته ذاعت حول العالم، لينسجم الكثيرين مع صوت محمود الشحات أثناء تلاوته للقرآن الكريم، وبهذا يكون حقق أمنيته التي لطالما حلم بها منذ نعومة أظافره، في أن يصبح أحد مشاهير القراء.

"الدستور" التقت الشيخ محمود الشحات الذي تحدث عن طقوسه في شهر رمضان خاصة بعد عودة الصلاة في المساجد التي أغلقت العام الماضي بسبب تفشي فيروس كورونا وغيرها من الأمور في الحوار التالي.

بداية.. كيف أثرت نشأتك في منزل الشيخ الشحات أنور؟
- حفظت القرآن على يد والدى الشيخ الشحات أنور، رحمة الله، وأنا فى سن الـ١٢ عامًا، ما ساعدني كثيرًا في اتقاني لتلاوة القرآن الكريم ومعرفة وسطية الإسلام، ومن ثم حصلت على المركز الأول فى المسابقة الدولية للقرآن الكريم في مصر والتحقت بالأزهر وحصلت على الدكتوراه الفخرية من الأكاديمية الأمريكية فى نيويورك.
 

- أثرت الجدل بتصريحك الذي قلت فيه "ذهبت إلى الله في المنام".. تعليقك؟
أرى الله سبحانه وتعالى أمامى فى كل حياتى، وأحبه جدًا، لدرجة أننى فى المنام ذهبت إليه، ولم أتمكن من رؤيته جل وعلا، لكن سمعت صوتًا يحدثنى ويقول: «أنا الله»، ثم استيقظت على أذان الفجر وهذا الأمر لا يغضب أحد، شئ حقيقي وقع وحكيته كما حدث “الأمر مكنش مستاهل كل اللي حصل”، حينها تحدثت بتلقائية شديدة في رؤية طيبة لم يكن وراها سوء نية، وهل الرؤى يحاسب عليها الإنسان؟
 

- ما الدعاء المفضل لديك؟
- لدى الكثير من الأدعية التي أحبها، لكن المفضل لدى دعاء الحفظ والستر: "اللهم استرنا فوق الأرض وتحت الأرض ويوم العرض عليك، اللهم إنى أسألك العفو والعافية فى الدنيا والآخرة، اللهم إنى أسألك العفو والعافية فى دينى ودنياى وأهلى ومالى، اللهم استر عوراتى وآمن روعاتى، اللهم احفظنى من بين يدى ومن خلفى وعن يمينى وعن شمالى ومن فوقى، وأعوذ بعظمتك أن أغتال من تحتى".

- كيف حققت شهرتك الواسعة عبر منصات التواصل الاجتماعي؟
أنا لم أكن على دراية بما تسمى السوشيال ميديا حتى وقت قريب، تحديدًا في 2008، عندما عرض عليّ أصدقائي في لندن الترويج لي من خلال صفحاتهم، ولم أتخيل أن أحصل على تلك الشهرة الواسعة في وقت قصير.

- هل كان حلمك في الصِغر أن تصبح قارئًا للقرآن؟
نعم، في الصِغر تمنيت أن أصبح قارئًا مشهورًا في عالم التلاوةـ وكنت أتساءل في سني الصغير: “إشمعنا نجوم الفن والكرة مشهورين وعلماء القرآن مش مشهورين على مستوى العالم حتى أنعم الله عليّ وحقق أمنيتي".

- "لكل منّا صعوبات في رحلة نجاحه".. فما هي الصعوبات التي واجهت محمود الشحات؟
واجهت عدة صعوبات ومعوقات في بداية عملي بتلاوة القرآن، وواجهت أحقاد تسببت في التأثير عليا معنويًا، "أول ما بدأت في تلاوة القرآن كانوا بيحبطوني ويقولوا على لسه صغير وميعرفش يقرأ حفلات كبيرة"، لكن الحمد لله الذي مد إلى يد العون، وجعلني أؤثر في الجميع بصوتي.

- ترى هل من الضروري أن يلبس القارئ محمود الشحات ملابسه من اسكتلندا؟
بالطبع، قارئ القرآن هو رمز للإسلام ويجب أن يكون مظهره يليق بما يحفظه، فأنا أحب شراء الأقمشة الحديثة وأذهب لتفصيلها، وتعلمت هذا من والدي، كما أن سيدنا محمد (ص) كان يحب النظافة وكان حصانه غالى جدًا وسيفه غالي لأنه رمز الإسلام فكان يحرص على مظهره وزيه، لذا أنا أبحث دائمًا عن الموضة الحديثة سواء كانت الألوان أو أنواع الملابس.

-وماذا عن طقوسك الخاصة فى شهر رمضان؟
- قبل بدء الشهر الكريم أذهب إلى قرية والدى وأغلب الأوقات أقرأ القرآن بجوار قبره وأدعو له كثيرًا، ومن ثم أبدأ فى الزيارات العائلية، وأزور جميع الأماكن التى كان يزورها هو، بجانب أنني أقرأ كل يوم 5 أجزاء من القرآن وأُحفظ أبنائي القرآن إلى أن يحين موعد أذان المغرب، ويستمر يومى هكذا برفقة أولادى حتى ينتهى الشهر.

- هل لديك ذكريات خاصة مع الشهر الكريم؟
- من المواقف التى لا أنساها فى هذا الشهر الفضيل ما حدث فى 2000 حين فزت بمسابقة دولية لقراءة القرآن فى مكة المكرمة، وعمرى حينها لم يتعد 22 عامًا، والفضل فى ذلك يرجع لله ثم للشيخ عبدالحكيم عبداللطيف، أستاذ علم القراءات، الذى كان ذاهبًا للمسابقة وأصر على أن يأخذنى معه وأقدم فيها، وبالفعل ذهبت وقرأت وكان القراء يقرأون ٣ دقائق فقط، لكنى قرأت نحو 20 دقيقة دون أن يقاطعنى أعضاء اللجنة، وكان الطلبة الذين أتوا من كل أنحاء العالم يصفقون ويهللون لى، ما لفت أنظار لجنة التحكيم بأن صوتى لاقى استحسانهم، فنجحت بفضل الله وفزت بالمركز الأول.

- هل لديك مقرئ مفضل بالنسبة لك وتحب الاستماع إليه؟
والدي ومعلمي الشيخ الشحات أنور.

- واجهت العديد من الانتقادات بسبب صورتك مع الفنان محمد رمضان.. هل تضايقت بسبب هذا؟
استغربت ردود الأفعال حينها، لأن محمد رمضان أتي إلى بعد انتهائي من قراءة القرآن مثله مثل أي شخص آخر معجب بتلاوتي للقرآن الكريم، وجميعنا خلق الله وعبيده في الأرض لا فارق بيننا.


- هل يعتبر محمود الشحات نفسه "نمبر وان" في قراءة القرآن كما لقبه "رمضان"؟
مستمعين وجمهور القرآن حول العالم هم آلية التقييم وليس الشخص نفسه، هو مَن يلقب نفسه بهذا اللقب أو غيره من الألقاب الأخرى.

- من المنشد الأقرب لقلبك؟
- أحب كثيرًا الشيخ أحمد التونى.

- كيف تقضى وقتك بعد عودة الصلاة في المساجد؟
المساجد بمثابة حياة للمسلمين وعودة الصلاة فيها كعودة الروح للجسد ربنا يديم علينا نعمة الصلاة في المساجد، ويرفع عنّا هذا الوباء.

- أي المساجد أحب إلى قلب الشيخ محمود الشحات؟
مسجد والدي رحمة الله عليه، هو أحب وأقرب المساجد لقلبي، فيه أشعر براحة كبيرة لم أجدها في أي مكان آخر، كما أنه المسجد الذي يحمل اسم والدي، ومن ثم المسجد النبوي الشريف.

- لديك قناة على يوتيوب.. هل تربحت من وراء السوشيال ميديا؟
لدى قناة على يوتيوب، لكنها لا تأتي بمبلغ كبير للغاية كما بعتقد البعض.


- وماذا تفعل بالأرباح التي تحصل عليها من منصات التواصل الاجتماعي؟
أعمل على تخصيص هذه المبالغ الذي تأتى من يوتيوب أو أي قناة عبر الإنترنت أو مواقع التواصل لحساب جمعية خيرية أسستها أنا وأشقائى للأعمال الخيرية.

- خبير المقامات القرآنية قال إن محمود الشحات أنور لا يلتزم بالأحكام.. بماذا ترد عليه؟
هذا الكلام غير صحيح على الإطلاق، أترفع عن الرد على مثل هذه الانتقادات أو غيرها، أنا استمع جيدًا إلى الانتقادات البناءة غير ذلك لا أعيره انتباهي.

- ظهر صوتك أثناء تلاوتك للقرآن الكريم في مسلسل الاختيار 2 أثناء عزاء الشهيد محمد مبروك.. كيف رأيت ذلك؟
شعرت بحب وفخر كبير لظهور صوتي أثناء تلاوة القرآن، في هذا العمل الوطني الذي يجسد أبطالنا من رجال الجيش والشرطة ووقتها شاركت هذا المقطع عبر صحفتي الرسمية بمواقع التواصل الاجتماعي.

- وماذا عن السور القرآنية الأقرب لقلب محمود الشحات؟
سورة يوسف وسورة الشورى، لتألق والدي في تلاوتهم، رحمة الله عليه.
 

- أي الألقاب أقرب لقلب محمود الشحات؟
لُقبت بقارئ العالم الأول وبدولة التلاوة الحديثة وبصوت السماء وبالظاهرة، لكن أُحب لقب الشيخ لأنه شرف لأي قارئ أن يفوز بمزايا هذا اللقب.


- أخيرًا.. في شهر رمضان الكريم.. حدثنا عن كرم الله عليك أثناء تلاوة القرآن؟
كرم الله عليّ دائم وأحمده على هذا، وأتذكر حينما كنت أقرأ في سورة آل عمران ووصلت لقوله تعالى: "وَهَٰذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُوا ۗ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُؤْمِنِينَ " شعرت وكأن الرسول (ص) أمامي.