رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«مزاحمة الكبار».. هل تتحول مصر إلى مُصدّر للقاحات فيروس كورونا؟

لقاحات فيروس كورونا
لقاحات فيروس كورونا

أصبحت مصر قادرة على تصنيع اللقاح الصيني، لتكون قادرة على تحقيق الاكتفاء الذاتي منه محليًا وتصديره في وقت لاحق، وذلك بعد احتكار الدول الكبرى للنصيب الأكبر من اللقاحات التي تم إنتاجها للسيطرة على جائحة "كورونا"، فكانت الصين أولى الدول التي زودت مصر بشحنات عديدة من اللقاح الذي نجحت في تصنيعه، وذلك بعد مشاركة مصر لها أيضًا في مرحلة التجارب السريرية.

 

ففي 24 نوفمبر الماضي، أعلنت وزارة الصحة والسكان، وقف التجارب السريرية على اللقاح الصينى في مصر، بعدما اكتفت الشركة الصينية المسئولة عن تجارب اللقاح، بعدد المتطوعين من مصر، وأكملوا الـ 45 ألف متطوع من جميع الدول المشاركة في التجربة حول العالم.

واليوم، تقف مصر على أعتاب الدول المنتجة للقاح الصيني، وذلك بعد إعلان الدكتورة هالة زايد، وزير الصحة والسكان، خلال مؤتمر لها بمقر شركة "فاكسيرا"، الاستعدادات النهائية لبدء تصنيع لقاح فيروس كورونا الصيني (سينوفاك) في مصر، حيث تستقبل مصر الشحنة الأولى للمواد الخام للقاح بداية من يوم 18 من الشهر الجاري، لبدء التصنيع في مصر.

والسؤال الذي يتم طرحه على الساحات الآن، هل تتحول مصر من مستوردة لشحنات لقاحات "كورونا" إلى مصدرة لها؟.. ما يفتح لها المجال لتصنيع لقاحات خاصة بها ليس فقط إعادة تصنيع المواد الخام، وهو ما قمنا بطرحه على عدد من المتخصصين وكانت ردودهم كما يلي.

التصنيع نقلة كبيرة لمصر

البداية كانت مع الدكتور مجدي بدران، استشاري الأمراض الصدرية وعضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة، الذي أكد أن مصر تعمل جاهدة على منع وصول طفرات جديدة إليها، والتقليل من عدد الحالات الجديدة، من خلال تطبيق المواطنين للإجراءات الوقائية، وتوفير اللقاحات التي تمثل أزمة كبيرة في العالم، حيث استحوزت عليها الدول الكبرى أما دول العالم الثالث حصته قليلة منها، لكن نجاح مصر في تصنيع لقاح يعتبر إنجاز حضاري لنا، متوقعًا استنباط مصر لقاحات خاصة بها بعيدًا عن الموجودة حاليًا في المستقبل القريب.

 

ولفت "بدران"، في حديثه مع "الدستور"، إلى أنه بسبب الجائحة الحالية يجب على الشركات التي تتوصل إلى لقاح فعال وآمن أن تستغنى عن فكرة الملكية الفكرية، بالتالي يصبح من حق كل دولة لديها الخبرات مثل مصر متمثلة في "فاكسيرا" تقوم بتصنيعها، وهو ما سيمثل نهضة صناعية نستغلها في القدرة على إنتاج لقاحات أخرى عديدة كالإيدز والإيبولا، لذا من المهم أن يكون لدينا صناعة حضارية بهذا الشكل.

مركز للتصنيع والتصدير

وانتقلنا في الحديث إلى الدكتور فايد عطية، أستاذ مساعد الفيروسات الطبية والمناعة بمدينة الأبحاث العلمية بالأسكندرية وكلية الطب جامعة شانتو بالصين، قال: إلى الآن لم يثبت أن أي من الطفرات التي ظهرت واستجدت على فيروس "كورونا" تقاوم اللقاحات التي تم تصنيعها فقط هي مجرد احتمالات، بالتالي فإن اللقاحات الموجودة حاليًا مثل استرازينيكا، سينوفارم، مودرنا، فايزر وغيرها، كلها فعالة بنسبة كبيرة جدًا مع كل طفرات وتحورات الفيروس التي نسمع عنها إلى أن يثبت العكس، من خلال دراسات تثبت هذه النظرية أو ظهور طفرات أكثر غرابة وتغييرًا في شكل وجينيوم الفيروس ولا يتفاعل معها اللقاح.

وتحدث "فايد" لـ"الدستور" حول تصنيع مصر للقاحات، فهو يرى أنها خطوة ممتازة سواء كان هذا التصنيع لتغطية الاحتياج المحلي أو أن نصبح مركزًا للتصنيع والتصدير للدول العربية أو الأفريقية، وهو اتجاه متطور جدًا وأتمنى أن يستمر على أكمل وجه.

أمر متوقع من مصر

فيما أشار الدكتور جورج عطالله، نائب رئيس اتحاد الصيادلة العرب، أن التصنيع ليس جديدًا على مصر، مستدلاً على ذلك بفترة التسعينيات، حيث كانت شركات قطاع الأعمال للأدوية المصرية تستحوذ على من 40 إلى 50%، لذا فإن تصنيع اللقاح أمر متوقع من هيئة الدواء المصرية والسلطات التنفيذية في مصر، ما يدعمها في ريادة سوق الدواء إفريقيًا وفي الشرق الأوسط. 

 لا يوجد فئران تجارب

وتطرقنا مع الدكتورة عزة صالح، أستاذة الباثولوجيا الإكلينكية والكيميائية والمدربة الدولية في مجال أخلاقيات البحث العلمي، ومؤسسة الشبكة المصرية للجان أخلاقيات البحث العلمي في مصر، إلى مجال التجارب السريرية التي قد تكون محل جدل ولغط للعوام، فقالت إن خطوة التجارب السريرية مهمة جدًا، طالما يتم اتباع واحترام ومراقبة تطبيق القواعد الأخلاقية والعلمية المنصوص عليها في التجارب السريرية، نافية وجود ما يسمى بتحويل بعض الشعوب إلى فئران تجارب للوصول إلى لقاح فعال.

وأوضحت "صالح"، في حديثها، أن مرحلة التجارب السريرية تبدأ باختيار المتطوعين ثم تمر بمراحل التجارب، وتنتهي بالحقوق التي ينبغي أن يحصل عليها المتطوعون، خاصة خصوصية معلوماتهم وأولويتهم في الانتفاع باللقاح، ويسبق تلك المرحلة 4 مراحل أخرى؛ مرحلة التجارب المعملية على الحيوانات، والتي عادة تستغرق بين 15 إلى 20 عامًا، لكن نظرًا للوضع الحالي للجائحة يمكن استثناء عنصر الوقت لخطورة الوباء وحصاده للأرواح.

مصر قادرة

بحسب صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، مصر هي أكبر دولة في الشرق الأوسط من حيث الكثافة السكانية، ما جعلها ذات إمكانيات قادرة على إنتاج اللقاحات، مستشهدة بما شهدته مصر منذ 10 سنوات حيث تفشي انفلونزا الخنازير، أيضًا حملتها الأخيرة لاستئصال فيروس التهاب الكبد الوبائي "سي" من خلال الفحوص والعلاج.

د. فايد عطية
د. فايد عطية
د. مجدي بدران
د. مجدي بدران