رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«حضارة وأمان».. كيف تجذب مصر الزوار من مختلف دول العالم رغم «كورونا»؟

السياحة في مصر
السياحة في مصر

يوم تلو الآخر، تبهر مصر العالم بما تتخذه من خطوات على المستويات كافة، وآليات التعامل مع الأزمات المختلفة التي تضرب العالم من حين إلى آخر، وآخرها أزمة فيروس كورونا التي استطاعت أن تقف لها الدولة بالمرصاد للحفاظ على حياة المصريين، وفي نفس الوقت استمرت في إنجازاتها الضخمة خاصة في مجال السياحة والآثار وبناء المتاحف الجديدة والاكتشافات المتتالية التي أبهرت العالم بها.

واستطاعت مصر بفضل ما يُبذل من جهود أن تتصدر قائمة وجهات البحث عن الرحلات الجوية عبر محركات البحث بالإنترنت، تليها الفلبين والمغرب والأردن وتركيا وجزر المالديف وتونس وأوكرانيا واليونان وسريلانكا، بحسب موقع "Wego" المتخصص في قطاع خدمات السفر والحجوزات عبر الإنترنت، كما صرح الدكتور سعيد البطوطي، المستشار الاقتصادي لمنظمة السياحة العالمية.

مصر بلد الأمن والأمان

ويأتي هذا النجاح لعدة عوامل منها؛ قدرة مصر على السيطرة على انتشار فيروس كورونا فيها وهو ما يظهر جليا في انخفاض عدد الإصابات مقارنة بالعديد من دولة العالم التي تتخطى فيها الإصابات الملايين.

تطعيم العاملين بقطاع السياحة

 كما أن الخطوة غير المسبوقة التي اتخذتها وزارة الصحة والسكان لتطعيم العاملين في قطاع السياحة بلقاح كورونا في منتهى الأهمية، بحسب ما وصفها العديد من خبراء السياحة، وتعطي انطباعًا أن مصر آمنة ويمكن السفر إليها.

موكب نقل المومياوات الملكية

هذا بالإضافة إلى موكب نقل المومياوات الملكية الذي شهدها العالم أجمع في بداية أبريل من الشهر الماضي والذي شهد نقل 22 مومياء ملكية من مقرهم في المتحف المصري بالتحرير إلى المتحف القومي للحضارة بالفسطاط، والاحتفال المهيب الذي شمله الموكب وافتتاح متحف الحضارة.

 كل هذه العوامل وأكثر، كان لها التأثير الهائل لمصر كي تصبح مصدر جذب هائل للسياح ووجهة أساسية للقدوم إليها؛ أملًا في إيجاد متنفسًا يعوض ولو قليلًا من أزمة الوباء العالمي الذي تسبب في تداعيات عالمية على كافة المستويات.

توجيهات الرئيس

ويأتي ذلك بجانب توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي بالعمل في المشروعات الخاصة بالمجال السياحي والأثري على مستوى الجمهورية بالتنسيق والتكامل بين مختلف الأجهزة المعنية، في إطار استراتيجية الدولة لاستعادة الرونق التاريخي للمواقع الأثرية المصرية.

والهدف من هذا  إبراز ما تذخر به مصر من إرث ثقافي وحضاري عبر العصور المختلفة، من خلال أعمال الترميم الشاملة للمواقع الأثرية، خاصةً في القاهرة الكبرى ذات الإمكانات التاريخية العريقة والمتنوعة، لتكون بمثابة متحف مفتوح بطابع جمالي ومنظم على غرار العواصم العالمية الكبرى.

 عوامل جذب سياحي

الخبير السياحي مجدي سليم، قال إن مصر لديها عوامل جذب هائلة للسياح تجعلها وجهة سياحية ومقصد سياحي أساسي ومطلوب دائمًا، وهو ما يدفع الحكومة على الإثراء بأي نشاط سياحي يفيد القطاع سواء من خلال زيادة الأنشطة السياحية أو الاهتمام بقطاع الحرف اليدوية الذي يجذب السياح للمشغولات اليدوية التي تتميز بها.

وأوضح "سليم"، أن الحملات الإعلامية الضخمة التي تنفذها وزارة السياحة والآثار للترويج للسياحة في مصر، تمثل عوامل جذب للسياح سواء كن العرب أو من الأجانب خاصة مع الاكتشافات الاثرية المتتالية التي نعلن عنها يوم تلو الأخر.

 

وأضاف أن أي تطوير يحدث في مصر وخاصة قطاع السياحة أو الآثار يعود بالإيجاب على السائح التي تتحسن الخدمة المقدمة له وتجعله يشعر بالراحة الأكثر والاستمتاع ما يجعله يرشح مصر للزيارة ويعيد زيارتها مرة أخرى.

 وأوضح أنه على سبيل المثال الطرق التي يتم إنشاؤها وتطويرها لتسهيل حركة المواصلات لها دور في تسهيل السياحة، كذلك المدن الجديدة التي يتم تأسيسها هي الأخرى لها مردودها الإيجابي في السياحة.

وأشار إلى أن الدول الأوروبية ترى أن  الحضارة الفرعونية من أعظم الحضارات والاكتشافات الأثرية التي تعلن عنها دائمًا  تروج لمصر بشكل كبير جدًا والسياحة المصرية، وتحفز السياح أن يأتوا إلى مصر لزيارتها ورؤيتها تراثها الجديد، وهنا يقع الدور الأكبر على الإعلام في إبراز حجم الإنجازات التي تتم في قطاع السياحة والاكتشافات الاثرية الكبرى كي تمثل نقاط جذب للعالم.

المقومات

وأكد الدكتور عبد الرحيم ريحان، الخبير الأثري، أن مصر تزخر بالعديد من الوجهات الاثرية والسياحية التي تمثل جذب للسياح خاصة مع الاكتشافات الأثرية المتتالية والمتاحف الجديدة التي يفتتحها الرئيس السيسي كل فترة، بالإضافة إلى أعمال الترميم بالمباني الأثرية، بحيث تصبح على غرار دول أوروبا وتتفوق عليها بحضارتها وماضيها العريق.

وأوضح "ريحان" أن مصر تمتلك كافة المقومات التي تجعلها تنافس الدول في قطاع السياحة بل وتتفوق عليه لما تضمه من تاريخ وحضارة واكتشافات أثرية متتالية تبهر بها العالم أجمع، وهو ما ظهر جليا عندما وفرت القيادة السياسية الاعتمادات المالية المطلوبة لأعمال الحفائر وتطوير المتاحف وإعادة العمل بمشاريع الآثار المتوقفة.