رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

هجمات الخونة.. حكاية استشهاد 305 مصلين في مسجد الروضة

مسجد الروضة
مسجد الروضة

وقع الحادث الإرهابى الذى استهدف مسجد الروضة بمدينة بئر العبد فى شمال سيناء، فى الواحدة والنصف من ظهر ٢٤ نوفمبر ٢٠١٧ فى أثناء صلاة الجمعة، وأسفر عن استشهاد ٣٠٥ شهداء من المصلين داخل المسجد، بينهم ٢٦ طفلًا كانوا رفقة ذويهم، فضلًا عن إصابة ١٢٨ آخرين.

يقع المسجد فى منطقة صحراوية على الطريق الدولى «العريش- القنطرة» بقرية الروضة، ويتسع لنحو ٤٠٠ مصلٍ، وهو مسجد تابع لوزارة الأوقاف وبجواره تقع زاوية خاصة بالطرق الصوفية.

بيان النائب العام وقتها تضمن أنه بتاريخ ٢٤ نوفمبر ورد إخطار بمديرية أمن شمال سيناء، مفاده أنه بمجرد بدء خطيب مسجد الروضة بإلقاء خطبة صلاة الجمعة، فوجئ المصلون بنحو ٣٠ إرهابيًا يرفعون علم تنظيم «داعش» الإرهابى، اصطفوا أمام نوافذ المسجد، البالغ عددها ١٢ نافذة، وبدأوا فى إطلاق النار على المصلين.

وأضافت النيابة العامة أن التكفيريين حضروا مستقلين ٥ سيارات دفع رباعى، وأحرقوا ٧ سيارات تخص المصلين.

وأوضحت أن فريقًا من أعضاء النيابة العامة انتقل إلى حيث يرقد مصابو الحادث الإرهابى فى مستشفى الإسماعيلية العام ومستشفى الإسماعيلية الجامعى، واستمع إلى شهادتهم التى انحصرت فى كونهم قد سمعوا إطلاق أعيرة نارية كثيفة خارج المسجد مع أصوات انفجارات عالية، تبعه دخول عدد من الأشخاص بعضهم ملثم والآخر غير ملثم، يتميزون بشعر رأس كثيف ولحية، ويحملون الأسلحة الآلية وأحدهم يحمل راية سوداء مكتوبًا عليها: «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله».

وأكد الشهود أن المهاجمين كانوا يرتدون جميعًا ملابس تشبه الملابس العسكرية، عبارة عن بنطال مموه و«تيشيرت» أسود اللون.

وقال الشيخ محمد عبدالفتاح، إمام مسجد الروضة، فى التحقيقات، إن مشهد إطلاق الرصاص صوب المصلين كان مؤسفًا، موضحًا أن مؤذن المسجد تلقى رصاصة وظن أنه سيموت، فاستخدم ميكروفون المسجد وقال: «أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله»، وفى أثناء ذلك اتجه ناحيته أحد الإرهابيين وأطلق عليه الرصاص مرة أخرى حتى تأكد من موته، مضيفًا: «أحد العناصر الإرهابية داس على دماغى وافتكرنى ميت».

وأضاف أن العناصر الإرهابية لم تحترم المسجد وأبادت المصلين، وتابع: «حسبى الله ونعم الوكيل.. الناس أول ما سمعت الضرب كل واحد بقى يهرب من مكان، وبعض المصلين توجهوا إلى المنبر من أجل الاحتماء به، لكن هذا التزاحم أسقطه، وتراكمت الجثث فوقى، وصعد أحد الإرهابيين فوق المنبر ليتأكد من وفاة الجميع».

وقال محمد عمر سيد، أحد مصابى الحادث، ١٧ عامًا، إنه ذهب للصلاة رفقة والده، وأصيب بطلق نارى فى الكتف فى أثناء الصلاة، وفقد عددًا كبيرًا من أفراد أسرته.

وأكد شهود العيان الذين نجوا من الحادث الإرهابى أن إرهابيين فجروا عبوة ناسفة بمحيط المسجد أولًا، وتسبب الانفجار فى مقتل وإصابة عدد من المصلين وتلفيات بالمسجد، قبل أن يضرم الإرهابيون النار فى سيارات الأهالى ثم قطعوا الطريق المؤدية للقرية.

وحسب التحقيقات، جرى تفجير العبوات الناسفة عبر جهاز تحكم عن بُعد، كما جرى استخدام مواد شديدة الانفجار، وهرب التكفيريون بسياراتهم فور ارتكاب الحادث الإرهابى.

ومن بين الأطفال الذين استشهدوا فى هذا الحادث، ١٤ طفلًا تحت سن الـ١٠ سنوات، وهم: «عبدالرحمن ياسر سالم، ٤ سنوات، وياسين عيسى سعيد عودة، ٦ سنوات، وأحمد درويش شاهين درويش، ٧ سنوات، والسعيد أحمد السعيد أبوعطية، ٨ سنوات، ومحمود محمد على إبراهيم شعيشع، ٨ سنوات، ومحمد منصور حسن سلامة، ٨ سنوات، وعبدالله مضيحى عبدالله عودة، ٩ سنوات، وعادل محمد سلمى سليمان سالم، ٩ سنوات، وعادل محمد سليمان سلمى، ٩ سنوات، وسليم محمد سليم شريف، ١٠ سنوات، ومحمد أحمد يحيى، ١٠ سنوات، وهشام عبدالرحمن سلامة القرم، ١٠ أعوام، وفارس عبدالرحمن سلامة القرم، ١٠ سنوات، وشاكر سلامة سليمان، ١٠ سنوات».

كما ضمت قائمة الأطفال: «يوسف منصور حسن سلامة، ١١ عامًا، وسليم سعيد عبدالله، ١٣ عامًا، وأحميد محمد أحميد حامد، ١٣ عامًا، وغنايم مصطفى سليم كريم، ١٤ عامًا، ويوسف السعيد أحمد السعيد، ١٥ عامًا، وسليمان غانم سليمان حامد، ١٥ عامًا، وطه سليمان سلمى ١٥ عامًا، وسلامة عمر سلامة شريف، ١٥ عامًا، ويوسف سليمان جمال، ١٦ عامًا، ومحمود محمد سليمان غنمى، ١٦ عامًا، وخلف حامد صبيح حامد، ١٦ عامًا، وعبدالخالق مصطفى حمدان، ١٦ عامًا».

بعد هذا الحادث الإرهابى الخسيس أدانت رئاسة الجمهورية- ببالغ القوة وبأقسى العبارات- الحادث الإرهابى الذى استهدف مسجد الروضة، مؤكدة أن «يد العدالة ستطول كل من شارك وساهم ودعّم أو موّل أو حرّض على ارتكاب هذا الفعل على مصلين آمنين عزّل داخل أحد بيوت الله».

وأشارت «رئاسة الجمهورية»، فى بيان رسمى، إلى أن «هذا العمل الغادر الخسيس يعكس انعدام إنسانية مرتكبيه، ولن يمر دون عقاب رادع وحاسم».

وبعدها ثأرت الدولة لضحايا هذا الحادث، عندما استهدفت غارة للقوات المصرية مكونة من طائرتين، سيارتين فى منطقة الريشة قرب قرية الروضة، تقلان إرهابيين متورطين فى هذا الحادث، ما أسفر عن مقتل ١٥ مسلحًا، إضافة إلى أن ٣٠ عنصرًا إرهابيًا آخرين لقوا مصرعهم فى حملة مداهمات بقرية الريسان وسط سيناء.

وأدانت دول كثيرة الحادث الإرهابى الجبان، مثل فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، فيما أدانت دول عربية الحادث، مثل العراق والبحرين واليمن والكويت وفلسطين والإمارات.