رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد الغليان في القدس: هل هناك مواجهة عسكرية بين حماس وإسرائيل قريبًا؟

الجيش الإسرائيلي
الجيش الإسرائيلي

أفادت "الإذاعة الإسرائيلية" أن الجيش الإسرائيلي يستعد للتعامل مع سيناريو تصعيد الأوضاع في الضفة الغربية وقطاع غزة، وقال مصدر أمني للإذاعة إنه قد تكون تبعات لحالة الغليان في القدس على المناطق، مما سيؤدي إلى تأجيج الوضع المتوتر فيها، مع ارتفاع احتمالية نشوب مواجهة عسكرية بين حماس وإسرائيل قريبًا.

فيما أرسل الجيش الإسرائيلي أربع كتائب إلى الضفة الغربية، وقرب القطاع، ووضع قوات أخرى في حالة تأهب ونصب منظومات للقبة الحديدية.

كما صدرت تعليمات إلى قوات الشرطة الإسرائيلية بالامتناع قدر المستطاع عن الاحتكاك مع السكان والاستمرار في الحفاظ على حرية العبادة في الحرم القدسي وحق الاحتجاج. ونقلت رسائل في القنوات السياسية الأمنية بهدف منع تصاعد الأوضاع.

اتهامات لحماس بزيادة التوتر في الضفة

يرى المراقبون في إسرائيل أن حركة حماس تعمل على زيادة التوتر والغليان في الضفة الغربية، وهو ما رأته القيادة في تل أبيب أنه يرفع من إمكانية المواجهة العسكرية مع الحركة.

وأرجعت بعض التحليلات التصعيد في الضفة إلى تأجيل الانتخابات الفلسطينية، وأن حماس تساعد في تسخين الأجواء لتوريط السلطة الفلسطينية أمام شعبها.

فهناك تفسير وهو أن حركة "حماس" غاضبة على الإنجاز الانتخابي الذي سرقه منها أبومازن أو بمعنى أدق حرمه منها بتأجيل الانتخابات.

ظهور مفاجي لـ"محمد ضيف"

أصدرت حركة "حماس" الخميس الماضي بيانًا خاصًا باسم قائد الجناح العسكري للحركة [كتائب عزالدين القسّام] محمد ضيف المطلوب الأول لإسرائيل في قطاع غزة، جاء فيه: "تحية لأهلنا الصامدين في حي الشيخ جرّاح. إن قيادة المقاومة وكتائب القسّام تراقب ما يجري عن كثب. ويوجه قائد الأركان تحذيرًا واضحًا وأخيرًا: إن لم يتوقف العدوان على أهلنا في حي الشيخ جرّاح فسيدفع العدو ثمنًا غاليًا".

يُشار إلى أنه منذ انتهاء عملية "الجرف الصامد" العسكرية (التي قام الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة  2014) لم يظهر محمد ضيف، وفضل أن يبقى وراء الكواليس، وهو ما أعطى معنى لتصريحاته، التي اعتبرها المراقبون حدثًا خاصًا اختير بعناية من أجل نقل رسالة. 

فهناك من اعتبر أن خروج "الضيف" من عالم الصمت يعبّر عن إصرار "حماس" على محاولة إشعال الميدان، إذ يؤكد في تصريحاته أنه في حال استمرار الممارسات الإسرائيلية العدوانية في القدس الشرقية فإن الجناح العسكري لـ"حماس" لن يقف مكتوف اليدين، حيث تراها التحليلات الإسرائيلية أن هذه التصريحات رسالة إلى الفلسطينيين أنفسهم ربما أكثر مما تنطوي على تحذير لإسرائيل.

تقديرات إسرائيلية: لا توجد معركة كبيرة قريبة

يرى المراقبون أنه في السنوات الأخيرة ثبت أنه حتى في فترات أكثر توترًا، بدا فيها بأن الميدان قريب من التصعيد ولكنها مرت في نهاية المطاف بهدوء نسبي.

رغم سلسلة الأحداث الأخيرة، لا يلاحظ الجيش الإسرائيلي في هذه المرحلة دليلًا واضحًا يشير إلى تصعيد عسكري قريب مع حماس في قطاع غزة، رغم أن الساحة الفلسطينية هي الأكثر تفجرًا للتصعيد، أكثر من أي ساحة أخرى سواء مع  لبنان وحتى إيران، إلا أن احتمال نشوب معركة واسعة لا يبدو قريبًا.

كما أنه لدى الاستخبارات الإسرائيلية لا توجد إخطارات عن عمليات مخطط لها من جانب منظمات أكثر مما في الأيام العادية. فحتى عملية "تبواح" التي حدثت عن طريق قيام فلسطيني بإطلاق النار على إسرائيليين لم تكن مخططة من قبل، ولم يُكتشف أنها مرتبطة بعمليات أخرى، بل عملية يطلق عليها اسم "الذئاب المنفردة"، وهو ما اعتبرته مؤشرًا على عدم النية في التصعيد من قبل حماس.