رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عظماء بلدنا».. قصور الثقافة تحتفي بذكرى ميلاد جمال الغيطاني

جمال الغيطاني
جمال الغيطاني

احتفت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برئاسة الدكتور أحمد عواض بذكرى ميلاد الروائي والكاتب الكبير جمال الغيطاني، إذ ولد في مثل هذا اليوم 9 مايو من عام 1945، بقرية جُهينة التابعة لمحافظة سوهاج، وانتقل بصحبة أسرته صغيرًا إلى القاهرة، ونشأ في قلب القاهرة الفاطمية بمنطقة الجمالية، ضمن سلسلة "عظماء بلدنا" التي تطلقها الهيئة عبر صفحتها الرسمية على موقع "الفيسبوك".

والتحق «الغيطاني» بمدرسة الفنون والصنائع الثانوية بالعباسية، درس بها فن تصميم السجاد الشرقي وصباغة الألوان، وبدأ حياته عاملًا في مصنع نسيج، وعمل في المؤسسة المصرية العامة للتعاون الإنتاجي، رسامًا للسجاد الشرقي، ومفتشًا على مصانع السجاد الصغيرة في قرى مصر، الأمر الذي أتاح له زيارة معظم أنحاء الجمهورية، واستمر في العمل مع هذه المؤسسة حتى عام 1965، كما عمل سكرتيرًا للجمعية التعاونية المصرية لصناع وفناني خان الخليلي.
 

وبداية من 1969، استبدل جمال الغيطاني عمله ليصبح صحفيًا في مؤسسة أخبار اليوم، وعمل مراسلًا حربيًا خلال فترتي حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، ثم انتقل للعمل في قسم التحقيقات الصحفية، وفي عام 1985 أصبح رئيسًا للقسم الأدبي بـ أخبار اليوم، وبعدها رئيسًا لتحرير السلسلة الشهرية "كتاب اليوم"، وفي عام 1993 أسس «الغيطاني» جريدة "أخبار الأدب"، وشغل منصب رئيس تحريرها. تزوج من الكاتبة الصحفية ماجدة الجندي، وأنجب منها محمد وماجدة.

كتب «الغيطاني» عشرات القصص القصيرة والروايات، وله أعمال إبداعية عديدة خالدة ساهمت في إعادة تقديم التراث المصري والعربي بعين مُعاصرة، مما جعله أحد أعمدة الرواية العربية. كتب أول قصة عام 1959، وهو في الرابعة عشرة من عمره بعنوان "نهاية السكير".


من أبرز أعماله: أوراق شاب عاش منذ ألف عام، الزيني بركات، الزويل، حراس البوابة الشرقية، الرفاعي، وقائع حارة الزعفراني، شطح المدينة، منتهى الطلب إلى تراث العرب، شطح المدينة، رسالة من الصبابة والوجد، رسالة البصائر والمصائر، الخطوط الفاصلة، أسفار المشتاق، أرض أرض، الحصار من ثلاث جهات، ثمار الوقت، هاتف المغيب، المجالس المحفوظية، خطط الغيطاني، والمحصول، وغيرها الكثير، وتُرجمت العديد من مؤلفاته إلى أكثر من لغة.


كما خلَّد جمال الغيطاني اسمه في السينما والدراما المصرية، من خلال مجموعة من الأعمال البارزة، منها أفلام: أيام الرعب، حكايات الغريب، كلام الليل، وخمس نجوم، ومسلسلات: الزيني بركات، سنوات الغضب، حارة الطبلاوي، وحارة الزعفراني.

حصل الغيطاني على العديد من الجوائز المحلية والعالمية، منها: جائزة الدولة التشجيعية للرواية عام 1980، وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، وسام الاستحقاق الفرنسي من طبقة فارس عام 1987، جائزة الثقافة الفرنسية العربية عام 1992، عن رواية "رسالة البصائر في المصائر"، جائزة سلطان بن علي العويس، عام 1997، وجائزة Laure-Bataillon لأفضل عمل أدبي مترجم إلى الفرنسية عن روايته "التجليات" مُشاركة مع المترجم خالد عثمان عام 2005، إضافة لجائزة الدولة التقديرية عام 2007، كما فاز بجائزة الشيخ زايد للكتاب عن رواية "رن- الدفتر السادس من دفاتر التدوين" عام 2009، وفي عام 2014 حصل على جائزة النيل للآداب.

في 18 أكتوبر عام 2015، غيَّب الموت الأديب الكبير عن عمر ناهز السبعين عامًا، ليرحل عن عالمنا تاركًا إرثًا كبيرًا من الأعمال الأدبية، بمثابة علامات إبداعية في تاريخ الأدب العربي جمع فيها بين الأصالة العميقة والحداثة الواعية.