رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«المستشفيات تفتقر إلى الأكسجين».. سباق مع الوقت لإنقاذ مصابى كورونا فى تونس

كورونا في تونس
كورونا في تونس

ركزت السلطات التونسية منذ بداية أزمة "كوفيد-19" على مستشفيات متنقلة ووفرت أسرة إنعاش إضافية ووظفت أطقمًا طبية، لكن البلاد تواجه اليوم سباقا مع الوقت من أجل توفير مادة الأكسجين التي تزايد الطلب عليها مع اشتداد الموجة الثالثة.

أقرّ رئيس الحكومة هشام المشيشي- في مؤتمر صحفي، الجمعة الماضي خصصه للإعلان عن الإغلاق التام في البلاد طوال أسبوع عيد الفطر- بأن "هناك أزمة في الأكسيجين وأحيانًا أيضًا لا نجد أسرة للإنعاش" في بلاده التي يحصد فيها الفيروس أرواح قرابة مائة شخص يوميا بينهم أفراد عائلات بأكملها.

كم نبه «المشيشي» إلى "خطر" انهيار المنظومة الصحية و"الانهيار النفسي للأطباء".

من جانبه، قال رئيس قسم الإنعاش وعضو اللجنة العلمية لمكافحة كوفيد-19 أمان الله المسعدي إن "استهلاك الأكسيجين في المستشفيات سيكون تحت المراقبة والاستعداد لأيام آتية قد تكون أصعب".

وأوضح رئيس قسم الإنعاش الطبي في "مستشفى الحروق البليغة" بمحافظة بن عروس أن "الوضع خطير"، معلّلًا ذلك "بعدد المرضى في المستشفيات الذي تضاعف نحو مرتين خلال شهر فقط".

وكنتيجة لذلك فاق استهلاك الأكسيجين الطاقة الإنتاجية المحلية، لأن "الاستهلاك تضاعف لأربع وست مرات" بحسب المسعدي.

تصنع تونس على المستوى المحلي عبر شركتي "آر ليكيد" و"ليند غاز" الأجنبيتين نحو 100 ألف ليتر من الأكسيجين لكن المستشفيات والمصحات التي تعالج مرضى الوباء في حاجة إلى 170 ألف ليتر بشكل يومي.

وتشكل الـ70 ألف ليتر الناقصة تحديًا يوميًا للحكومة. أمام تردي الوضع الصحي والطلب المتزايد على هذه المادة استعانت تونس بتوريد كميات من الجزائر على امتداد شهر لتفادي النقص الحاصل، كما أكد وزير الصحة فوزي المهدي في تصريحات إعلامية، لافتًا إلى إجراء محادثات مع ليبيا لطلب العون منها.

وتواجه شركة "ليند غاز" اليوم سباقًا مع الوقت لتأمين الطلبات التي تتزايد.

يقول مدير التسويق بالشركة وجدي بن الرايس لفرانس برس "منذ نهاية أكتوبر بدأ الطلب يتزايد ووصل الى الذروة منتصف فبراير وتضاعف إلى حدود أربع مرات".

وتعمل الشركة على تزويد مستشفيات في 15 محافظة (من أصل 24) في البلاد من دون توقف، وتتم مراقبة مستوى الأكسجين في خزانات المستشفيات عبر شاشات التواصل عن بعد من مقر الشركة في منطقة المغيرة القريبة من العاصمة.

يضيف بن الرايس "الطلب تجاوز إمكانيات التصنيع المحلي ولجأنا إلى التوريد من إيطاليا"، وكذلك من الجزائر "لاختصار الوقت"، لافتًا إلى أن "الوضع تحت السيطرة حاليًا، ولكنه هش لأننا نبقى رهينة دول الجوار التي يمكن أن تغلق في أي وقت" في حال تدهور الوضع الصحي.

ومن المرجح أن يتضاعف الطلب من المستشفيات التونسية على الأكسيجين مرتين مقارنة بـ100 ألف ليتر التي تصنع محليًا يوميًا.

يتم جلب الأكسجين من الجزائر عبر الحدود البرية وتشحن الخزانات التي تحملها شاحنات الشركة ويتطلب ذلك ساعات طويلة مرة كل يومين.

وتسجل تونس منذ مطلع أبريل ارتفاعًا في عدد الإصابات بالفيروس في البلد الذي يعد نحو 12 مليون نسمة، مع عشرات الوفيات وأكثر من ألف إصابة يوميًا. 

وسجلت في تونس إجمالًا 11,208 وفيات بالوباء وحوالى 320 ألف إصابة.

يعالج راهنًا أكثر من 500 شخص داخل أقسام العناية المركزة وهذا رقم غير مسبوق منذ بداية الجائحة في مارس 2020، أمّا أسرة الأكسيجين فهي مستغلة بنسبة 80 في المائة.

لكن عمليات تزويد المراكز الاستشفائية بالأكسجين محفوفة بالمخاطر، ويقول بن الرايس "لسنا في منأى من أن تتعطل آلة تصنيع الأكسيجين أو تتأخر خافرة في البحر بسبب سوء الأحوال الجوية لنجد أنفسنا في وضع نقص تزود".

وفي مؤشر إلى تفاقم الأزمة، اضطر مستشفى محلي بمحافظة صفاقس (وسط- شرق) نهاية نيسان الفائت إلى نقل مرضى الى مصحات أخرى احتياطيًا بعدما تراجعت الكميات في خزاناته الرئيسية إلى حد كبير.

كما لا تستبعد تونس وصول موجات أشد للبلاد خصوصًا مع انتشار المتحور البريطاني، وتبدو المخاوف جدية بالنظر إلى تباطؤ وتيرة حملة التطعيم ضد الفيروس التي انطلقت نهاية مارس الفائت، إذ لم يتم تلقيح سوى حوالى 333 ألف شخص بسبب مشاكل في التزود باللقاح وإخلالات في عمليات التسجيل.