رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في الذكرى 76 لميلاده

جمال الغيطاني.. «زيني بركات» الرواية العربية والمراسل الحربي على جبهات القتال

جمال الغيطاني
جمال الغيطاني

زيني بركات الرواية العربية، ابن "جهينة" الذي عشق الأدب لكنه لم يتردد أن يركض عبر خنادق القتال، محررا عسكريا بجريدة أخبار اليوم، إنه الروائي الكبير جمال الغيطاني والذي تحل اليوم الذكري السادسة والسبعين على مولده.

 أخلص "الغيطاني" وانحاز لمكونات الشخصية المصرية القبطية الإسلامية، وعراقتها الحضارية التاريخية التي صنعتها حالة التلاقح ما بين شفافية الوجد الصوفي وعذوبة التراتيل والألحان الكنسية، ومعرفته بالتراث المسيحي بقدر معرفته بالتراث الإسلامي المصري، أو كما يصفه الكاتب فرنسوا باسيلي، "انتعاش الغيطانى وهو يستمع إلى الألحان والتراتيل القبطية في الكنيسة ليلة الميلاد هو بعض من اهتمامه ومعرفته الواسعة بالتراث المسيحي القبطي في مصر، ومعرفته بهذا التراث تدهشني شخصيا أنا القبطي ابن رجل الدين المسيحي الذى تكتظ مكتبته بأشكال وألوان من هذا التراث في صوره المكتوبة والمسموعة والمرئية.

- تعلقه بالحسين 

وفي حالة تجلي يقول جمال الغيطاني عن تجاربه وخبراته الحياتية: " أنا أذكر مرة حصل هاتف وشككت أن مصدره مولانا وسيدنا الحسين، أنا متعلق بالحسين، متعلق بسيدنا الحسين كشخصية، كدور، كموقف، وبالمناسبة كل المصريين، يعني لما واحد جاي من بلدنا مثلا لا يعرف أحدا في القاهرة، تفتكر إيه المكان اللي حيروحه؟ حيجي المعادي؟! حيروح الحسين، الحسين إذا لم يجد أحدا يعرفه سيجد من يساعده يعني من الناس اللي بتيجي تتصدق على الفقراء، ممكن ينام جانب الحسين محدش حيقول له أنت نائم ليه."

- دفاعه عن الهوية المصرية  أمام الإخوان عقب 2011

لم تكن مقالات جمال الغيطانى مجرد متابعة للأحداث التي جرت في مصر فيما بعد ثورة 25 يناير 2011، بل بدت كأنها دانات من مدفع وقف خلفه جمال حمدان يدافع به عن الهوية المصرية، تلك المقالات جمعها كتابه "أنا والإخوان"، كانت تلك الهوية هي الهم الشاغل للغيطانى الذى كان يبدو وكأنه قد عاد إلى ممارسة مهمته الصحفية كمراسل على جبهة الحرب، حيث يرى الكاتب الصحفي علاء عبد الوهاب رئيس تحرير كتاب اليوم في تصديره للكتاب، أن المعركة الأخيرة التي خاضها جمال الغيطانى كانت أكثر خطرا من معركته الأولى على جبهة القتال فى حرب الاستنزاف، لأن الحرب الثانية أكثر ضراوة لأنها ضد عدو يعيش على أرض مصر".

 المقالات كانت تعبيرا عن واقع اللحظة التى يعيشها الغيطانى وأخاله يضع يده على قلبه فرقا على مصر وهو يتابع التطورات المتلاحقة، واستيلاء الإخوان على ميدان التحرير بما يمثله من رمز فى الزمان والمكان واستيلائهم على الثورة، وتحويل مجراها لصالحهم ومن ثم الجاثوم على صدر البلاد للتحكم فى مقدراتها، من انتخابات مجلسى شعب وشورى يتسلل منها الإخوان والسلفيون وانتهاء بانتخابات الرئاسة التى بلغت قمة المأساة بفوز مرشح احتياطي بدا كخيال ظل،لا دور حقيقي له سوى تنفيذ أوامر تصدر من مكتب إرشاد الجماعة، التي راحت ترسم للاستيلاء والتمكين لتغيير ملامح الشخصية المصرية الضاربة بجذورها فى أعماق التاريخ.

ويكاد جمال الغيطانى ينزف دما على الورق وهو يتحدث عن الحشود الإخوانية لمحاصرة المحاكم، واستهداف مقر وزارة الدفاع بالمسيرات، ومحاولة الاستيلاء على الصحف القومية ووسائل الإعلام للسيطرة على الوعي ونشر الفكر الإخواني، الذي لا يكف جمال الغيطانى عن بيان بُعده عن حقيقة الإسلام ثم يوجه اتهاما خطيرا للواقع فى أسر الإخوان بالوثنية باتخاذهم شعار رابعة وإعلاء شأنه وتقديسه كشارة ذات دلالات دينية.